حروب الغرب الناعمة تنقلب عليه

5 أكتوبر، 2022

بغداد/المسلة:

حيدر السيد حسين الياسري

كل المؤشرات تشير الى ان العالم قد دخل في بدايات الحرب الفوضوية الكبرى اي بمعنى اخر لم تعد الدول الكبرى هي من يحدد سياق الحروب الناعمة ولا جغرافيتها ،بل ستكون رياح الحرب متجهة بقوة نحو دول الغرب.

الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين بدأوا حروبا شرسة ضد الشرق منذ سنين ولكن في الاونه الأخيرة بدا تاثير تلك الحروب الناعمة على شعوب الشرق في فقدان فاعليتها لذلك لم تعد هي من يقرر مصير الاخرين والبتالي تكون قد فقدت زمام المبادرة منذ العام 2016 حينما تدخلت روسيا في انتخابات الرئاسة الامريكية وما رافقها من لغط أدى بالفعل الى انقسام الشارع الأمريكي ولاتزال أمريكا تعيش تداعيتها لحد الان.

عندها تنبهت أمريكا لخطورة روسيا وعدم الاستهانه بها ولكن يجب التصدي لها بكل الوسائل بما فيها القوى الناعمة لاخضاعها عن طريق محاصرتها من خلال توسيع حلف الناتو ولكنهم تفاجؤوا بالغزو الروسي لاوكرانيا والذي كان اسرع من اكتمال خططهم.

روسيا كذلك استخدمت حربا ناعمة من نوع اخر لا يجيدها الاخرين فقط الأقوياء، حينما قلبت حصارهم بحصار اقوى وهو حصار الطاقة انظروا الى مظاهرات شعوبهم وراقبوا تداعياتها.

ولكن بعدما كل ما جرى من احداث تبدلت مراكز القوى والنفوذ حول العالم نرى الان بعض الدول بدات تتمرد على الهيمنه الامريكية لذلك سارعت أمريكا والغرب الى استخدام هذا الأسلوب مجددا ضد دول معينه اي قوى إقليمية مناهضة للغرب ايران مثلا خشية اصطفافها مع روسيا.

لذلك سارعت أمريكا وحلفاءها الى تاجيج المظاهرات في ايران لارغامها على التوقيع على الاتفاق النووي والاهم من ذلك هو الابتعاد عن روسيا ولكن الغرب اخطأ الحسابات مرة أخرى، لان تطويع قوة اقليمية ليس سهلا صحيح تستطيع خلق مشاكل هنا وهناك ولكن المناعة التي اكتسبتها دول الشرق من مفهوم الفوضى الخلاقة وكيفية التصدي لها وايران كروسيا كانت استعدت لهكذا سيناريو منذ زمن.

حيث استخدمت ايران وحلفاءها اسلوب فوضى الدروات و الصواريخ الخلاقة ضد الغرب وحلفاءهم في المنطقة بنجاح كان آخرها تهديد انصار الله في اليمن للسعودية والامارات من انهم سيقصفون مراكز الطاقة وكذلك ايران وعلى لسان قائد الحرس الثوري كان قد هدد امريكا وبريطانيا والسعودية برد مناسب طبعا ايران وبالتناغم مع اليمن تهدد الغرب عن طريق السعودية وخاصرتها الرخوة ارامكو عندها تلقى الغرب الرسالة وفهمها جيدا لذلك سرعان ما خفت مظاهرات ايران و بدأت في الانحسار بل ان امريكا وحليفتها كوريا الجنوبيه افرجت عن سبع مليارات من اموال ايران وهذا التوقيت له دلالته.

اما منطقة النفوذ الامريكي التقليدية واعني امريكا اللاتينية فيبدو ان مبدا مونرو بدات قبضته بالتراخي عليها هذا ناهيك عن افريقيا التي بدات تغزوها الانقلابات العسكرية نتيجه ضعف الغرب وقواه الناعمة.

نستنتج من ذلك من ان قوى الغرب الناعمة والتي طالما سخرها للاطاحه بأنظمة وتدمير شعوب وثقافات، بدات تلك القوى الناعمة ترجع على الغرب وشعوبه فشعوب الشرق التي عانت الكثير من تدخلات الغرب وقواه الناعمة والصلبة بدأت تكتسب مناعة في مواجهتها او لنقل فقدت بريقها كما في الحاله اللبنانية والمصرية والعراقية وأخيرا الإيرانية اما الان فالمسرح تبدل فشعوب الشرق انتقلت الى كراسي المتفرجين واما شعوب الغرب لتوها بدات في اول فصل في المسرحية ولكن ستكون صاخبة.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.