المسلة

المسلة الحدث كما حدث

الهجرة الدينية ودورها في ترصين الأخلاق المجتمعية

الهجرة الدينية ودورها في ترصين الأخلاق المجتمعية

5 ديسمبر، 2022

بغداد/المسلة:

محمد أبو النواعير

على مدى مئات السنين كان الكثير من أصحاب الإسلام الحق، يتمنون الهجرة للسكن في مدن العراق المقدسة والتشرف بمجاورة الأئمة الاطهار، والعيش مع ابناء هذا الشعب الكريم.

هذا النوع من الهجرة، كان يشكل حالة تطور وتوالد مجتمعي ذاتي مستمر للقيم والأخلاق الفاضلة، وتدعيم مستمر للفعل الاجتماعي الأخلاقي، بما ساعد على الحفاظ على دين المجتمعات المحافظة واخلاقها وقيمها.

السبب الأساس لذلك بنظرنا هو لأن الهجرة كانت أساسا من اجل الدين والأخلاق، هجرة الى الله، شكلت بمرور القرون عملية تغذية أخلاقية قيمية طبيعية تطورية مستمرة لهذه المجتمعات.

عندما تم ترسيم الحدود البغيضة على يد الصليبي الماسوني، انقطعت هذه العلقة، وماتت كل عملية تجديد بشري، وتغذية حيوية، للتربة الاجتماعية لتلك المجتمعات، فباتت عملية تدوير داخلية للاخلاق الموجودة في المجتمع، مع سيطرة وزيادة نفوذ للفعل الاجتماعي الداخلي المنحرف البعيد كل البعد عن القيم الاخلاقية، والمدعوم من قبل فواعل خارجية كثيرة، كل ذلك أدى الى انحسار ذاك التطور الاخلاقي الديني الاجتماعي المستمر، وباتت النماذج الخيرة تعاني من محاصرة وذبول وانحسار، لعدم وجود عملية تجديد وتكاثر في اعداد الخيرين المهاجرين لهذه المدن من اجل الدين ونصرة لمذهب اهل البيت ع.

بل العكس هو ما كان يحصل ومع الأسف، وأقصد به هجرة المؤمنين من المدن الدينية، هربا من ضغوط النماذج السيئة المنحرفة التي باتت مسيطرة على الكثير من مفاصل الحياة الاجتماعية والاقتصادية والحكومية.


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.