المسلة

المسلة الحدث كما حدث

التزييف العميق يزيل الفروقات بين العالم الافتراضي والواقع بشكل كامل

التزييف العميق يزيل الفروقات بين العالم الافتراضي والواقع بشكل كامل

16 يوليو، 2022

بغداد/المسلة: سلط التسجيل الصوتي المُسرب لرئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، الضوء على صعوبة الكشف عن المزيف من الحقيقي بعدما ألغت التقنيات المتطورة الفوارق بين الافتراضي والواقعي. ظاهرة الفبركة.

وقال خبير صوتيات مخاطبا زعيم التيار الصدري ان التسجيل الصوتي مفبرك والدليل على ذلك هو ان ثلاثة اشخاص كانوا يتحدثون بالتسجيل الا ان كل واحد منهم كان يتحدث بفضاء منعزل عن الاخر ثم تم تجميع الأصوات.

وضخ فيديوات افتراضية على انها وقاع ليست جديدة ، فتلك الحالات تحولت الى ظاهرة متفشية في العالم بعد توفر التقنيات والبرامج.

وبات التزييف الرقمي للمحتويات الصوتية والمرئية تحدياً شديد القسوة في استهداف المجتمعات والشخصيات السياسية.

وقال الكاتب والباحث عدنان ابوزيد القاضي في مقال نشره بالمسلة ان قناة CNN الأميركية بثت العام ٢٠١٧ مقطع فيديو للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اجتماع سري مع المرشح الرئاسي الأميركي (آنذاك) دونالد ترامب، ولم يكن ذلك سوى سيناريو تخيُّلي صنعته تقنية الفبركة العميقة للفيديوهات ولم يشك أحدا يومها في زيف المقطع.

وبين ابوزيد انه خلال السنتين الماضيتين تسببت تقنية التزييف العميق، في فوضى عارمة، بعدما أصبح من الصعب معرفة إذا كان المقطع المصور حقيقيا أم لا بالعين المجردة.

ويقول المدون عمران جبر انه كثيراً ما يرى صوراً وفيديوهات مفبركة، مبينا: كنت اصدق ما اراه بسبب دقة التلاعب بها لجعلها اشبه بالواقعية لدرجة كبيرة.

ويضيف: التكنلوجيا مكنت العديد من الجهات الداخلية والخارجية من نشر الاخبار والفيديوهات والصور المفبركة التي قد تثير الفتنة والطائفية في البلاد.

و لا تتوفر  بسهولة برامج التحقق الرقمي التي تُمكن من كشف حقيقة الفيديوات والتسجيلات.

ويمكن لتطبيقات الفبركة أنْ تظهر أي شخص وهو يتحدث بشكله ونبرة صوته الأصلية في أمورٍ لا يعرف عنها شيئاً على أرض الواقع، وتعرضه للتسقيط أو الاستهداف، مثلما يمكن لأي مجرم أنْ يتنصل عن جريمته التي وثقتها أجهزة المراقبة الصوتيَّة والصوريَّة، تحت ذريعة أنها مفبركة.

ووضع صانع محتوى وجه الرئيس الأمريكي السابق ترامب، على جسد مذيع اخبار وقام بتحريك فمه وفقاً لكلام المذيع، ما جعله اشبه بالواقع.

واثناء الحرب القائمة بين روسيا وأوكرانيا، انتشرت صورة لدبابة اوكرانية تقف وسط بغداد، قال ناشطون ان الجيش الاوكراني شارك بالحرب ضد العراق عام 2003، لكن بالرجوع للصورة الأصل تبين ان الصورة مزيفة وتم وضع علم أوكرانيا ببرامج الفوتوشوب.

وبشكل عام، تزيد خطورة تلك التطبيقات مع مواجهة العراق للإرهاب، الأمر الذي يجعل من مخاطر تلك التطبيقات تهديداً محتملاً للأمن الوطني، في حال استخدامها من قبل المجموعات الإرهابية، أو حتى في مجال الابتزاز الإلكتروني، والتسقيط السياسي والاجتماعي.

 


المسلة – اعداد سجاد الخفاجي

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.