المسلة

المسلة الحدث كما حدث

خلع الحجاب (ثورة) ام تهشيم لقيم الامة؟

خلع الحجاب (ثورة) ام تهشيم لقيم الامة؟

22 سبتمبر، 2022

بغداد/المسلة:

محمود الهاشمي

ان مجرد نظرة بسيطة الى اللواحات القديمة للمجتمع الاوربي تجد ان المرأة الاوربية ترتدي ملابس محتشمة، ولن يظهر منها شيء الا بحدود الشرع، وليس هنالك من نص ديني سماوي يأذن للمرأة ان تظهر بمظهر (العر) او ان تكشف عن مفاتنها.

المرأة غريزيا لا ترغب الامتهان لشخصيتها او تظهر عارية امام الاخرين ،وتؤكد جميع الوقائع والاحداث ان المجتمع الرأسمالي وبعد الثورة الصناعية باوربا تحولت المرأة الى سلعة وامتهان واظن ان اغلبنا شاهد افلاما كثيرة عن هذه المرحلة وخطورتها على المرأة وتسريحها عن العمل مع اول انتكاسة للمصنع او ورشة العمل.

ان ارتداء الحجاب جزء من شخصية المرأة ونسال:- هل ان احدا منا طلب من زوجته او ابنته او اخته ان ترتدي الحجاب؟

الجواب ربما يأتي ذلك كجزء من النصيحة لا غير اما نساؤنا فترتدي الحجاب رغبة منها وتجده جزء من واجبها الديني والاخلاقي
فيما هناك نسبة ليست بالقليلة من النساء
بالعراق من (السافرات) وايضا ليس هنالك من يمنع او يأمر بقدر النصح.

اتذكر ان شابا اراد ان يطلب يد زميلته بالحامعة وكانت (محجبة) فدعاها الى عدم ارتداء الحجاب فكان ذلك سببا من الانفصال لاحقا.

الان النساء المسلمات في اوربا يرتدين الحجاب مع ان ذلك يزعج سياسة الدولة ويفرض عليهن ضغوطا مجتمعية وسياسية لكنهن يرين في ذلك واجبا دينيا واخلاقيا والتزاما ايضا.

اذا كان البعض يرى في الحجاب ضغطا على حرية الناس فهناك ايضا يرى في عري المرأة او عدم التزامها بالحجاب ايضا ضغطا على حريته.

في ايران تظاهرة تقودها امرأة خلعت الحجاب ،وفي السعودية امرأة تظاهرت مطالبة بقيادة السيارة.

وتظاهر رجال دين في دول عديدة مطالبين بضرورة فرض الحجاب على المرأة.

ويدعو الشاعر المرأة الى خلع الحجاب
(اسفري فالحجاب ياابنة فهرٍ
هو داء بالاجتماع وخيم)

اذن مسألة الحجاب وارتدائه محط جدل قديم ،فالاية الكريمة واضحة (وَقَرْنَ فِى بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ ٱلْجَٰهِلِيَّةِ ٱلْأُولَىٰ ۖ وَأَقِمْنَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتِينَ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَطِعْنَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ) وقد ترى امرأة هذا ضغط على حريتها ونقول لها (وعريك )ايضا يشكل ضغطا على حرية الاخرين.

ان تتظاهر امرأة من اجل نيل الحرية والاستقلال والمطالبة بالحقوق المشروعة بتساويها مع الرجل فهذا امر اكثر من مقبول قديما وحديثا ،ومازالت اسماء النساء والمناضلات والمجاهدات قائمة في نفوس الشعوب وهي جزء من تاريخ الشعوب ومجدها ووجودها.

وفي ايران كان للمرأة الدور الكبير في انجاح الثورة الاسلامية فقد جاهدت واستشهدت من اجل ذلك ،ورفضت كل اشكال الامتهان للمرأة الذي كان سائدا ايام الحكومات البائدة.

صحيح ان هناك الزام للمرأة في الجمهورية الاسلامية بايران ،ولكن المرأة بايران تملك من الحرية مايفوق حرية جميع الدول العربية فهي قسيمة الرجل بالحياة دون منازع سواء بالمنزل او بالعمل او بالشارع
او التعليم ،فهي تقود السيارة منذ ثلاثينيات القرن الماضي ،وليس هنالك من عمل او مهنة محرمة عليها الا بقدر تركيبتها الفسيلوجية وحرمة دينها.

المرأة بايران تفوز سنويا برياضات مختلفة وصولا الى تسلق الجبال حيث تحصد الايرانية الجوائز بذلك ؛-وهل عطل الحجاب المرأة الايرانية عن ممارسة كل هذه النشاطات بالحياة؟

المثير ان كتابا عربا مثل اللبناني (جلبير الاشقر) سعيد بان المرأة الايرانية شجاعة بخلعها الحجاب والثورة ضد النظام.

ويقول (مثال آخر عن استسهال التعرّض لحريات النساء في هجمة حكم إبراهيم رئيسي على نساء إيران لفرض ارتداء الحجاب عليهنّ، بل فرض ارتدائه بأكثر الأشكال تزمّتاً)اين هو الاكثر تزمتا ،بل العكس هناك تهاون في هذا لدرجة عندما تزور طهران تجد شكلية الحجاب.

ومايزعج انه يرى في تظاهرة الحجاب الاخيرة بايران مشروعا مشابها ل(ربيع عربي )وهو يعلم ان هذا (ربيع اسرائيل )وليس ربيع العرب الذي شرد ثلث سكان الدول التي شملها هذا الربيع ومنهم لبنان وسوريا وليبيا والسودان ومصر وتونس التي وصل بها الامر ان اسرة الشاب التونسي الذي احرق نفسه فرت الى كندا وطلبت اللجوء لانها تتعرض يوميا الى اللوم والخطر.

ان يكون الكاتب (حاقدا )على دولة لسبب او لاخر او ناقما على الاسلام فهذا امر خاص اما انه يتعرض لمشروع دولة مثل ايران والنجاح الذي تحقق على ايدي ابنائها رجالا ونساء والصمود والتحدي الذي تبديه بمواجهة الاستكبار العالمي فلابد من الوقوف عنده ومحاكمته بمنطق العقل لمن يريد ان يكون انسانا وكاتبا منصفا .


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.