المسلة

المسلة الحدث كما حدث

مملكة الكبتاغون ترسخ حدودها بين سوريا والعراق ولبنان.. والسعودية المستهلك الأول

مملكة الكبتاغون ترسخ حدودها بين سوريا والعراق ولبنان.. والسعودية المستهلك الأول

3 نوفمبر، 2022

بغداد/المسلة: تحولت جبوب الكبتاغون الى تجارة مربحة تفوق قيمتها عشر مليارات  الدولارات في سوريا، بعد ان اصبح تداول هذه المادة المخدرة واسعا عابرا للحدود  من سوريا الى لبنان الى دول الخليج.

وبحسب تقرير لوكالة الانباء الفرنسية، فان المسألة أكثر تعقيداً هو  ان الكبتاغون تلك الحبوب السحرية ارتبط اسمها بتنظيم مداعش، فهذا المخدر يدرّ مدخولاً هالاً على أطراف متنوعة في بلدان أنهكتها الحروب مثل العراق وسوريا .

من شمال سوريا إلى جنوبها مروراً بباديتها وسواحلها، وباتجاه حدود الدول المجاورة، وبغض النظر عن القوى المسيطرة عليها تتخطّى حبوب الكبتاغون الانقسامات، لتحوّل سوريا الغارقة في نزاع دام منذ 2011، إلى دولة مخدرات. وتشمل دورة إنتاج وتهريب هذه الحبوب المخدرة لبنان المجاور الذي ينوء أيضاً تحت ثقل انهيار اقتصادي.

وتُعد حبوب الكبتاغون اليوم أبرز الصادرات، وتفوق قيمتها كل قيمة صادرات البلدان القانونية، وفق تقديرات مبنية على إحصاءات.

وباتت سوريا مركزاً أساسياً لشبكة تمتد إلى لبنان والعراق وتركيا وصولاً إلى دول الخليج مروراً بدول إفريقية وأوروبية، وتُعتبر السعودية السوق الأول للكبتاغون.

وأجرت وكالة فرانس برس مقابلات مع أكثر من 30 شخصاً من مهربين ومسؤولين أمنيين حاليين وسابقين في سوريا ودول أخرى، فضلاً عن ناشطين ومسؤولين محليين على دراية بصناعة الكبتاغون، وطلب معظمهم عدم الكشف عن أسمائهم. وتتداخل علاقات تجارية وعشائرية وقبلية ومصالح بين خطوط تهريب وتجارة الكبتاغون.

والكبتاغون تسمية قديمة لعقار يعود إلى عقود مضت، لكن تلك الحبوب، وأساسها الأمفيتامين المحفّز، باتت اليوم المخدّر الأول على صعيد التصنيع والتهريب وحتى الاستهلاك في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي.

في منطقة نائية في البقاع اللبناني، يقول شخص لديه علاقات مع عدد من التجار مكنته من الاطلاع والتوسّط في صفقات كبيرة، عن تجارة الكبتاغون، “رأسمالها خفيف وأرباحها كبيرة”.

ويتقاسم أربعة أو خمسة تجار كبار، وفق هذا الوسيط، شحنة واحدة ميزانيتها عشرة ملايين دولار تغطّي المواد الأولية وطرق التهريب التي تُعرف بـ”السكة”، و”الرشاوى”، وتعود بربح قدره 180 مليون دولار.

ويوضح “إذا خسروا أول عشرة ملايين، وثاني عشرة ملايين، وحتى ثالث عشرة، بمجرّد أن تنجح شحنة واحدة في المرور، يكون التاجر رابحا”.

ويقول الوسيط “إنها شبكة واحدة، سورية سعودية لبنانية عراقية أردنية”، مشيراً إلى وجود رابط عشائري غالباً يجمع بين المناطق والبلدان.

