المسلة

المسلة الحدث كما حدث

نخب متنفذة ورجال أعمال محميون يديرون صفقات تهريب الأدوية في العراق

نخب متنفذة ورجال أعمال محميون يديرون صفقات تهريب الأدوية في العراق

6 فبراير، 2023

بغداد/المسلة: اعترف رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، بانعدام الرقابة والاستيراد العشوائي للأدوية، رغم انفاق مليارات الدنانير سنوياً.

وقال السوداني، إن العراق ينفق 3 مليارات دولار سنويًا على الأدوية، وأغلبها لا تخضع للفحص، فيما لا ينتج العراق سوى 10% منها.

ومنذ فترة طويلة، وتضخ الى العراق ادوية مستوردة من مختلف المناشىء غير خاضعة للفحص والرقابة.

والادوية الخاضعة للرقابة تشكل خطرا كبيرا على صحة المواطن، وفي بعض الاحيان تكون منتهية الصلاحية، او تكون قد وضعت لفترة طويلة في اماكن خزن غير ملائمة.

ومنتصف العام الماضي، بين تقرير لمركز تشاتام هاوس الطبي البريطاني ان عمليات تهريب الادوية المقلدة وغير المطابقة للمواصفات الاصلية للمنتوجات تمر عبر نقاط التهريب غير الرسمية التي تسيطر عليها المافيات غير الحكومية في العراق.

وذكر التقرير ان حصة واردات الأدوية التي تمر عبرها تنافس الواردات التي تمر عبر المعابر الحدودية الرسمية.

وفي ابرز ظاهرة فساد واحتكار في القطاع الصحي، فان اطباء يستخدمون أنظمة ترميز مكتوبة بخط اليد عند وصف الأدوية، وهي نصوص غير مقروءة للجميع باستثناء الصيادلة الذين يشترك معهم الطبيب الذي يصف الدواء.

و عملية نقل الادوية الى جميع انحاء العراق ترتبط بين مجموعة متنوعة من النخب المتنفذة و رجال الأعمال المحميون.

وبين التقرير ان معظم مواصفات الادوية الداخلة الى العراق لا تتطابق مع مواصفات المنشأ والكيانات الاعتبارية للشركات المصنعة الاصلية فيما يقوم ممثلو الشركات بإدخال المنتجات إلى العراق عبر الكمارك الرسمية والنقاط الحدودية ومن اجل تجنب ضرائب الاستيراد يقومون بدفع رشاوى لمسؤولي الجمارك.

وبين حين وآخر تعلن الحكومة إحباط عمليات تهريب الأدوية من خارج الحدود، فيما تبدو الأدوية التي تُضبَط، أقل بكثير من التي تتسرّب إلى داخل البلاد.

وتعزو نقابة الصيادلة في العراق سبب دخول الأدوية الفاسدة إلى العراق بطريقة التهريب لعجز الجهات المعنية عن ضبط الحدود.

و الأدوية تدخل من منافذ رسمية لكن من دون علم وزارة الصحة، ويجري إخفاءها بطرق احتيال واسعة.

وتقول معلومات ان احد اسباب استقالة وزير الصحة السابق، علاء العلوان، هو حديثه عن كمية هائلة من الادوية الفاسدة،المتداولة في العراق والتي تقوم باستيرادها شبكة من المتنفذين الفاسدين.

ويعتبر المتابع للشأن العراقي كروان غزني ان  قطاع الادوية هو اخطر قطاع في العراق بعد قطاع النفط و يواجه اكبر  عمليات تهريب و هدر معتبرات ان اولئك الذين يوصلون الادوية المهربة لاطفالنا بدون ضمير، هم اخطر من مافيات المخدرات.

 

اعداد سجاد الخفاجي


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.