المسلة

المسلة الحدث كما حدث

تحليل المواقف بعد عام على الانتخابات: الكرد انقسام والسنة حسْم والثلاثي فَشَل

تحليل المواقف بعد عام على الانتخابات: الكرد انقسام والسنة حسْم والثلاثي فَشَل

11 أكتوبر، 2022

بغداد/المسلة:

محمّد صادق الهاشميّ

المقدّمة:
يبدو أنّ الخريطة السياسية يراد لها أنْ تجري وفق قاعدة ما قبل عام 2019 لايشبه مابعدها , وهذه القاعدة جرت تطبيقاتها وتجلياتها في إسقاط حكومة عادل عبد المهدي، ثُمّ في نتائج الانتخابات، وما تلتها من تحالفات وما زالت تجري ,وهنا ملاحظات سريعة في تقييم وتحليل المواقف والأحداث، وهي :

1. المكوّن الكُرديّ:

(أ). يعاني من خلاف وجوديّ, فالديمقراطيّ يريد الحصاد في المتغيّرات التي حصلت عام 2019 ، فيكون هو سيّدَ المشهد السياسيّ في الإقليم والحكومة الاتحادية، ولا يوجد مؤشّرٌ يدلّ على التنازل منذ عام, ويجدُ الديمقراطيّ قوّته في تفكك أحزاب السليمانية، وضعف قيادتها، وفي الخلاف بين الإطار والتيّار.

(ب). الاتحاد يدرك أنّ طبيعة الخلاف بينه وبين الديمقراطيّ خلاف وجوديّ فلا مجال أمامه إلّا بالتمسّك بالإطار.

(ج). الاتحاد خسر مواقع كبيرة في الإقليم، فلا بدّ من أنْ يعوّضها من خلال رأس الهرم في الاتحادية وفي تحالفه مع الإطار.

(د). الديمقراطي غير مهتمّ لتأخّر تشكيل الحكومة، بل يوظّف الظرف لصالحه.

2- المكّون السنّيّ:

(أ). المكوّن السنّيّ حَسَمَ أمره، واستوفى حقّه، وحدد شروطه، وهو يسعى لتحقيق المزيد، وما زالت السيادة توازن بين علاقتها مع الإطار والتيّار، وبين الشيعة والسنّة.

(ب) يشعر البعض من هذا المكوّن أنّ الفرصةَ كبيرةٌ أمامه لمزيد من رفع السقوف، خصوصاً في تشريع قانون العفو العامّ، والمطالبة ببعض المدن التي كانت بؤراً لتواجد الإرهاب، وحلّ هيئة المسائلة والعدالة وغير ذلك.

(ج). الخطاب السياسيّ السنّيّ منسجمٌ مع الكرد، ومع التيّار، أكثر من انسجامه مع الإطار.

(د). لا يمانع هذا المكوّن من التدويل، أو التأخّر في تشكيل الحكومة؛ لأن النتائج بالنسبة له قد حُسمت.

3. المكوّن الشيعيّ:

(أ) . التيّار مازال بعيداً عن أجواء الحوار مع الإطار، وهو يشعر أنه لن يخسر شيئاً، فما زالتِ الحكومةُ بيده، والمال يجري في مؤسساته، والقرار الحكوميّ رهن إشارته، والشارع بيده، يتحكّم فيه متى وأينما شاء، إلّا أنّ التيّار قد خسر الكثير من أوراق قوّته، ومن اليات وصوله إلى تشكيل الحكومة؛ فقد جَرَبَ ما يلي:

أوّلاً: التحالف الثلاثيّ وفشل.

ثانياً: الانسحاب والسيطرة على المؤسسات فلم يتمكّن من فتح ثغرات في جدران الإطار. بل وجد القوّة السياسية والعسكرية والشعبية متعادلة أو ترجح عليه.

نعم هو يشعرُ أنّ بيده الحكومة، والأمور تجري وفق ما يريد، وإنْ كانت حكومةَ تصريفِ أعمال يومية؛ ( فحكومة تصريف أعمال باليدِ خيرٌ من عشر حكومات إطارية) .

(ب). الإطار متّفق على بعض الأُسس، لكنّه مختلف على التفاصيل، فلم يعد الفتحُ موحّداً، بل هو عبارة عن مواقف متشتتة في التفاصيل، فالسيّد العامريّ والعباديّ يمثّلون رؤيةً معنيّةً، بينما تقابلها رؤية يمثّلها السيّدين المالكيّ والخزعليّ، ورؤية ثالثة جامعة تقرب من الحياد هي رؤية بعض السنّد والحكمة ، وأمّا حقوق فلهم رؤية مستقلّة إلى الآن تلتقي رؤيتهم مع المصالح الشيعية ولا تدخل في تفاصيل الإطار .

(ج). وحال حسم الكرد مرشحهم تظهر في الإطار معضلتان:

الأولى: الخلاف بين مَنْ يشترط وجود التيّار في الحكومة وبين مَنْ لا يشترط هذا.

الثانية : الخلاف في المحاصصات التي تظهر بنفس القوّة السابقة فالقوم هم القوم. إلّا مَنْ شذّ وندر.

4- النوّاب المستقلّون

هؤلاء لا تحكمهم مسطرةٌ واحدةٌ، بل على أنحاء :

(أ). فمنهم من يلتقي مع الإطار بشروط.
(ب). ومنهم مَنْ يلتقي فقط مع مصالحه الشخصيّة.
(ج). ومنهم مع المصالح الشيعية العليا مع الحفاظ على الخصوصية .

5- الموقف الدوليّ

ما عكسته إحاطة بلاسخارت إلى مجلس الأمن يمثّل بملخصه إقراراً بسلب الشرعية عن الأحزاب الموجودة ؛ لعدم قدرتها على قيادة العراق وإنهاء الانسداد، ولأنّهم – حسب التوصيف – لا يمثّلون رأي الجمهور ومطالبه الخدمية.

هذا هو الموقف، وتلك نتيجته منذ عام على إجراء الانتخابات، ونامل من الله أنْ لا تطول مدّة الضياع الدّستوريّ فتدخل العلمية السياسية مرحلتها الصفرية، وتخسر آلياتها الانتخابية، وتتقطّع أوصالها بعد تقطّع صِلاتِها بجمهورِها الحقيقيّ.

هذا الموقف خلال عام مضى ولا نعلم القادم.

 


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.