ويؤكد الوسيط ومصادر أمنية في المنطقة أن العشيرة الأكثر نفوذاً هي بني خالد التي تعدّ الأكبر وتمتد بين سوريا ولبنان والأردن والعراق والسعودية، وتتحدّر منها قبائل متنوعة.

ومن مصدرها في سوريا إلى وجهتها في السعودية، قد تبقى شحنة الكبتاغون في يد العشيرة نفسها ما يمنحها ضمانات أكثر ويُسهّل عملية الدفع ويجعل ملاحقتها أكثر صعوبة.

ويتمّ إجمالا تهريب الكبتاغون في أكياس بلاستيكية صغيرة، ويطلق على كل كيس من مئتي حبة عبارة “الشدّ”، ويوضع أحياناً خمسة من أكياس “الشد” في كيس أكبر.

في العام 2021، ووفق بيانات رسمية، صادرت القوى الأمنية في دول عدة أكثر من 400 مليون حبة كبتاغون. وبحسب ما أظهرت مضبوطات من العام 2022، يبدو أن “صادرات” الكبتاغون ستفوق تلك التي تمّت في العام السابق.

لكن هذا ليس سوى رقم بسيط جداً مقارنة مع ما لم يُضبط.

ويقول مسؤولون أمنيون إنه، مقابل كل شحنة يتمّ ضبطها، تصل تسع شحنات أخرى إلى وجهتها.

ويترواح سعر حبة الكبتاغون بين دولار و25 دولاراً.

واذا احتُسب سعر الحبة بخمس دولارات، ووصلت أربع من أصل خمس شحنات الى وجهتها، تتخطّى قيمة تجارة الكبتاغون السنوية عشرة مليارات دولار. ويّعد ذلك أقل تقدير لتلك التجارة الضخمة.

في لبنان، أطلقت وسائل اعلام محلية لقب “ملك الكبتاغون” على رجل الأعمال دقو المتهم بإدارة امبراطورية ضخمة من منطقة البقاع في شرق لبنان، مستفيداً من علاقات جيدة مع مسؤولين لبنانيين وسوريين.

واعتقلت القوى الأمنية اللبنانية دقو في نيسان/أبريل من العام الماضي بتهمة تهريب حبوب الكبتاغون، الأمر الذي نفاه تماماً.

وتُعد بعض الأعمال التجارية التي يملكها دقو، وفق مسؤولين أمنيين، غطاء لتجار المخدرات، وبينها معمل مبيدات زراعية في الأردن وشركة سيارات في سوريا وأسطول صهاريج.

ويقول مسؤول أمني إن نفوذ دقو تراجع، مقابل صعود أسماء أخرى في المنطقة.

ويقول مسؤول أبحاث سوريا في مركز التحليلات العملياتية والأبحاث (كور) إيان لارسون “تحوّلت سوريا إلى المركز العالمي لصناعة الكبتاغون عن إدراك”، مشيراً إلى أنه لم يعد أمام دمشق سوى خيارات تجارية محدودة جراء اقتصاد الحرب والعقوبات القاسية.

وأسقطت القوات الأمنية العراقية طائرة شراعية محمّلة بمليون حبة من الكبتاجون في البصرة في جنوب البلاد، قرب الحدود مع الكويت.

وأصبح العراق، الذي له حدود مع سوريا والسعودية، محطّة أساسية في تجارة الكبتاجون، التي توسّعت في الشرق الأوسط الى حدّ كبير .

وذكرت قوات الأمن العراقية أنها فككت عصابة لتهريب المخدرات وصادرت أكثر من ستة ملايين حبة من عقار الكبتاغون المنشط من نوع الأمفيتامين واعتقلت عدة أشخاص.

وقال جهاز الأمن الوطني ان القوات العراقية صادرت “حوالي 6.2 مليون حبة دواء “من مستودع في جنوب غرب العاصمة، مضيفة أن المخدرات كانت معدة للتوزيع “في مناطق بغداد ومحافظات أخرى”.

 


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.