المسلة

المسلة الحدث كما حدث

وتستمر الحكاية بلا نهاية

وتستمر الحكاية بلا نهاية

12 أكتوبر، 2022

بغداد/المسلة:

كامل الصافي الموسوي

بعد مرور عام على الانتخابات البرلمانية في العراق لازال صراع الذئاب، مستمر من أجل الكراسي ولازال السلاح المنفلت سيد الموقف في فرض الإرادات وخدمة مصالح الأحزاب ولازال الوطن على صفيح ساخن ولازالت الثقة مفقودة بالأحزاب والنظام السياسي ولازال الدم العراقي مستمر، لا ضوء في نهاية النفق وزاد الطين بله تقرير بلاسخارت إلى مجلس الأمن بعد أن رسمت صورة قاتمة عن مستقبل البلاد، إذن لا يمكن لأي عقل وأي منطق أن يبرر ما يقوم به هولاء الساسة من اجل تشكيل الحكومة وكأن بعضهم لا يرى أن البلد قد انهار بالفعل وأن الاقتصاد قد دُمر وأن الناس قد فقدت مدخراتها وفرص العمل ومصالحها وأن قدرتها الشرائية قد تراجعت وأن البلد أصبح معزولاً عن العالم وأن من يتحدث معنا فإما شفقة وإما من أجل أن يبعد عنه أخطاراً قد يكون العراق مصدرها.

كيف لبعض هؤلاء أن يكابروا وأن يصدقوا أن العراق دولة قوية وأن العالم بحاجة إليها وأنها رقم صعب في المعادلات الإقليمية وهي في الحقيقة ورقة تستخدم لتصفية الحسابات فيصاب أهل البلد جراء ذلك بكل انواع المآسي والمعاناة ولا حرج في ذلك عند البعض، فالمسألة ليست مسألة لقمة عيش ومستشفى وجامعة وازدهار واستقرار، بل هي مسألة وطن يترنح تنهش به الذئاب الداخلية والخارجية ، فيما نحن نسير بخطوات غير مسبوقة لنكون من الدول الأكثر تعاسة في العالم.

في العراق لا يدرك بعض المسؤولين فداحة الجريمة التي يرتكبونها، ولكنهم يدركون أنهم يرتكبونها عن سابق تصور وتصميم والدليل على ذلك أن كل الانهيار الذي نعاني منه لم يوقظ فيهم ضميراً ولا حرك فيهم شعوراً إنسانياً، فاستمروا في صراع على أطلال دولة وعلى مناصب فارغة حتى ولو كان الكرسي لا يتسع لهم، فأهمية أي مسؤول لا تكمن في الكرسي الذي يشغله، بل في ما ينتجه وفي كيفية تجنيب مواطنيه رعونته وأنانيته وسخافته.

في العراق لا أفق لجريمة قتل الوطن ومواطنيه، لا أفق لجريمة احتجازنا كرهائن في خيارات لا ناقة لنا فيها ولا جمل، لا أفق لجريمة أخذنا عنوة إلى حيث يعتقد البعض أن جهنم هي الجنة، لا أفق لجريمة تدمير كل مظاهر الحداثة والتطور والثقافة والتنوع واستبدالها بكل مظاهر الظلامية والجهل والخراب، لا أفق لجريمة فرض قوة السلاح المنفلت في العراق سقط منطق الدولة والمجتمع والقانون وحق الحياة لصالح منطق الإلغاء، ولا يمكن للحياة ان تعود إن لم يلغ هؤلاء المسؤولون بعضهم البعض في صراع يشبه صراع الذئاب التي قتلت فريستها معاً وتتصارع على نهش لحمها،، وتستمر الحكاية بلا نهاية.


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.