بغداد/المسلة: تحولت النزاعات العشائرية في العراق الى ظاهرة خطيرة تلقي بتداعياتها الخطيرة على الشارع العراقي بعد تفشي استخدام العنف المفرط، الذي يورث الأحقاد العشائرية.
وعادة ما تكون هذه النزاعات بسبب خلافات اجتماعية واقتصادية أو جرائم جنائية وحوادث عرضية، سرعان ما تتحول إلى مواجهات بين العشائر، ويفاقم ذلك انتشار السلاح، وعدم قبول أحد الطرفين بالاحتكام للقانون.
ولم تعد النزاعات العشائرية التي تشهدها المحافظات الجنوبية من العراق عادية يمكن تجاوزها، بل تحولت إلى حروب دموية تستمر لعدة أيام.
و الثلاثاء الماضي، سقط ثلاثة جرحى، وحرق مضيف شيخ عشيرة، نتيجة نزاع عشائري طاحن اندلع بين عشيرتي البو حمودي والهصاصرة، استخدمت فيه الاسلحة الخفيفة والمتوسطة، في ذي قار.
وفشلت جميع محاولات الحكومة في إنهاء النزاعات العشائرية أو الحد منها، ما جعلها تهدد السلم المجتمعي والنسيج الاجتماعي وتفكيك الأواصر المجتمعية، نتيجة التخندق العشائري والتقاليد العشائرية البالية.
وتسبب النزاعات العشائرية في الضعف الاستثماري في مناطق الوسط والجنوب.
ويعاني أهالي منطقة المعامل من كثرة النزاعات العشائرية في ظل غياب القوانين الرادعة وعجز الجهات الحكومية عن ضبط السلاح المنفلت.
الناشط السياسي علي حسين يسخر من تسويق مفهوم اقتتال شيعي شيعي متسائلا عن معنى النزاعات العشائرية في الجنوب والوسط وفي بغداد… أليس هو اقتتالا شيعيا شيعيا ؟ ثم ماذا يحذرون من ذهاب العراق الى الهاويه! وهل العراق اليوم ، مستقر ؟
ويرى الباحث السياسي والاجتماعي عدنان أبوزيد ان العشائر في العراق تحولت الى أحزاب، أو ما يطلق عليه الأحزاب العشائرية، التي تحصل على المال والسلاح بسهولة من الجهات المتنفذة لكسبها الى جانبها، بل ان رؤساء العشائر لهم علاقات خاصة تحت الطاولة برؤساء الاحزاب والقوى المسلحة، ويستمدون منهم الدعم والنفوذ.
وتتصدر محافظة ذي قار والبصرة وميسان وواسط ثم بغداد، المحافظات الأكثر تسجيلاً للنزاعات العشائرية التي يذهب ضحيتها مواطنون، وتسبب في كثير من الأحيان فرض حظر تجول وإغلاق للطرق والمناطق من قبل قوات الأمن، فضلاً عن خسائر مادية بالممتلكات العامة والخاصة.
ويعزو مسؤولون أمنيون، استمرار المواجهات العشائرية إلى تفشي السلاح، مبيناً أن بعض العشائر تمتلك أسلحة أكثر مما تملكه الشرطة في بعض مدن الجنوب.
وفي المقابل يقول شيوخ عشائر ومواطنين أن القوات الأمنية تقف عاجزة أمام منع حدوث النزاعات العشائرية، ووصل الحال في بعض العشائر أنها تدرب أبناءها على كيفية استخدام الأسلحة المتوسطة والثقيلة.
وسجلت محافظة ذي قار عام 2021 أكثر من 50 نزاعا عشائريا وسجلت العام الحالي منذ مطلعه وحتى مطلع مايو/أيار الجاري أكثر من 30 نزاعا عشائريا.
وعام 2021 أعلنت مديرية شؤون العشائر عن حسم 450 نزاعا عشائريا في عموم العراق منذ يوليو/تموز2020 وحتى يونيو/حزيران 2021.
وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت في 10 مايو/أيار 2022 عن ضبط أكثر من 7 آلاف قطعة سلاح ما بين خفيف ومتوسط وهي أسلحة غالبيتها من العشائر.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
غارة جوية تستهدف موقعا لقوات الحشد جنوبي بغداد
التيار الوطني الشيعي قد يجذب الحلبوسي وبارزاني الى تحالف مع الصدر
الصفدي: لن نسمح بخرق أجوائنا من قبل إسرائيل أو إيران