المسلة

المسلة الحدث كما حدث

إتحاد القدم العراقي يحول المنتخب الى يافطة سياسية تتداولها أدوات الأحزاب

إتحاد القدم العراقي يحول المنتخب الى يافطة سياسية تتداولها أدوات الأحزاب

24 يناير، 2023

بغداد/المسلة: استغرق مسؤولون عراقيون طويلا في استقبال لاعبي المنتخب العراقي، الذين فازوا بخليجي البصرة، الذين تنقلوا من مسؤول الى آخر، وكل جهة تسابقت على تكريمهم، من قطع اراض الى جوازات دبلوماسية، ومبالغ نقدية، فيما ارجعت اراء ذلك، الى فوضى دعائية، وغياب نسق الدولة في التنظيم، ما اثار الانتقادات.

وقبل ذلك، و في اثناء المباريات، هطلت زخات المطر التي ازاحت الستار عن الواقع الخدمي للبصرة، المدينة الجنوبية التي احتضنت المهرجان الرياضي.

وقال أبو علاء العامري (يسكن بقضاء ابي الخصيب) أن المسؤولين يركزون على المناطق التي تتواجد فيها الجماهير الرياضية الوافدة لمشاهدة مباريات خليجي 25، حيث يحاولون تجميل تلك المناطق بطريقة شَكلية في محاولة لخداع الجماهير، لكن ما خُفي أعظم!.

وانشأت  الحكومة المحلية بالبصرة، جدارا اعلانيا كبيرا  لإبهار الوافدين، لكن الحقيقة هي ان ذلك الجدار يستر  العشوائيات، حيث تقبع خلفه مئات العوائل التي تسكن البيوت المتهالكة.

و كشف حماس المسؤولين والوزارات والاحزاب لاستقبال الفريق، عن جانب نفسي، يتعلق بمحاولة الاحتفاء بنجاح رياضي غاب عن العراق لفترة طويلة، لكنه يظهر الدعائية التي تتقصدها تلك الاحزاب في الترويج لنفسها عبر الحدث الرياضي.

ولان العراقيين يعشقون كرة القدم  فان الظهور مع اللاعبين، يعتبر مكسبا سياسيا لتلك الجهات.

وفي دلالة على الأغراض السياسية في الحدث، تحدث النائب السابق فائق الشيخ علي على تويتر، بطريقة سيئة عن المنتخب، مطلقا الاوصاف السوقية على الذين فرحوا بفوز المنتخب.

وقال مصدر مرافق للمنتخب، ان اللاعبين يشعرون بالانبهار من تداول استقبالهم بين المسؤولين، حتى شعروا بالتعب والارهاق.

وانتقل التوظيف في المواقف، من العراق الى العرب، اذ قرر الإتحاد المصري لكرة القدم خصم مرتب شهرين من مدرب حراس المنتخب الأولمبي المصري عصام الحضري وذلك بسبب تواجده في العراق لتحليل مباريات خليجي 25.

ووقع محافظ أربيل، ضحية توظيف الحدث طائفيا وعنصريا، فقد نشرت وسائل اعلام معلومات مضللة عن تصريح محافظ اربيل ضد المنتخب، ليتبين ان الامر لا يعدو خطئا مقصودا في الترجمة من الكردية الى العربية.

ويسخر المتابع للشأن العراقي، عبدالباري زيباري من تهافت الرئاسات الثلاثة وشخصيات سياسية بدعوة المنتخب الفائز لمكاسب خاصةً، رغم انعدام اي دور لها معتبرا ان الفوز كان بجهد المنتخب والجمهور العراقي وقف مع منتخبه، وأن هذا فوز الشعب وليس السياسيين.

ويطلق الناشط احمد خليفة الدليمي، السخرية اللاذعة مما حدث، فيقول ساخرا ان لاعبي المنتخب العراقي وصلوا أربيل وقد ياخذهم (الواهس) و يعبرون لليونان، قاصدا من وراء ذلك طلب اللجوء.

ويقول الناشط ميثم الانباري ان فوز  منتخبنا الوطني ببطولة اقليمية، مبارك ، لكن ما علاقة السياسيين به، ولماذا اتحاد كرة القدم يصحب المنتخب في جولات سياسية، او ليس الاولى بهم زيارة عوائل الشهداء.

 


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.