بغداد/المسلة: يسخر العراقيون من مصطلح الاستقدام للمسؤولين الذين يثبت فسادهم، بسبب عدم تطبيق القانون الذي يتكفل بزجهم في السجن لسنوات طويلة، والاكتفاء (بمعاقبتهم) غيابياً.
وعلى الرغم من ادانة المسؤولين قضائياً، وصدور بحقهم مذكرات قبض واستدعاء وحجز الأموال، الا ان العقوبة غالبا ما تكون غيابية رغم التورط بقضايا فساد هائلة، وقضايا تُهدد السلم الأهلي عبر دعم الإرهاب.
ومفردة (غيابية) لدى الرأي العام العراقي، يعني الافلات من العقاب.
وتشير الإحصائيات الرسمية، إلى إصدار السلطات القضائية 731 أمر قبض، خلال النصف الأول من العام الحالي، نُفذ منها 396 فقط، من بينهم 8 وزراء ومن بدرجته، و53 من أصحاب الدرجات الخاصة والمديرين العامين ومن بدرجتهم.
لكن العراقيين، لم يلحظوا معاقبة أي منهم، او الإعلان عن زجهم في السجن.
ويتداول العراقيون عن ان السياسي والنائب والوزير والرئيس ينتهك القانون ويقوم بمخالفات واضحة ولا يحاسب، فيما المواطن يرمى في السجن على أبسط مخالفة.
بل ان الناشط ابو حازم التورنجي يتحدث عن تكريم الفاسدين فيقول ان تكريم الفاسدين يعني الاصطفاف الى جانبهم والقبول بكل توجهاتهم ومشاريعهم في استنزاف وسرقة خيرات بلادنا
ويقول المواطن علي العتابي في تدوينة ان المسؤولين يمتلكون الأموال والعلاقات التي تجنبهم العقوبات.
وفي مشهد روتيني، تتداول مواقع التواصل الاجتماعي وثائق تدين مسؤول بقضية فساد ضخمة، الا ان ذلك الملف ينطوي وكأنه شيئاً لم يكن.
وعلى الهواء مباشرة دون الخشية من القانون، اعترف سياسيون بتورطهم بقضايا فساد، الا ان ثقتهم بعدم محاسبتهم كانت في محلها.
النائب السابق مشعان الجبوري اعترف بصراحة أنه جزء من الفساد الموجود في العراق، مؤكداً أن جميع السياسيين وأصحاب المناصب الرفيعة في العراق (فاسدون ومرتشون).
وعلى الرغم من الاعتراف الخطير الذي ادلاه الجبوري حينها، الا انه فاز بمقعد برلماني، قبل ان يتم فصله، بسبب تزوير الشهادة لا بسبب اعترافاته الصريحة.
ويقول حميد الجنابي وهو سائق تكسي في العاصمة بغداد: رأيت حكما على سياسي عاث بالعراق فسادا، حيث حُكم بالسجن 5 سنوات مع غرامة مالية لا تسد 1٪ من الأموال التي اهدرها.
ويضيف الجنابي: كما رأيت حكما بحق مواطن مشرد سرق قطع حديدية من جسر في احد المحافظات، وكان الحكم بحقه ضعف الحكم المفروض على السياسي.
ويصدر الحكم الغيابي في حالة عدم حضور المتهم لجلسة المحاكمة، بسبب عدم اتخاذ الإجراءات القانونية بحق المتهمين أثناء وجودهم في مناصبهم، وإنما بعد تركهم المنصب يتم اتخاذ تلك الإجراءات.
المتابع للشأن العراقي اياد الزبيدي يقول ان الذي يسمع باوامر الاستقدام بحق المسؤولين سيدرك حجم مستنقع الفساد.
ويتحدث المغرد وينستون ان اوامر الاستقدام هي دعوة لشرب الشاي.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
صرخة الحقيقة: معاناة الصحافة في العراق تكشف عن عوائق قوية
ساعة المسلة: الوطنية الشيعية هي دعوة لانسجام الشيعة في أوطانهم
ما حقيقة احالة عدد من الضباط الى الامرة