بغداد/المسلة: تراجعت أسعار النفط خلال تعاملات الأربعاء الماضي، في جلسة متقلبة شهدت تراجعا في البداية ثم عادت الأسعار للارتفاع، لتستقر على هبوط حتى منتصف الجلسة، وسط المخاوف من ركود اقتصادي عالمي، قد يؤثر على الطلب.
وتراجع خام القياس العالمي برنت 3.4 في المائة إلى 99.25 دولار للبرميل، حتى الساعة 15:14 بتوقيت غرينيتش، في حين هبط الخام الأميركي 3.8 في المائة إلى 95.67 دولار للبرميل.
وهوت الأسعار في جلسة الثلاثاء، بنحو 10 في المائة، مسجلة أكبر خسارة في يوم واحد منذ مارس (آذار) الماضي.
ومع هبوط الدولار، يزيد جاذبية النفط للعملاء في ظل موجة الهبوط في الأسعار أيضا، ولذلك تعرض المملكة العربية السعودية بعض أنواع إنتاجها من النفط الخام في السوق الآسيوية بتخفيضات جديدة، في ظل الأسعار المخفضة التي تبيع بها روسيا نفطها الخام للمشترين الآسيويين على خلفية الصعوبات التي تواجه روسيا في تصدير النفط إلى أوروبا بسبب العقوبات الغربية المفروضة عليها.
وذكرت وكالة بلومبرغ أن السعودية حددت سعر الخام العربي الثقيل والخام العربي المتوسط بأكبر تخفيض عن سعر الخام العربي الخفيف منذ 2014، وذلك لشحنات تحميل أغسطس (آب) المقبل إلى آسيا.
وتعتبر الصين والهند من المشترين الأساسيين لأنواع الخام منخفضة الأسعار، لكنهما اتجهتا إلى زيادة مشترياتهما من النفط الروسي الذي يباع بتخفيضات كبيرة من غزو روسيا لأوكرانيا أواخر فبراير (شباط) الماضي.
وأشارت بلومبرغ إلى أن إيران وفنزويلا تعرضان أيضا تخفيضات كبيرة على أسعار تصدير الخام إلى آسيا لمواجهة المنافسة الروسية. وقد تأثرت العراق أيضا.
كما عرضت السعودية تخفيضات مماثلة لعملائها في أوروبا والولايات المتحدة، رغم أن آسيا هي السوق الرئيسية لإنتاجها من أنواع الخام الأثقل نظرا لقدرة مصافي التكرير في آسيا على التعامل مع هذه الأنواع بصورة أفضل من المصافي الأوروبية والأميركية. وتنتج أنواع الخام الأثقل مثل الخام العربي الثقيل والمتوسط كميات أكبر من وقود البترول الأقل ربحية والذي يستخدم بشكل أساسي في السفن ومحطات توليد الكهرباء، في حين تفضل المصافي أنواع الخام الخفيف التي تنتج كميات أكبر من البنزين والديزل (السولار) عند تكريرها.
وقفزت واردات الصين من النفط الخام من روسيا بنسبة 55 في المائة مقارنة بالعام السابق لتسجل مستوى قياسيا في مايو (أيار)، لتحل محل السعودية كأكبر مورد لبكين، إذ استفادت المصافي من الإمدادات بخصم وسط عقوبات على موسكو بسبب غزوها أوكرانيا.
وبلغ إجمالي واردات النفط الروسي، بما في ذلك الإمدادات التي يتم ضخها عبر خط أنابيب شرق سيبيريا والمحيط الهادي والشحنات المنقولة بحرا من موانئ روسيا في أوروبا والشرق الأقصى، ما يقرب من 8.42 مليون طن، وفقا لبيانات من الإدارة العامة الصينية للجمارك.
ويعادل هذا حوالي 1.98 مليون برميل يوميا بزيادة 25 في المائة من 1.59 مليون برميل يوميا في أبريل (نيسان).
وتشير البيانات، التي تظهر أن روسيا استعادت وضعها كأكبر مورد للنفط للصين أكبر مستورد للخام في العالم بعد تراجع استمر خمسة أشهر، إلى أن موسكو قادرة على إيجاد مشترين لنفطها رغم العقوبات الغربية التي دفعتها إلى خفض الأسعار.
وبينما تضاءل الطلب الإجمالي على النفط الخام في الصين بسبب قيود (كوفيد – 19) وتباطؤ الاقتصاد، كثف كبار المستوردين ومن بينهم عملاق التكرير سينوبك شراء النفط الروسي الأرخص ثمنا بالإضافة إلى الإمدادات الخاضعة للعقوبات من إيران وفنزويلا.
وجاءت السعودية في المرتبة الثانية كأكبر مورد، مع ارتفاع إمدادات مايو تسعة في المائة على أساس سنوي لتصل إلى 7.82 مليون طن، أو 1.84 مليون برميل يوميا. وهذا أقل من 2.17 مليون برميل يوميا في أبريل.
وأظهرت بيانات جمركية صدرت يوم الاثنين أيضا أن الصين استوردت 260 ألف طن من النفط الخام الإيراني الشهر الماضي، في ثالث شحنة من منذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي، مما يؤكد تقريرا لـ«رويترز» في وقت سابق.
وحققت روسيا إيرادات بقيمة 24 مليار دولار من مبيعات الطاقة إلى كل من الصين والهند خلال ثلاثة أشهر، وهو ما يشير إلى أن ارتفاع أسعار النفط والغاز الطبيعي قلص تأثيرات العقوبات الأميركية والأوروبية التي تم فرضها على روسيا بسبب غزوها أوكرانيا أواخر فبراير الماضي بحسب وكالة بلومبرغ.
في غضون ذلك، قالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية في تقرير شهري يوم الثلاثاء إن إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة انخفض بمقدار 60 ألف برميل يوميا في أبريل إلى 11.628 مليون برميل يوميا، من 11.688 مليون برميل يوميا في مارس.
وعدلت الوكالة الحكومية الطلب على البنزين في أبريل بالخفض بنسبة 0.4 في المائة، أو 37 ألف برميل يوميا، عن مستواه قبل عام إلى 8.754 مليون برميل يوميا مقارنة مع زيادة بلغت 3.3 في المائة في مارس.
المسلة – متابعة – وكالات
أخبار ذات علاقة
الزلزال السوري: ضربة قاصمة للمقاومة.. وانكفاء روسي وانتصار لتركيا واسرائيل
ترامب يرد على منتقدي نفوذ ماسك: لم يولد في أميركا ولن يصبح رئيساً
حل الحشد: الحلم المستحيل أم ضغط دولي لا مفر منه؟