المسلة

المسلة الحدث كما حدث

مؤيدون ومعارضون لـ الوطنية الشيعية: جدل يكشف الاختلاف حول الوصف والأهداف

مؤيدون ومعارضون لـ الوطنية الشيعية: جدل يكشف الاختلاف حول الوصف والأهداف

7 فبراير، 2023

بغداد/المسلة: طرح رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم، مشروعا جديدا أسماه الوطنية الشيعية، لتنقسم الاراء حول الوصف والمقصد بين من يرى فيه اشكاليات جوهرية تتعارض مع التشيع، فيما اعتبرت اراء أخرى ان المشروع يهدف الى التصدي للتقاطع بين الانتماء للوطن والالتزام بعقده الاجتماعي وقوانينه، وبين الانتماء العقائدي.

ورأى الحكيم أن بقاء الواقع الشيعي من دون مشروع متوازن بين الأصالة المبدئية والمرونة الواقعية، سيؤدي إلى انحرافات خطيرة تفضي الى انقسامات حادة في الواقع الشيعي بسبب انضواء مساحات كبيرة من الجمهور الشيعي تحت لافتات الأصالة والشعارات المبدئية، وانضواء أجزاء أخرى تحت لافتات الحداثة غير الملتزمة التي تطالب بتغييرات جذرية في مبادئ الإسلام العقيدية والتشريعية والقيمية.

ولخص القيادي في التيار، بليغ أبو گلل نظرية الوطنية الشيعية التي طرحها الحكيم بالقول ان الانتماء العقيدي للشيعة في العالم لا يتقاطع أبدًا مع الانتماء للوطن والالتزام بعقده الاجتماعي وقوانينه، وأن لكل شيعة في بلد ما رؤيتهم السياسية الخاصة بهم وثقافتهم الاجتماعية والفردية.

و قال الكاتب إياد الإمارة في تشكيك للاسباب الموجبة لمشروع الوطنية الشيعية،  ان شيعة العراق لم يشكلوا في أي يوم من الأيام تهديداً على بلدهم في أي مرحلة من المراحل، سواء في فترة الاحتلال البريطاني أو الفترات اللاحقة وإلى يومنا هذا.

وتساءل الامارة: ألم يحفظ شيعة العراق مع بقية المكونات العراقية الأخرى هذا البلد أمام هجمة داعش الإرهابية؟ هل كان تهديد داعش الإرهابية التكفيرية ضد المناطق الشيعية أو الشيعة فقط؟.

وأوضح رئيس مركز أفق للدراسات الإستراتيجية جمعة العطواني ان المشروع يحمل في طياته مجموعة إشكاليات جوهرية تتعارض مع ثوابت الإسلام والتشيع على وجه الخصوص.

وبين العطواني انه نحتاج الى التفكيك بين ما هو اجتماعي وسياسي، وان من الضروري ان يندمج اتباع اهل البيت مع المجتمعات الأخرى التي يعيشون معها، مع الاحتفاظ بخصوصيتهم الدينية والمذهبية، لكن ليس بالضرورة او الصحيح ان يندمج اتباع اهل البيت مع القوانين الحاكمة في تلك البلدان والالتزام بها، وبخاصة اذا كانت تتعارض مع قيم الإسلام، وثوابت الشريعة.

وأضاف ان الالتزام بقوانين الأنظمة الحاكمة (الظالمة) من قبل اتباع اهل البيت تتعارض مع التشيع بكل الأحوال، وعند الالتزام بها يعني بالضرورة اننا تركنا الانتماء الى اهل البيت والتزامنا بالانتماء السياسي، وهذا لا يمت للتشيع وسيرة اهل البيت بأية صلة.

الكاتب علي قاسم السفير، يرصد ابعاد انتخابية وسياسية وراء المشروع فيقول ان عمار الحكيم قبل كل إنتخابات بسنتين يطلق مشروعا جديدا مستنسخا من الصدر، لعله ينجح بزيادة مقاعده، وللأسف مقاعده تتناقص بكل إنتخابات وصولا للمقعدين، وقد  اطلق مشروع بعنوان”الوطنية الشيعية”، ربما يقصد مضادا للتبعية، ولا نعلم هل سيحافظ على المقعدين بالإنتخابات القادمة عبر هذا المشروع؟.

ويرى الباحث عدنان ابوزيد، ان اسم المشروع مثير للحساسية العقائدية والسياسية، خصوصا للجهات المتحالفة مع ايران، وقد ينظر اليه على انه مشروع تصدي للولاءات العقائدية العابرة للحدود، والتي لا يختص بها الشيعة فقط بل كل العقائد الدينية والايديولوجيات السياسية فهي لاتعرف وطنا معينا، وامة معينة، فقد تولد في بلد ويتبناها ويتوسع بها شعب آخر، معتبرا انه لو تسمى المشروع باسم التعايشية الشيعية لكن اجدى ، من وجهة نظره.

ويتابع: لا اعتقد ان الحكيم يطرح الامر طائفيا، لكنه يقصد عدم تبعية شيعة بلد لشيعة بلد آخر، وارى ان هذا لا يتلائم مع سياسات ايران بخصوص التشيع.

ويقول الباحث السياسي نظير الكندوري أن رئيس تيار الحكم عمار الحكيم يطرح خطة لبلورة (مشروع شيعي عام) متاحا لجميع أتباع أهل البيت للمشاركة فيه وإنضاجه تحت عنوان (الوطنية الشيعية)، معتبرا انه اضافة النكهة الوطنية على الطائفية لن يفيد في شيء.

الباحث فاروق الظفيري ينتقد ذكر الصفة الدينية الطائفية للاحزاب، فيقول ان “مشروع الوطنية الشيعية !! لماذا يسمحون لأنفسهم بذكر الصفة الدينية الطائفية لأحزابهم!!! أما السنة فيتوجب علينا ذكر صفة الوطن والوطنية فحسب والا فنحن طائفيون وهم وطنيون” !!!.

ويقرأ الكاتب احمد العبادي، مبادرة الوطنية الشيعية بأنها اعتراف بأزمة “الوطنية” لشيعة السلطة وليس للشيعة والتشيع كمذهب تعبدي يشكل أبناءه النسيج الوطني الأصيل للعراق. – المحافظة على”المشروع الشيعي” مع مراعاة الخصوصية الوطنية. نقول ان إستعادة الهوية الوطنية يحتاج لركن الهويات المجهرية وليس لمحاولات خجولة.

لكن مدير المكتب الخاص للحكيم، صفاء الكناني يرى ان الوطنيةُ الشيعيةُ، ليست مشروعاً طارئًا أو انحرافاً عن مسارِنا الوطنيِّ العراقيِّ وهي في مسار  وطن يحفظ  حقوق المكون الاجتماعي الأكبر وحقوق المكونات الأخرى الكريمة.

 


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.