بغداد/المسلة: فرح محاضرون عراقيون وأصحاب عقود في مؤسسات الدولة المختلفة في تثبيتهم على الملاك الدائم، وهو حق لان واجب الحكومات التخطيط لتوفير فرص العمل لمواطنيها، لكن في العراق لم يتم ذلك عبر اقامة المشاريع الانتاجية، ونمو الاقتصاد الافقي الذي يتيح المزيد من الاعمال ولذلك فان التعيينات الحكومية وتثبيت العقود في الوزارات على الملاك الدائم يثقل كاهن الموازنة العراقية.
وقال علي التميمي الذي عمل محاضرا بالمجان تقريبا طوال السنوات الثلاث الماضية، ان المحاضرين والمتعاقدين في حالة فرح، ولا يهمهم من اين تاتي الدولة بالرواتب لهم، فهذه هي مشكلتها ، لاننا سوف نعمل في قطاع التعليم، بعدما خدمناه بالمجان وقتا طويلا.
والبطالة المقنعة هي مصطلح يعبر عن مجموعة من العمال او الموظفين الذين يحصلون على أجور أو رواتب دون مقابل من العمل أو الجهد الذي تتطلبه الوظيفة.
غير ان المحاضرين لاينطبق عليهم هذا الوصف، لان العراق في امس الحاجة الى الكوادر التدريسية والمدارس.
واعترف رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني خلال مؤتمر صحفي، أن فقرة الرواتب في الموازنة ارتفعت من 41 تريليون دينار إلى 62 تريليوناً، مضيفا أن توسيع التعيينات والأجور والعقود غير ممكن حالياً.
وتشير الاحصائيات الى ان نحو 40 بالمائة من أعداد الموظفين الحكوميين يندرجون تحت مسمى بـ البطالة المقنعة.
ويحصل هؤلاء على رواتب مساوية لأقرانهم المنتجين في المؤسسات الأخرى، بالإضافة الى ان رواتبهم الشهرية ترهق ميزانية الدولة.
ويقول الخبير الاقتصادي همام الشماع في تصريح سابق، أن 40% من موظفي العراق مكلفين بالقيام بالأعمال الكتابية ولا يقومون بأي عمل منتج بشكل مباشر، ما يعني أنهم ضمن البطالة المقنعة.
ويرى عضو مجلس النواب ماجد شنكالي، ان توفير وتسديد الرواتب اصبح إنجازا عظيما لان عدد الموظفين بالنسبة الى السكان هو الأعلى عالمياً، مضيفا ان العراق بحاجة الى إعادة هيكلة الكادر الوظيفي وتحويلهم الى القطاعات الإنتاجية للقضاء على البطالة المقنعة.
وعلق الكاتب كفاح محمود عبر تويتر، ان العراق وكردستان وقعا بخطيئة كبرى وهي توظيف الملايين، بحيث أصبحت البطالة المقنعة تنخر في جسد الدولة والاقليم.
ويشير خبراء الاقتصاد الى ان معدل إنتاج الموظفين في اليوم هو 17 دقيقة من اصل 8 ساعات وخصوصا في القطاع العام.
ويقول الاكاديمي ياسر المعمار في تغريدة على تويتر، ان العراق صاحب العجز المالي سيبقى يعاني من ترهل في حكومة الموظفين ويستشرى في دولابه الحكومي مظاهر البطالة المقنعة بسبب عدم وجود حوكمة واضحة تخلق على إثرها حكومة إلكترونية.
وأوضح أستاذ الاقتصاد في جامعة البصرة، نبيل المرسومي، الاربعاء، كيفية صعود رواتب الموظفين إلى 63 تريليون دينار.
وقال المرسومي إن “رواتب الموظفين الفعلية باستثناء رواتب موظفي كردستان = 42.460 ترليون دينار”.
وأضاف، أن “عدد موظفي الدولة = 3.263 مليون منهم 682 الف موظف في كردستان، والزيادة في رواتب الموظفين في موازنة 2023 = 20.540 ترليون دينار، ونسبة الزيادة في رواتب الموظفين في موازنة 2023 = 48.4%”.
وبيّن أن “ارتفاع الرواتب الى 63 ترليون دينار يرتبط باحتمالين : الأول هو تعيين 1.248 مليون موظف حكومي جديد وهو امر بعيد الاحتمال لان العدد الفعلي اقل من نصف هذا الرقم ولان معظم من تم تعيينهم على الملاك الثابت هم من موظفي العقود الذين كانوا يستلمون رواتب من الحكومة”.
وتابع المرسومي، “والاحتمال الثاني ان الرقم 63 ترليون دينار يشمل رواتب الموظفين على الملاك الثابت زائدا رواتب المتعينين الجدد زائدا رواتب موظفي كردستان زائدا الرواتب التقاعدية الممولة من الموازنة العامة، وهو كما أرى الاحتمال الأرجح والأكثر واقعية وهو ما يعني ان الارتفاع في فاتورة الرواتب لم تكن كبيرة جدا”.
اعداد محمد الخفاجي
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
إنستغرام تقدم ملصقات جديدة لجعل القصص أكثر متعة
الديمقراطية الأمريكية وطلبة الجامعات
بين التوسع والبطالة: كابوس الإنفاق الحكومي وزيادة الوظائف في العراق