المسلة

المسلة الحدث كما حدث

القوى الأمنية بين الواجب والإهمال

6 أكتوبر، 2022

بغداد/المسلة:

عقيل الطائي

ان الهدف من تاسيس القوى الامنية بكل عناوينها وصنوفها في اي دولة بالعالم لحفظ الامن وسيادة الدولة والدفاع عن حدود البلاد من غزو الاعداء بالاضافة الى المهمة الاكبر وهو الحفاظ على ارواح الناس وممتلكاتهم وكذلك الحفاظ على مؤسسات الدولة ومنشآتها الحيوية من اي اعتداء داخلي او خارجي.

ويقاس ضعف وقوة الجيوش والقوات الامنية بشكل عام بمدى مهنيتها وحسن التدريب والتأهيل والسمعة الطيبة اي لاتكون اداة قمع للشعب مثلما لاتكون مقصرة في ادائها.

بعد عام ٢٠٠٣ تم حل الجيش العراقي واعادة تشكيل القوات الامنية باشراف مباشر من قوات الاحتلال دون الضوابط المعهودة ومستوى الاهلية او السيرة الذاتية الحسنة للمتطوع سواء كانت جيدة او سيئة. لذلك انخرط العديد فيها من اجل الكسب المادي او العيش.

اما التدريب فقد كان بعيدا عن العقيدة او المهنية او شرف المسؤولية – مع احترامي للبعض -واصبحت صنوف مختلفة داخل المنظومة المسلحة عسكرية او شرطوية لم يكن متعارف عليها بالتالي انشئت بارداة وارادة امريكية وبريطانية وتحول البعض الى مجرد (مرتزقة) بحثا عن المال.

ان الهدف من انشاء المنظومة الامنية في لخدمة الشعب وكذلك مساعدة الدولة في تنفيذ مهامها وبسط الامن.

لكن التقلبات السياسية في العراق والفواعل الخارجية والداخلية مع غياب العقوبات الرادعة وكذلك عدم توفير الحماية للمنتسب او الضابط اثناء تنفيذ مهامه الامنية ويترك عرضه للمساءلة العشائرية او حتى التصفية الجسدية بالاضافة الى استغلال القوات الامنية وخاصة من قبل الحكومة الحالية لتنفيذ مآرب سياسية وجعلها تتحرك وفقا لماتريده المنظومة التنفيذية الحكومية وتحييد دور وزارة الدفاع والداخلية تماما بسبب التدخلات السياسية وسطوة بعض الاحزاب التي تملك اجنحة مسلحة غير خاضعة للحكومة او القيادة العامة.

الترهل بجميع مفاصل القوات الامنية والتلاعب بقيادات امنية عن طريق التنقل او الاغراءات المادية والمناصب اصبحوا للاسف اسرى للتلك القيادات السياسية.

وبما ان القائد العام للقوات المسلحة منصب شرفي ويجب اخذ المشورة من ذوي الاختصاص لكن الاغراءات
الكبيرة جعلت بعض القيادات تتماهى مع الرغبات او المزاج للقائد العام بعيدا عن القسم ان كان هنالك قسم وبعيدا عن شرف المهنة والواجب.

احداث كثيرة وانية قامت بها جهات مسلحة خارجة عن القانون في بغداد والبصرة والناصرية وباقي المحافظات من حرق وقتل واعتداء ازاء كل هذا القوات الامنية (تتفرج) بذريعة حماية المتظاهرين وأوامر القيادة بالرغم ان هؤلاء غير متظاهرين وانما هم مخربون وعصابات واضحة المعالم.

في ظل الحكومة الحالية المازومة وهي (تصريف اعمال) لسنة كاملة استخدم رئيس الوزراء هؤلاء الخارجين عن القانون من اجل اثارة الفوضى والصدام الداخلي والاعتداء على ممتلكات المواطنين الخاصة وقوى الامن (تتفرج )وكانما الامر لايعنيها.

نعم هو مقيد لكن هنالك مواقف انية وقرارات ميدانية يجب ان يتخذها القائد الميداني ازاء كل اعتداء مثلا :
الاعتداء على القناة الرابعة وعمليات بغداد لديها علم وقاطع المسوولية ايضا لكن لم يحركوا ساكنا خوفا من زعل (جهة سياسية )تستفيد منها بعض القادة.

هنالك مصطلح متتداول عند البعض(اشطب يومي) وكذلك (هم حرامية بناتهم اني شعلية) وكثير من المبررات التي تفقد العسكري شرف العقيدة والمهنة.

وهذا بالتالي يسيئ الى سمعة المنظومة العسكرية وسمعتها بين الاوساط الدولية.

وحتى التهكم من المواطنيين اتجاههم.

(الكثرة على حساب النوعية ).

ناهيك عن التتدخل الواضح لبعض الاحزاب في المنظومة الامنية واختيار القادة حسب المزاج المناطقي او الطائفي او الحزبي…

الرشوه والفساد المالي والاداري وحتى (الاغراءات الجنسية )لبعض ضعاف النفوس من القادة ادت الى تفشي الاسرار وعدم احترام القوات الامنية…

الخوف او زرع الخوف من قبل الامرين لدى المنتسبين من بعض الخارجين عن القانون مع ذلك لاننسى هنالك قادة وأمرين ومنتسبين في غاية النزاهة والشرف والشجاعة لكن مهمشين ولم يسند لهم مناصب علياوحتى لو اسندت يبقى مقيدا.

وللاسف عندما (نشاهد رجل الامن ملثم والمجرم مكشوف الوجه).

واخير اصبحت المنظومة الامنية مع القوي وليس مع الضعيف.


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.