المسلة

المسلة الحدث كما حدث

شروط البارتي والسيادة بين التيار والأطار

شروط البارتي والسيادة بين التيار والأطار

12 أكتوبر، 2022

بغداد/المسلة:

حسنين الساعدي

إشكالية مطروحة كثيرا في الاعلام العراقي وتساؤل مفاده (ان البارتي والسيادة كانوا حلفاء التيار الصدري في التحالف الثلاثي انقاذ والوطن واليوم نفس الكتلتين حلفاء الإطار في تشكيل تحالف الدولة حاليا ولا يوجد فرق في التحالفين ولا عيب في خطوة الإطار).

جواب هذه الإشكالية والتساؤل بنظرة حيادية متجردة ان السيد مقتدى الصدر بعد فوز كتلته بالانتخابات التشريعية الأخيرة لعام 2021 أعلن عن منهجه السياسي بأنه يشمل خيارين (الخيار الأول هي سعيه لقيادة وتشكيل حكومة الأغلبية الوطنية في حال تحققت متطلباتها اما الخيار الثاني فهو الذهاب للمعارضة في حال فشل خطوته لتشكيل هذه الحكومة ) وبالتالي فقد جلس السيد مقتدى الصدر وفريقه التفاوضي مع كتلتي السيادة والبارتي كفائز بالانتخابات التشريعية الأخيرة فأستمع لشروطهم ومطالبهم للتحالف معه وهذه الخطوة اتاحت للسيد الصدر مساحة من الحرية الشخصية لقبول او رفض شروط الكتلتين السنية والكردية فوافق على تنفيذ الشروط والمتطلبات المتطابقة مع الدستور والتي لا تتجاوز الاستحقاقات الوطنية الوطنية فكانت موافقة كتلتي السيادة والبارتي على التحالف معه ضمن هذا السقف المعتدل والاستحقاقات الدستورية الوطنية بينما تحالف الإطار ذهب لمفاوضة السيادة والبارتي وهو يحمل في جعبته وحقيبته مطلب واحد وخيار واحد لا أكثر الا وهو مسارعة وسعي الاطار لتشكيل الحكومة لأجل التحدي فقط فأرادها حكومة توافقية ولم يفكر بخروجه للمعارضة ولا التنازل عن تشكيل حكومته في محاولة للي ذراع السيد مقتدى الصدر لذلك خضع تحالف الاطار بشكل كامل لشروط ومطالب الكتل الكردية والسيادة سواء التي ضمن حدود الدستور او المطالب العابرة والمتجاوزة للدستور والاستحقاقات الوطنية بل وأشار اغلب النواب التابعين لتحالف الاطار والبارتي ان الشروط التي وقع عليها تحالف الإطار لهذه الكتل تعدت على استحقاق المكون الشيعي نفسه.

رؤى وأستنتاجات /
1_ أن الحنكة والشجاعة السياسية التي تميز بها السيد مقتدى الصدر تأكدت عندما أعلن بعد فوزه سعيه للتحالف مع الكتل السياسية الفائزة بالانتخابات والمتصدرة على كتل نفس المكونات العراقية أي تشكيل حكومة الأغلبية الوطنية بمشاركة الحلفاء السياسيين الأقوياء والفائزين المتصدرين آنذاك بينما تحالف الإطار لايزال يريد البقاء على بدعة الحكومة التوافقية المحاصصاتية وإشراك كل الكتل السياسية المشاركة بالعملية الانتخابية الفائزة والخاسرة على حد سواء وهذا ما يجعل تحالف الإطار لا يتمكن من حسم مرشح رئاسة الجمهورية برغم كثر الوفود الاطارية التي حجوا إلى أربيل والسليمانية والانبار فأرضاء جميع الفرقاء السياسيين بعيدا عن الوزن الانتخابي السياسي ومحاولة الاستمرار بالخلطة التوافقية المحاصصاتية يسقطهم في فخ الرضوخ والخضوع للمساومات السياسية وبرضاهم.

2_ أن الفكر السياسي الاطاري المنحصر في كيفية تحدي التيار فقط والفكر الانتقامي لم ولن ينتج لهم حكومة عراقية قوية وقد شاهدنا ان الهاجس السياسي لقادة الاطار يتمحور في كيفية اخذ استحقاق التيار الصدري الانتخابي بطرق مشروعة او غير مشروعة.

3_ أن خوف الاطاريين من نجاح مشروع حكومة الأغلبية الوطنية بقيادة صدرية هي أقوى سبب لجعل تحالف الإطار يتخبط بخطواته ومنهجه حتى وصل قادة الإطار بلحظة من اللحظات في كسب امر قضائي يمنع البرلمان العراقي الحالي من محاسبة حكومة الكاظمي في خطوة كان يريدها لاضعاف دور الكتلة الصدرية فأنقلبت هذه الخطوة ضد الإطار بعد انسحاب الكتلة الصدرية وتحول الإطار للكتلة الأكبر التي لا يمكنها اليوم محاسبة او استجواب حكومة الكاظمي بسبب هذا القرار القضائي.


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.