المسلة

المسلة الحدث كما حدث

تلك البيوت

تلك البيوت

4 يناير، 2023

بغداد/المسلة:

نذير الاسدي

تلك البيوت

كانت…

فيها الدفء..وفيها السكينه والراحه…والاطمئنان
بيوت بسيطه متواضعه..
تهفوا لها النفوس ..
كان الاب يتگأ على الاريكه يرتشف الشاي الساخن
وتجلس الام ارضا .. يطوف حولها بنيها وبناتها…
الطعام بسيط …
لاكنه ذا نكهه وطعم …
والصوبه علاء الدين تلزم الجميع على الجلوس حولها باحترام و بشكل دائري…
نارها الزرقاء تتسرب الى المفاصل والضلوع ..
ضحكات الاب …
وابتسامه الام وكركرات الاطفال وثرثره البنين والبنات
لايمنعها المطر النازل خلف الشبابيك ووراء الستائر… من ان تكون حفله سعيده يستذكرها الذين شاخوا وهرموا..
بيوت تدار فيها اقداح الشاي والحليب..شتاءا..
ومواعين الكاستر والمحلبي
والكرزات…
مواعين الشلغم…المسلوق
والشله…مع الدبس
وارغفه الخبز الحاره..
والشاي…السنكين
تجعل البيت مطعم رخيص لكن طعامه لذيذ جدا
التلفزيون الصغير…وبرامج السهره…
واغاني حسين نعمه وسعدون جابر ومائده نزهت وزهور حسين
وداخل حسن…
يهتز لها راس والدي فيما تضرب امي بكفها على اقدامها متحسره على ايام الصبا…التي تولت
كثيرا ما يكون موقد النار اكثر دفأً من الصوبه
لان توقد الجمر يبعث الدفء تلقائيا…..
تنفتح ستائر النوافذ بين حين وحين ليرى الاطفال سقوط المطر فذاك منظر يسرهم طالما هم يتدثرون بالفراش والدفء..
في ليله راس السنه..
يحب الجميع اعمارهم التي زادت…او بالاحرى التي نقصت…
بيوت..ماعادت كما كان عهدنا بها….
فرحل عنها كثيرا من الاحبه والخلان…
واختلف الكثير من روعتها وبساطتها وجمالها الروحي
وحل بديلا عنها…بديلا جميل
لكنه ليس بروعه البيوت التي عشنا ايامها ولياليها…..
واهلها وذويها…

 


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.