المسلة

المسلة الحدث كما حدث

القوى الشيعة على مفترق طرق بعد خطبة صلاة الجمعة الموحدة

القوى الشيعة على مفترق طرق بعد خطبة صلاة الجمعة الموحدة

15 يوليو، 2022

بغداد/المسلة: جمع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر مئات الآلاف من مؤيديه في صلاة موحدة الجمعة في بغداد.

ويرى تحليل لوكالة الانباء الفرنسية ان الصدر يهدف إلى الضغط على خصومه السياسيين بشأن تشكيل الحكومة.

ومنذ انتخابات تشرين الأول/أكتوبر المبكرة، لا يزال العراقيون الذين يواجهون أزمة اجتماعية واقتصادية، يجهلون من سيكون رئيس حكومتهم المقبل.

وتعجز القوى السياسية الشيعية البارزة، أي التيار الصدري والإطار التنسيقي الشيعي، منذ أن أعلنت نتائج الانتخابات البرلمانية عن الاتفاق على صيغة تخرج البلاد من المأزق السياسي، وتشكيل حكومة.

وبفوزه بـ73 نائباً، كان الصدر يريد تشكيل حكومة أغلبية بالتحالف مع كتل سنية وكردية، فيما أراد خصومه في الإطار التنسيقي تشكيل حكومة توافقية. لكن الصدر قرر سحب نوابه من البرلمان في حزيران/يونيو الماضي، في خطوة اعتبرت أنها تهدف إلى زيادة الضغط على خصومه السياسيين.

وبانسحاب نواب الكتلة الصدرية، بات للإطار التنسيقي العدد الأكبر من المقاعد في البرلمان العراقي. ويضم الإطار كتلاً شيعية أبرزها دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي وكتلة الفتح الممثلة لفصائل الحشد الشعبي، لكن حتى الآن لم يتمكّن الإطار أيضاً من الاتفاق على اسم مرشحهم لرئاسة الحكومة.

لكن قوى شيعية تنتقد الزعيم الصدري بانه يقول بمكافحة الفساد لكنه يتحالف مع قوى معروفة بفسادها. كما انه يتحالف مع الزعيم الكردي مسعود بارزاني على رغم استحواذه على النفط والغاز وعدم  اعترافه بقرارات المحكمة الاتحادية.

وسط هذه الأجواء السياسية، أقام مئات الآلاف من مؤيدي التيار الصدري صلاة الجمعة الموحدة في بغداد تلبيةً لدعوة أطلقها الصدر، وجّه من خلالها رسائل سياسية إلى خصومه رغم أنه لم يكن حاضراً.

وفي خطبة ألقاها بالنيابة عنه الشيخ محمود الجياشي، قال الصدر “إننا أمام مفترق طريق صعب ووعر إبان تشكيل الحكومة من قبل بعض من لا نحسن الظن بهم والذين جربناهم سابقاً ولم يفلحوا”، في إشارة إلى خصومه السياسيين من الإطار التنسيقي الشيعي.

ودعا الصدر خصومه، “إذا ما أرادوا تشكيل الحكومة” الالتزام بعشر نقاط، أبرزها متعلّقة بالحشد الشعبي .

وقال “إنهم يعدون الشعب بأن تكون حكومتهم المقبلة ليست كسابقاتها فأٌقول إن أول خطوات التوبة هو محاسبة فاسديهم علناً”.

واعتبر الصدر أنه “لا يمكن تشكيل حكومة عراقية قوية مع وجود سلاح منفلت وميلشيات منفلتة لذا عليهم أجمع التحلي بالشجاعة وإعلان حل جميع الفصائل”، وفق تعبيره.

وأقيمت الصلاة في شارع الفلاح في مدينة الصدر، الحيّ الذي سمّي تيمناً بمحمد الصدر والد مقتدى الذي اغتيل في العام 1999 على يد نظام صدّام حسين.

ونظّم الحدث الجمعة وسط اجراءات أمنية مشدّدة، إذ أقيمت أكثر من نقطة للتفتيش والتحقق من الأوراق الثبوتية من قبل عناصر في التيار الصدري.

وجاء سجّاد (28 عاماً) من مدينة الصدر للمشاركة في هذه الصلاة. وقال فيما جلس على سجادة صلاة “نريد أن نثبت للعالم أن مقتدى الصدر لديه جمهور ولديه أشخاصاً يطيعونه”.

من حوله، تجمّع الحضور تحت شمس حارقة استعداداً لبدء الصلاة. وحمل المشاركون صوراً لمقتدى الصدر ووالده محمد الصدر، كما رفعوا الأعلام العراقية، فيما ردّد بعض منهم شعارات تأييد للصدر قائلين “نعم نعم للسيد القائد”.

وحضر المشاركون وفي أيديهم سجادات الصلاة، بينما لفّ البعض أجسادهم بكفن أبيض تمثّلا بما قام به محمد الصدر، ويحمل رمزية الاستعداد للتضحية من أجل قضيتهم. وضعت منصة وسط شارع واسع، فيما أدّى رجال دين الصلاة بمحيطها وخلفهم عدد من المصلين.

وحضر الشيخ كاظم حافظ محمد الطائي من محافظة بابل في وسط العراق للمشاركة في الصلاة. وقال :جئنا من محافظة بابل في وسط العراق لنحيي ذكرى هذه الصلاة الموقرة التي أٌمها السيد محمد الصدر عام 1999″.

لكن خطبة الصدر، اعتبرت ان الحشد الشعبي، ليس له فضل في تحرير الاراضي العراقية من داعش.

 

وقال الكاتب قاسم الغراوي ان الصدر اكد في احد فقرات رسالته:( لا منة للحشد الشعبي بتحرير الأراضي من تنظيم داعش ولولا أهاليها لما تحررت) نعتقد ان هذا اجحاف بحق الحشد الشعبي وتقليل من دور القوات الامنية البطلة والحشد الشعبي الذي قدم التضحيات حينما استجاب لفتوى الجهاد الكفائي وكان صورة وطنية مشرقة وهم من تقدم الصفوف للتضحيات في وقت كان الغالبية تمر بخوف وسبات واعطى الجراة للاهالي بالتعاون والمشاركة في عمليات التحرير.

وفي حين ابدت جماهير وقوى شيعية انتقادا لخطبة الصدر، فان زعماء سنة مثل خميس الخنجر واحمد ابو ريشة، ابدوا الترحيب بموقف الصدر من الحشد الشعبي.

وفي التواصل الاجتماعي انطلقت حملة واسعة داعمة للحشد بعد خطاب الصدر، الذي شكر فيه اهالي المناطق المحررة وطالب بابعاد الحشد منها.

 


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author