المسلة

المسلة الحدث كما حدث

من أجل إستعادة هويتنا وحضارتنا

من أجل إستعادة هويتنا وحضارتنا

9 يناير، 2023

بغداد/المسلة: علي مارد الأسدي

نعيب على أبناء نجد والحجاز مسخ هويتهم ومحو تأريخهم من قبل أسرة وهابية تسلطت عليهم وصادرت منهم كل شيء حتى أسم الارض التي عاشوا فيها أبا عن جد، بعد أن تم احتلالهم واخضاعهم وتحويلهم من مواطنين وقبائل عربية حجازية الى مجرد رعايا تبع لأسرة آل سعود التي غزتهم وحولت أرضهم إلى مملكة يتوارثون حكمها ويتحكمون بمواردها..

لكننا في المقابل نتناسى ان القهر والتعسف الذي أسكت أبناء الحجاز عن أسترداد اسم وطنهم قد رفع عنا يوم سقوط الحكم الطائفي في نيسان من عام 2003 غير أننا ما زلنا الى اليوم لا نمتلك الشجاعة الكافية ولا الرؤية الواضحة لتبديل مسميات المدن والشوارع والساحات التي تستخف بهويتنا وعقيدتنا وتأريخنا في وطن نشكل غالبية سكانه.

فها هي العاصمة بغداد التي يشكل الشيعة فيها ما يربو على 80% من سكانها، ما زالت دون مبرر مفهوم، وبخلاف ما ثبت في دستور عراق ما بعد البعث، تحتفظ شوارعها ومدنها ومدارسها بأسماء الطغاة الظلمة من قتلة أتباع اهل البيت والائمة الكرام.

نفس الشيء ينطبق على بعض المحافظات الجنوبية رغم أن موضوعها يتعلق غالبًا بالتأريخ والحضارة الإنسانية لبلاد الرافدين أكثر مما يتعلق بالمعتقد والطائفة، لكننا أيضًا نلاحظ ان المسميات التأريخية العريقة مثل أور وسومر واوروك.. وكل ما يعد مصدر فخر لنا أمام العالم أجمع، يتم طمس هويتها الحضارية الضاربة في القدم دون اعتراض من أحد، على مرأى ومسمع ومحضر العشائر العربية الاصيلة التي أستوطنت مدن الجنوب، فتصبح _ على سبيل المثال لا الحصر _ المدينة التي تضم أقدم وأعرق حضارات العالم مجرد “ناصرية” تبعا لاسم شخصية إقطاعية متأخرة، ويبقى الحال على ما هو عليه دون أن يتم تغيير الأسم رغم مرور عقدين على سقوط الطاغية صدام وإنفتاح العراق على العالم والذي تكلل بالزيارة التأريخية المهمة لبابا الفاتيكان الى أور !!

أدعو مرة أخرى المسؤولين في المحافظات العراقية إلى إعادة أسماء مدنهم الى جذورها التأريخية المثبتة في دليل الخرائط العالمية للحضارة الإنسانية، لتنهض من جديد في الذاكرة البشرية تلك الأسماء اللامعة مثل أور وسومر ونيبور وأوروك وآشور.. وهي أيضًا ستعتبر من دون شك خطوة رئيسية في سبيل إعادة تأهيل هذه المدن والمحافظات لتكون مصادر إستقطاب للسياحة في العالم.

 


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author