بغداد/المسلة: بعد أن رفعت النائب سروة عبدالواحد شكوى ضد وزير الخارجية بعد عدم تزويدها بقائمة لحاملي الجواز الدبلوماسي، في ٣ نوفمبر ٢٠٢٢، ضجّت وسائل الاعلام والفضائيات والتواصل الاجتماعي بالدعوات الى وضع لهذا الاستهتار بسمعة العراق.
وقالت النائبة سروة في لقاء تلفزيوني على محطة أخبار محلية إنه تم تقديم كتاب لوزير الخارجية لتوضيح مسألة الجوازات الدبلوماسية الممنوحة لغير مستحقيها، ولم تأت إجابة عليه خلال 15 يوما حسب ما ينص قانون مجلس النواب.
وقالت سروة في المقابلة إن جوازات دبلوماسية منحت لـ”موديلز” وعارضات أزياء ومشاهير على تطبيق تيك توك. وأضافت أن الجواز الدبلوماسي العراقي بات بلا أهمية ولا احترام بين دول العالم.
وينص القانون العراقي على منح الجواز الدبلوماسي إلى رؤساء الجمهورية والحكومة والبرلمان وأعضاء مجلس النواب إضافةً إلى رئيس مجلس القضاء الأعلى ورؤساء إقليم كردستان ومجلس وزراء الإقليم، إضافة لأصحاب الدرجات الخاصة العاملين في الدولة، مع وجود استثناءات يقرها حصراً وزير الخارجية أو رئيس الوزراء.
وحول كيفية حصول هؤلاء على الجواز، قالت “عبر العلاقات، ويتباهون فلان صديقي وفلان يسويلي (يعمله لي)، ولما ترسلين لهم (لوزارة الخارجية) ما هي الآلية التي منحتهم بها هذه الجوازات لا يجيبون”.
ويحتل جواز السفر العراقي المرتبة 110 عالمياً من مجموع دول العالم، بحسب التقرير الأول لعام 2022 الصادر عن شركة الاستشارات العالمية للمواطنة والإقامة هينلي وشركاؤه.
ودعا السياسي المستقل سعد المطلبي، الى ضرورة إعادة النظر وبشكل فوري بتطبيق آلية منح الجواز الدبلوماسي المعمول بها دوليا وكذلك جواز الخدمة، مشيرا الى ان كثرة المنح افقد الجواز الدبلوماسي قيمته.
تزامنا مع ذلك، كشفت النائب عن دولة القانون عالية نصيف، في 12/03/2022، عن تداول الجواز الدبلوماسي في الصالونات الاجتماعية، مؤكدة أن سعره يصل لنحو خمسة الاف دولار، .
وقالت نصيف ان الجوازات بمتناول اليد وحسب العلاقات الشخصية.
وبينت : وردتني معلومات عن بيع الجواز الدبلوماسي بخمسة الاف دولار!!.
ورصدت المسلة الدعوات الى وزير الخارجية بفتح الملف ومتابعته لانه اهانة للدولة والعراقيين.
و الجواز الدبلوماسي العراقي متداول في الصالونات الاجتماعية، وبين الفاشستات، والتجار، واقارب المسؤولين، وفق شهود عيان.
وكان اعلان وزارة الداخلية العراقية قد أثارت جدلاً واسعاً مع إعلانها عن إصدار أكثر من 4000 جواز سفر دبلوماسي خلال عامٍ واحد.
وقال المطلبي في تصريح، إن “ظاهرة استشراء منح جوازات دبلوماسية خارج الضوابط الدولية افقدت قيمة الجواز الدبلوماسي للعراق”.
وانتقد عضو لجنة العلاقات الخارجية النيابية عامر الفايز، منح جوازات السفر الدبلوماسية لغير مستحقيها، مشيرا الى ان اللجنة ستتحقق من الموضوع مع وزارة الخارجية.
ووصف المحلل السياسي علي مارد الاسدي بان ما يحدث فساد مسكوت عنه مشيرا الى ان لجنة النزاهة النيابية رفعت لجهاز الادعاء العام شكوى قانونية ضد وزير الخارجية العراقي بسبب تجاهله الرد وعدم تقديمه كشفا مفصلا يتعلق بحاملي الجواز الدبلوماسي الذين تضخمت اعدادهم بشكل غريب لتصل الى 45 الف شخص.
ويؤكد الباحث العراقي المقيم في لندن عدنان ابوزيد ان الجواز العراقي غير “محترم” بين دول الاتحاد الاوربي وينظر الى حامله بعين الدونية، مشيرا الى انه يعرف اشخاصا منحوا الجواز الدبلوماسي وهم في اوربا بشكل عبثي، من دون ان يكون لهم منصب او مهمة في العراق، بل على اساس العلاقات والمحسوبية.
وعرض الاكاديمي د. محمود خالد المسافر وثيقة على تويتر تفيد بمنح الجوازات الدبلوماسية لاقرباء وافراد عشيرة سياسي عراقي نافذ، مشيرا الى انه لا يُعطى لأبناء الخط السياسي الاول وعوائلهم كما يحدث في كل الدول التي يحكمها الفاسدون، فقط بل لعمات وخالات (….) وأولادهم واحفادهم. معتبرا ان هذه الوثيقة هي الجزء العلوي لجبل الجليد الغاطس.
الفنان التشكيلي العراقي وسام صباح حنا يقول ان المشكلة ليس في الحصول على الجواز الدبلوماسي فحاملوه يستطيعون الدخول اينما يريدون ..في حين ان الدول تستنكف من الجواز العراقي العادي ..والمواطن غير مسؤول على هذا الاستهتار الحكومي.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
انتم تقيمون دوركم في دوله ليس لها قانون ……وهذا معيب لكم …..بل انه من ابرز اسباب انحطاط القيم والمفاهيم الوطنيه …أن كانت هناك وطنيه حقه…يحافظ عليها مجلسكم