المسلة

المسلة الحدث كما حدث

المواقع الرقمية الحكومية.. ترويج مكشوف للمسؤولين وتصاميم بلا جمالية وأمان مفقود

المواقع الرقمية الحكومية.. ترويج مكشوف للمسؤولين وتصاميم بلا جمالية وأمان مفقود

9 نوفمبر، 2022

بغداد/المسلة: تعاني المواقع الالكترونية للوزارات والهيئات ومؤسسات الخدمة الحكومية في العراق، من خلل فاضح في انواع الخدمات الرقمية التي تقدمها الى الجمهور، لتتحول الى مواقع “شكلية”، ما ان يتصفحها المتابع حتى يستعجل اغلاقها بسبب بدائية تقنياتها وغياب نوافذها التفاعلية مع الجمهور.  وإذ تتحول الدول الى توفير الخدمات الى الموطن عبر الحكومات الالكترونية التي اصبحت احدى سمات التقدم والتطور في تسخير افضل تقنيات التواصل في خدمة الانسان، فان العراق يتخلف كثيرا عن هذه الدول وبالذات في هذا المجال.

ويقول الباحث عمران الخفاجي ان المواقع الرقمية للمؤسسات لحكومية، مخصصة لنشر فعاليات الوزير، ومدير عام المؤسسة، وايفادات الوزارة.

وأضاف الخفاجي بعدما اخرج هاتفه وبحث عن تلك المواقع لإثبات حديثه: لا يوجد فيها ما يخدم المواطنين، فالمواطن عند دخوله للموقع يبحث عن قرارات وتحركات تصب بصالحه وتحل مشاكله، مبينا: تحولت المواقع الى مكاتب إعلامية تابعة لشخصيات معينة.

وهناك مسؤولون عراقيون لا يفرقون بين الموقع الشخصي وبين موقع الوزارة فيضعون سيرتهم الشخصية في واجهة الموقع والتي تتضمن أدق تفاصيل حياتهم الشخصية، في جهل مفرط بواجبات الموقع الإلكتروني الحكومي الموجه الى ملايين من الزوار الرقميين.

– ثغرات امنية –

وبجانب ذلك، تعاني المواقع الرقمية الحكومية، من ثغرات عديدة تُسهل عملية سرقة البيانات.

وفي شهر اذار المنصرم، أوضح مركز الإعلام الرقمي إن برمجيات ضارة Stealer Malware تسببت في تسريب الاف البيانات التابعة لوزارة التعليم العالي، ووزارة التربية، ومجلس الخدمة الاتحادي، وتم عرضها للبيع في الدارك ويب.

ولازالت تتواصل عمليات القرصنة والتهكير لمواقع  رئاسة الوزراء والوزارات والأجهزة الأمنية.

واخترق هاكرز في  2019 مواقع إلكترونية لعدة هيئات حكومية بالعراق، فيما أعلن المخترق الذي سرعان ما اغلق حسابه، عن عزمه نشر بيانات ومراسلات خطيرة.

واستطاع الهاكرز اختراق مواقع رئاسة الوزراء ووزارات الداخلية والدفاع والنفط والصحة والتربية والتجارة،

– أخطاء املائية ونحوية –

الا ان المشاكل لم تقتصر عند الثغرات الأمنية والترويج للوزراء والمدراء، حيث رُصدت في الآونة الأخيرة، الكثير من الأخطاء الاملائية واللغوية في المحتوى الخاص بالمواقع الحكومية.

ويوضح الأكاديمي علي الياسري، ان الأخطاء الاملائية والنحوية في المواقع الحكومية، ان دلت على شيء فأنها تدل على توظيف شخصيات غير متخصصة لإدارة تلك المواقع.

– رداءة التصميم –

التصميم الخاص بتلك المواقع لم يسلم من الانتقادات، اذ يشكو العديد من صعوبة التصفح والتنقل بين صفحات الموقع لرداءة التصميم.

ويبين الإعلامي سجاد الخفاجي ان المواقع الحكومية العراقية لم تواكب التطور الرقمي الحاصل.

وأضاف: التصميم الخاص بتلك المواقع تقليدي، اذ يصعب الوصول الى اقسام الموقع والبحث عن المواضيع المستهدفة، إضافة الى ان حتى الوان الموقع غير متناسقة وغير جاذبة.

– طريقة المعالجة –

ومن اهم الخطوات لتحسين واقع تلك المواقع، وفقاً لخبراء في هذا المجال، هي العمل على اصدار معايير ومواصفات موحدة للمواقع الالكترونية للمؤسسات الحكومية، من حيث توحيد التصميم، ودقة المحتوى، وقابلية الاستخدام، إضافة الى تطوير جودة وفاعلية الخدمات الالكترونية في القطاع الحكومي وتمكين الجهات الحكومية من عرض خدماتها الرقمية بدقة عالية.

اعداد سجاد الخفاجي


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.