المسلة

المسلة الحدث كما حدث

الجفاف يدفع رعاة الماشية في العراق الى هجرة مناطقهم نحو بناء العشوائيات حول المدن

الجفاف يدفع رعاة الماشية في العراق الى هجرة مناطقهم نحو بناء العشوائيات حول المدن

5 فبراير، 2023

بغداد/المسلة: قرر الراعي سالم محمد بيع الماشية التي يملكها ويغادر قريته على غرار كثيرين من رعاة الماشية في اهوار العراق، ويتخلى عن حياة الرعي بعدما رأى الجفاف يهلك قطيعه.

لم يعد هذا الراعي قادرا على تحمل رؤية حيواناته تهلك، حيث نفقت اغلب الماشية وخاصة الجاموس.

واثر هذا الجفاف التاريخي على المسطحات الخضراء التي كانت مراعي طبيعية لتلك الحيوانات في قضاء الجبايش إضافة الى الحمار والكرمة، لذلك عمد البعض للهجرة الى محافظات أخرى منها البصرة وبابل وغيرها بحثاً عن المياه.

وفي الغالب، يتجه الرعاة الى المدن الكبيرة، فينون حولها مساكن الصفيح، بجانب الانهر، فيم  أطفالهم يضطرون الى التأقلم مع الحياة الجديدة فيعملون في جمع القمامة او التسول، داخل مراكز المدن.

واشرت بيانات دائرة زراعة ذي قار، هلاك من 600 الى 750 جاموساً نتيجة انحسار المياه في مناطق الأهوار وتحويل مساحات كبيرة منها الى مناطق وحلة قاتلة.

اما المواطن حامد فالح انتظر طويلا لكنه اضطر لقبول الواقع فقد رأى أنه ليس هناك أي مؤشر إلى تحسن والجفاف سيستمر ويتفاقم لذلك قرر بيع الماشية قبل فوات الأوان.

وتحدث فالح انه يحاول فتح مشروع صغير من امول بيع الماشية عبر بيع الفحم أو الحطب أو البخور.

وقال إنه قرار صعب جدا.. الانتقال من حياة الراعي إلى أسلوب حياة جديد لا أعرفه (…) لكن ليس لدي خيار آخر.

أما صديقه عباس (29 عاما) فهو ليس مستعدا بعد لاتخاذ الخطوة، رغم انه خسر اغلب قطيعه، يحرص على الاهتمام بعشرات الماشية التي بقيت.

وتتذكر سمية حازم وتقول: كنت سعيدة جدا في حياتي من قبل وكان لديّ أولادي، حيوانات تعطي الحليب واللحوم، كنا نتنقل بحرية من مكان إلى آخر.

ويقول مدير دائرة زراعة المحافظة صالح هادي الطائي، إن شح المياه وقلة الاطلاقات المائية وجفاف مناطق الأهوار أثرت بشكل سلبي على مربي الجاموس والحيوانات المستوطنة في هذه المناطق، وكذلك على الثروة السمكية.

كما اشتكى وليد موهان، أحد مربي الجواميس من الجفاف الحاصل، مؤكدا أن حيواناته تواجه خطر الموت.

وأضاف: الثروة الحيوانية مصدر دخلنا على وشك الموت، وبسبب الظروف التي نواجهها فقد كل مزارع ما لا يقل عن 10 إلى 12 جاموسا، بدأ السكان المحليون بمغادرة هذه الأماكن بسبب صعوبة الحياة.

وتشير احصائيات غير رسمية الى ان الساكنين في الجبايش يبلغ عددهم 150 الفاً.

وكانت تلك الاهوار قد جذبت الكثير من السياح الأجانب اليها، الا ان ذلك يبدو ليس كافياً لتحصل الجبايش على المزيد من الاهتمام الحكومي.

وفي يوم 17 تموز من عام 2016، وافق اليونسكو على وضع الأهوار ضمن لائحة التراث العالمي كمحمية طبيعية دولية بالإضافة إلى المدن الأثرية القديمة الموجودة بالقرب منها مثل أور وإريدو والوركاء.


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.