المسلة

المسلة الحدث كما حدث

168 ساعة في ايران

27 نوفمبر، 2022

بغداد/المسلة:

عقيل الطائي

يبدو العنوان يثير التسائل!!
نعم 168 معايشة في ايران

طهران العاصمة بمختلف مدنها الكبيرة جنوبا شمالا شرقا غربا.. وكذلك محافظة مشهد المقدسة، كنت ضمن وفد من 25 شخصية بمختلف الاختصاصات من اكاديميين واعلاميين ومحللين وكتاب في مختلف الأنشطة، ساعات تمنيت الا تنتهي حقيقة
لما وجدناة من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة
من صالة الوصول في المطار الى صالة المغادرة من قبل الشباب الذين ممازون في دماثة الخلق
والطيبة ونكران الذات
والابتسامة الهادئة التي لاتفارق محياهم.
انا شخصيا كنت مصرا ولا اريد ان اجامل او احابي من ضيفني واكرمني طيلة ايام الاقامة بل اريد ان ارى الحقيقة ماذا حدث في ايران رغم اني متوقعها لكن تماهيا مع اللغط الاعلامي العربي والاجنبي ومايثار في مواقع التواصل الاجتماعي المملوكة اغلبها لامريكا، الجميع يعلم ماحدث في ايران مؤخرا
من اعمال شغب لمدة 60 يوما ومن كان يغذيها
والمحرك لها وماحدث
بداية سيناريو وفاة الشابة الايرانية موتا طبيعيا لكن الالة الاعلامية التي من مهام عملها تضخيم وتضليل واستثمار اي حدث في ايران العدو لامريكا واسرائيل وبريطانيا وللاسف من بعض العرب المسلمين
وهذا كله تحت عنوان فوبيا ايران.

نقلتني الحافلة من المطار الى منطقة أوين الرائعة مع العرض (جميع المدن رائعة ان كان سكانها اثرياء او فقراء لم اشاهد اختلافا في النظافة والتنظيم والتشجير والطرق والانفاق ومجسرات عبور المشاة)
المدينة التي يقع فيها فندق (بارسيان ازادي) الرائع معماريا وتنظيما وخدمات فندقية متقدمة
ذو 24 طابقا ولا يختلف عن غيرة في المدن والمحافظات.
لا اريد ان اسهب في الاستقبال من قبل الاشقاء الايرانيين فقط اقول ماروعهم .
بعد ان تم استقبالنا وكلمات الترحيب من قبل القائمين على مرافقتنا بدء البرنامج .
168 ساعة تم خلالها عقد عدة لقاءات مع مسؤلين تنفيذين واعلامين ومواطنين تم اختيارهم من قبل اعضاء الوفد عشوائيا ومختلف الشرائح والطبقات.

لقاءات رسمية مع السيد وزير الخارجية والناطق الرسمي وممثل وزارة الداخلية والسيد جليلي
والسيد قاأني الذان لهم الاثر الواضح في بناء السياسية الايرانية،
وجدناهم في ادنى درجات البساطة والتواضع والهدؤ
من الملبس الى مقرات العمل، لم نجد ترفا وافراطا في كل شيء
لا حمايات مبالغ بها ولا عجلات فارهة ومواكب لها بداية ولانعرف نهايتها كباقي نظرائهم في باقي الدول، البساطة هي السائدة لكن مقابل هذا
وجدنا عمق الحكمة ورقي التفكير وبعد النظر والاحاطة بدبلوماسية رائعة وثقافة تميزهم عن الاخرين بتغير السياسة وثبات المبادئ.

خلال هذه الساعات كان لنا تجوال واسئلة واستفهامات عما يحدث ويثار عن مسالة الحجاب التي حاول بعض الغرب والشرق ان يجعلوها راي عام للتعسف وتقييد الحريات بالتالي هم مجتمعا اسلاميا والحجاب من اولويات المسلمة في كل العالم ، مع هذا وجدت المتبرجه او الحجاب الرمزي وموضات الملابس والتقليعات الاوربية الدخيله ايضا موجودة عند الشباب والشابات والمتنزهات والكوفيات مزدحمة بالشباب من كل الجنسين للتدخين الاركيلة
كل هذا لم الاحظ شرطيا
او مظاهر عسكرية او امنية نهائيا في جميع المناطق اكاد ان اجزم
انها منزوعة السلاح تماما
وان وجد فهو شرطي المرور وايظا بدون سلاح وهو يعمل باسترخاء تام بسبب اشارة المرور والتزام المواطنيين بالقانون وتنظيم حركة السير تلقائا بواسطة الاشارة المرورية وتنظيم التقاطعات والمجسرات الكل يسير بانسيابة تامه
ولم اجد (تكتك) او (ستوته) وعجلات شحن كبيرة
ولم اسمع ازعاج المنبهات
بلد محاصر 43 سنة وهو يصنع سيارت محلية الاغلب الاعم يستخدمها
ولم يستورد او يصنع تكتك !!!!!
زيارتنا الى الامكان المقدسة وجدناها تزدحم بالزائرين الاجانب مع حسن المعلملة من السدنة وخدام المراقد.
تخللت هذه الساعات زيارة الى مصنع المسيرات والصواريخ البالستية ومراحل التطور فيها وكذلك معرض الدفاع الجوي وشاهدت ابداع الايرانييون في استخدام الهندسة العكسية لاغلب المعدات وتطور اجهزة الرادار وغرف العمليات
كل هذا الابداع والذي شكل قلقا للعالم من بلد مسلم محاصر من امريكا وحلفائها لمدة 43 سنة !!!
الا يثير الاستغراب؟؟؟
عندما يكون لديك اصرار متوج بالمبادئ الدينية واحترام العقيد وحب الوطن والقومية والعقل الحي المتحرك والمتطور
والتحدي ونكران الذات
لانستغرب ان تكون كما فعلت ايران، ومثال على ذلك الشهيد الجنرال سليماني الذي ارهب الاعداء رغم الكارزما الهادئة والمبتسمة دائما والمتواضعة..
واختم مقالتي هذه بخلاصة وهي:
انا لم اتفاجى بما شاهدت لاني زرت ايران لمرات واقامة طويلة بسبب تلقي العلاج.
ايران بلد حي وشعب عملي يعمل بالممكن لكنه طموح..
جمال الطبيعة ونظافة المدن والمحلات والشوارع والازقة التي اصبحت حلم لدينا !!!
التطور العمراني احد مميزات ايران.
الاخلاص والتفاني في العمل بدون رقيب،
حب البلد ويؤمن بان الحاجة ام الاختراع
وايجاد البدائل ، لم اجد شعبا يائسا بل طموحا ومتطلعا ويطلب وينتقد حكوماته من اجل الاصلاح لا التهديم..
حقا ساعات ممتعة رغم ضغط البرنامج لان ساعات معدودة وكلمات معدودة لاتفي بالغرض..


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.