المسلة

المسلة الحدث كما حدث

من أي شعب أنت.. اختر ما يناسبك!

من أي شعب أنت.. اختر ما يناسبك!

11 نوفمبر، 2022

بغداد/المسلة:

عدنان أبوزيد

الشعوب تبتكر اِسْتِخْرَاجات شتى للمعضلات، وتخترع أدوات عمل ومهارات تتنوّع بتعدّد الثقافات، وهذا يفسر لماذا تقدّمت أمم، وتقهقرت أخرى، وكيف اختزلت زمن صعودها، فيما أخرى غطّت في نوم عميق.

السر في كيفية التعامل مع الحياة، عبر مهارات وأخلاقيات وأدبيات، صنعتها البيئة، والدين والعادات والتقليد.

أضرب لكم مثلا عن الآلية التي يصلح بها الأفراد من شعوب مختلفة، سقف البيت، تلافياً لنفاذ “ماء المطر” الى الداخل:

الفرد في الشعوب المتطورة والحريصة:

يجري الصيانة للسقف، وفق جدول دوري بحسب التقادم الزمني، فهو يبدله قبيل انتهاء عمره الافتراضي.

شعوب منتبهة:

يفحص السقف بين فترة وأُخرى، حتى إذا استشعر اقتراب نهايته، أبدله بآخر جديد.

شعوب ترقّع بلا جدوى:

لا يبدله بآخر جديد، لكن يرتقه بالرِّقاعِ التي تحوُل دون نفاذ الماء.

شعوب أمام الأمر الواقع:

لا يفعل شيئا، حتى اذا سمع خرير الماء وهو ينساب بين مفاصل السقف الى الداخل، شرع في استبداله..

شعوب تنتظر الكارثة:

“الرتق” و”الترقيع” يستمر الى الأبد ولا ينتهي حتى ينتحر السقف من نفسه.

والعبرة في الحكاية، إن المداواة الصحيحة ترتبط بطبيعة المجتمعات.

ولن ننجح في التخلص من “السقف المُرقَّع”، حتى نصلح أدواتنا، ونهذّب ثقافتنا الاجتماعية لإنماء التعامل المناسب مع الأزمات.

 


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.