المسلة

المسلة الحدث كما حدث

وكالات عالمية: الدينار العراقي ضحية الحوالات الغامضة وتبييض الأموال وفساد المصارف

وكالات عالمية: الدينار العراقي ضحية الحوالات الغامضة وتبييض الأموال وفساد المصارف

27 ديسمبر، 2022

بغداد/المسلة: يواصل الدينار العراقي تراجعاً طفيفاً الثلاثاء أمام الدولار، فيما تؤكد سلطات هذا البلد الغني بالنفط أن التراجع “مؤقت” في وقت بلغت فيه احتياطات البلاد من العملة الأجنبية مستوى غير مسبوق.

وبلغ سعر الصرف الثلاثاء 1580 دينار مقابل الدولار الواحد، في حين أن سعر الصرف المحدّد من قبل البنك المركزي يبلغ 1460 ديناراً مقابل كل دولار.

بدأ هذا التراجع بقيمة العملة العراقية أمام الدولار الأميركي، منذ نحو أسبوعين، وصار تناول أسبابه الشغل الشاغل لوسائل الإعلام العراقية.

والتقى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الثلاثاء بمحافظ البنك المركزي مصطفى غالب مخيف، لمناقشة هذه القضية. وجمع نواب تواقيع من أجل طلب عقد جلسة برلمانية استثنائية حول الموضوع.

وأشارت رابطة المصارف العراقية في بيان إلى أن ارتفاع سعر الصرف ناتج “عن تعديل آلية عمل نافذة بيع العملة الأجنبية في البنك المركزي العراقي وحسب متطلبات التعاملات الدولية”.

وقال الباحث العراقي المقيم في لندن عدنان أبوزيد، أن الدولار هو مسطرة بيد الولايات المتحدة لاحتساب مسافات الولاء للدول، وأن والدينار العراقي سيحاصر كالعملة السورية واللبنانية لان العراق معاقب ضمن حدود محسوبة.

في الأثناء، أشار البنك المركزي الثلاثاء إلى أن هذا الارتفاع في سعر صرف الدولار ناجم عن “ضغوطات مؤقتة ناتجة عن عوامل داخلية وخارجية، نظراً لاعتماد آليات لحماية القطاع المصرفي والزبائن والنظام المالي”.

ويحتلّ العراق، البلد الغني بالنفط لكن المنهك من الفساد وتبييض الأموال، المرتبة 157 (من 180) في مؤشر منظمة الشفافية الدولية عن “مدركات الفساد”.

وتحدّث الأحد مستشار رئيس الوزراء للشؤون المالية مظهر صالح عن وجود “اعتراضات” من جهة رقابية دولية “بشأن بعض الحوالات غير مكتملة المعلومات التي تتقدم بها المصارف الأهلية”.

وذكّر صالح في الوقت نفسه بأن الاحتياطات المالية من العملة الأجنبية هي حالياً “الأقوى في تاريخ العراق المالي وتعدى رصيدها ربما مئة مليار دولار”، معتبراً أن “لا خوف ولا قلق على قدرات العراق المالية في فرض الاستقرار في أسعار صرف الدينار”.

وفي محاولة منها لضبط هذا الارتفاع، أطلقت السلطات سلسلة اجراءات لم تعط نتيجة حتى الآن، ومن بينها، تسهيل تمويل تجارة القطاع الخاص بالدولار من خلال المصارف العراقية، وفتح منافذ لبيع العملة الأجنبية في المصارف الحكومية للجمهور لأغراض السفر.

وتحدّث المحلل الخبير المالي والاقتصادي صفوان قصي عن “زعزعة الثقة بالدينار العراقي” إثر فضائح فساد مرتبطة بمصارف.

وأضاف في أن هناك أيضاً أسبابًا مرتبطة بـ”الخزانة الأميركية التي قامت بتقييد حركة التحويلات المالية باتجاه بعض الدول”. وقال إنه حين لا يتمكن تاجر من الحصول على الدولار عبر الطرق الرسمية “يضطر إلى شراء الدولار من السوق الموازي”.

وأضاف أن “عملية التدقيق الإضافي أظهرت أن جهات كانت تحوّل الأموال لكنها لا تدقق بمن هو المجهز وما هي قيمة الفاتورة وما هي قيمة المواد التي تدخل إلى العراق”.

وقال النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني ماجد شنكالي،  أن حكومة ائتلاف إدارة الدولة برئاسة محمد السوداني لحد اللحظة لم تجد حلاً لمشكلة ارتفاع سعر الدولار الذي وصل اليوم إلى 1541 ديناراً لكل 100 دولار.

وتساءل شنكالي: أين محافظ البنك المركزي الذي تم اختياره كأفضل شخصية مالية عراقية في استفتاء أُجري مؤخرا وهو العاجز عن تقديم أي فكرة أو حل لخفض سعر الدولار.

ويشكو مواطنون، من ارتفاع أسعار السلع الغذائية والاستهلاكية في الأسواق العراقية، وذلك بسبب ارتفاع قيمة الدولار امام الدينار الذي نتج منه انخفاض كبير في القوة الشرائية.

ويقول المواطن موسى أبو علاء أنّ موجة الغلاء الجديدة أثرت سلباً على اوضاعنا المعاشية، وباتت أسواق بيع الجُملة شبه خالية من المشترين.

ويرى اتجار واقتصاديون ان سبب تراجع القوة الشرائية في الأسواق هو ارتفاع سعر صرف الدولار.

وارتفعت أسعار صرف الدولار في السوق العراقية إلى أكثر من 153 ألف دينار مقابل كلّ 100 دولار، في وقت يبيع فيه البنك المركزي الدولار الواحد بـ1460 ديناراً.

ويضيف أبو علاء ان الكثير من المواطنين عاجزين عن تلبية متطلبات عائلاتهم بسبب الارتفاع المفاجئ في أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية في الأسواق المحلية العراقية.

وتزايد السخط لدى الشارع العراقي بسبب عدم إيفاء حكومة محمد شياع السوداني بما وعدت به من خلال برنامجها الحكومي وإعادة التوازن في سوق المالية.

 

اعداد سجاد الخفاجي


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.