بغداد/المسلة:
احمد باسم القزاز
ان النسيج الاجتماعي الذي يتكون منه الشعب العراقي حالياً مهترئ ما لا يولد تفاعلاً فلا الشعب ناضج اسرياً ولا تتوافر فيه مدارس دينية او تربوية تولد خطاً او تياراً معين اما من ناحية الدين والاعراف والتقاليد فاختلفت بانعدام الشخصيات المؤثرة والاختلافات المنطلقة ايضاً من كثرة هجرة المواطنين وانعدام احساسهم بالانتماء فان الفرد العراقي بات مشغولاً بقوته اليومي اكثر من الحفاظ على المقدرات المعنوية والمادية التى تكون منها المجتمع العراقي عبر العصور.
طل علينا رئيس الوزراء المكلف محمد شياع السوداني في الأسبوع الماضي في احدى مستشفيات بغداد المهترئة متفاجئاً بمستوى الخدمة في مستشفى تقع وسط بغداد،
لو إن جدلا هذه المستشفى تقع في احدى المناطق النائية او المتطرفة لكان لهذه الدهشة سبب واقعي ومبرر لكن الا يستحي الان من صدعوا رؤوسنا بأن رئيس الوزراء المكلف هو من عراقيي الداخل ممن عاش معاناتهم وما زال يعيشها وهو لا يعلم اصلاً واقع الخدمات الصحية المقدمة والمشاكل المتفاقمة في حين اياً ممن يعيش داخل العراق وفي بغداد العاصمة تحديداً يعاني من سوء الخدمات الصحية بل كيف قام ببناء برنامجه الحكومي وهو منفصل تماما عن الواقع ولا يعلم بل يندهش من ابجديات المشاكل والازمات التي يغرق بهل المواطن العراقي يومياً ويتفاجئ وكأنه يعيش في احدى الجزر الافريقية وجاء للعراق اليوم صدفةً كرئيس وزراء.
المشكلة ليست السوداني وحده بل ان كل الطبقة السياسية باتت منفصلة عن الواقع ومن الامور الاخرى التي تثبت بأن الطبقة السياسية انفصلت عن الواقع تماما هو ظنهم بأن جنود الحشد الشعبي لهم توجه سياسي معين و زجهم مؤخراً في معركة سياسية إجباراً وكأنه هؤلاء الشباب الذين ضحوا بالغالي والنفس يؤيدون طرفاً دون الآخر في هذه العملية السياسية مما محى قدسية الحشد الشعبي واسطورته الملحمية فبات ناقماً جندي الحشد الشعبي على نفسه وبات من حوله ناقماً عليه بل أن القتال من اجل جعلهم مؤسسة منفصلة تماماً من اجل مصالح سياسية مستقبلية ومصادرة جهودهم واللعب على ذلك الوتر بدلاً من دمجهم مع القوات المسلحة المطلب الذي يمثل رغبة غالبية جنود الحشد الشعبي وهذا دليل قاطع بأن هؤلاء السياسيون منفصلون حتى عن رغبة جمهورهم او عن من يظنون بإنهم جمهوراً لهم.
هنالك من الأدلة مما يثبت بالدليل القاطع انفصال هذه الطبقة السياسية الفاسدة والتبعية عن الواقع ما لا يُعد ولا يُحصى بل بات ذلك من المسلمات التي لا تحتاج لإثبات اصلاً.
هذان العاملان أي اهتراء النسيج الاجتماعي وانفصال الطبقة السياسية عن الواقع تدل بأن لا حل سياسي او حوار يلوح بالأفق سينتج عنه حلول مقنعة فأن القوى السياسية الناشئة (المستقلة) فتية وساذجة وتظن بأنها تمثل المجتمع اجمع بل إنها تظن ان من يتاجر بالدم ولُطخت يداه بالفساد من الممكن ان يتحول الى نظام ملائكي بلا بدائل اقتصادية وتحجيمه خطوة تلو الأخرى متناسين بأن الأساس هو لحمة الشعب العراقي وضرورة ترقيع نسيجه المجتمعي أولا ليشعر المواطن بالانتماء ويرفض ما يجب رفضه وفقاً لعادات وتقاليد واعراف مجتمعية ثابتة و ليولد مجتمع متماسك نسبياً.
سياسة الهدم وتعاقب الازمات التي انتهجتها القوى السياسية الحالية تضمن لهم البقاء أطول فترة ممكنة وبإن لا حلول واقعية سوى حلول تتمثل بمواجهة القوة بالقوة وهذا من الصعب تحقيقه وسط جيش لا وحدة للقرار فيه وبهِ من الفساد والتغلغل السياسي الشيء الكثير وشعب لا اعراف ثابتة تجمعه ولا لحمة فيه.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
المحكمة الاتحادية تثبّت عدم جواز الترشح لأكثر من دورتين لرؤساء الاتحادات والنقابات
مليون عامل أجنبي: فرص العمل المحلية تحت الضغوط
أسود الرافدين يواجهون النشامى في سباق التأهل للمونديال!