بغداد/المسلة: كتب سليم الحسني: كنتُ أعرف العديد من الأشخاص في زمن المعارضة، كانوا يعيشون على الكفاف أو دونه. لكنهم بعد السقوط، سقطوا في أتعس حفرة، فصاروا من الأثرياء الكبار.
تغيّرت طباعهم الجميلة وأخلاقهم العالية، واستبدلوها بضدها، لقد اشتروا طباعاً وأخلاقاً كانت تحت الأقدام في زمن المعارضة، فصبغوا بها وجوههم وداسوا على مبادئ الأمس وقيمه.
وكانت إساءة هذه القلة، كبيرة جداً على التاريخ النضالي للإسلاميين. إن إساءتهم أكثر من ضرر الفساد الذي وقعوا فيه، لأنهم شوّهوا أشرف وأنصع صورة من العمل السياسي الذي شهده العراق، متمثلة بالحركة الإسلامية التي أسسها السيد الشهيد محمد باقر الصدر. قلة محدودة ضئيلة، أسقطت تجربة شامخة من أعين الناس، وأحرقت تاريخاً متألقاً من العمل والتضحيات.
هل كانت صورتهم السابقة مستعارة تخفي حقيقتهم؟ أم أن السلطة هي التي تغيّر الرجال فتمسخهم خلقاً آخر؟
يقول بعض الحكماء: السلطة لا تغيّر الأشخاص، لكنها تكشفهم.
ب
ذلتُ جهدي لأقتنع بهذا الرأي، لكنني فشلت. فهل يُعقل أنني وغيري الكثير، لم نكن نملك أدنى درجات الفراسة حتى نعرفهم؟ وهل يُعقل أنهم كانوا بهذا الدهاء بحيث يخفون لونهم الحقيقي؟
اعترف بأننا كنا نعيش فوق الواقع. ولم ننجح في صناعة الشخصيات المناسبة التي تستلم الحكم وتدير الدولة وتحمل المسؤولية.
أعترف بأننا خذلنا الشعب العراقي، حتى ولو كانت فئة قليلة منا قد أساءت وأسرفت وانحرفت.
أعتذر الى كل مواطن عراقي، لأننا كنا أمله، فصرنا خيبته.
شفيعي عندك أني تبرّأت منهم منذ فترة مبكرة من تجربة الحكم.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
الملايين تُنفق على الاستشارات والنتيجة: حظر أوروبي مستمر على الخطوط الجوية
المحكمة الاتحادية تثبّت عدم جواز الترشح لأكثر من دورتين لرؤساء الاتحادات والنقابات
مليون عامل أجنبي: فرص العمل المحلية تحت الضغوط