بغداد/المسلة: تثار الانتقادات للبيانات الصادرة من الجهات المكافحة للفساد بالعراق بانها تخلو من ذكر اسماء الفاسدين والمتورطين في نهب المال العام، ما يجعلها غامضة وليست مثار اهتمام العراقيين الذي ينتظرون كشف ملفات الفساد وفضح المتورطين، أمام الملأ كي يكونوا عبرة.
ودأبت هيئة النزاهة على نشر البيانات التي تفيد بتورط وزراء ونواب ومدراء ومسؤولين بملفات فساد كبيرة، الا ان هذه التقارير لم تحدد اسم المتورط، مستخدمة تعابير سائبة، مثل وزير اسبق، مدير عام سابق، محافظ سابق، وهكذا.
ومن ذلك ان بيانات تفيد بصدور اوامر استقدام لأعضاء في مجلس النواب للدورة الحالية والدورات السابقة بتهمة الرشوة، لكن دون ذكر اسماء المتورطين.
واذا كانت المؤسسات الرسمية، ترجع ذلك الى مسوغات قانونية، فان المواطن العراقي، لا يتفهم ذلك، معتبرا ان مثل هذه الاجراءات بمثابة تساهل مع الفاسدين.
وقالت النائبة الكردية سروة عبد الواحد عبر تويتر، انه يفترض بهيئة النزاهة حين تنشر خبرا عن فساد ما تسمية الفاسدين بأسمائهم، ولو كان غير دقيق فلا داعي لذكر الصفة دون الاسم، مضيفة: النائب الذي أخذ الرشوة يُفترض الإفصاح عن اسمه، وإلا فإن كل أعضاء البرلمان عليهم علامة استفهام الآن.
وذكر أسماء الفاسدين، يكتسب اهمية كبيرة للمواطن الذي يريد ان تكون هناك قوائم سوداء لهم كي يمتنع الناس عن التعامل معهم .
علامات الاستفهام أيضا وضعت على تغريدة النائب مصطفى جبار سند، الذي كشف فيها عن ملف يخص سرقة في الأمانات الگمرگية في موانئ ام قصر، وقال ان الملف تحت قبضة الأجهزة الرقابية والقضاء، لكنه لم يحدد اسم الشخص المتورط في هذا الملف.
واعتبر المتابع للشأن العراقي سبهان الحسين، ان اغلب هذه الإخبار تستخدم للتسقيط السياسي والا ماذا يعني الاستقدام، فهو يعني استفهاما وقد يكون مذنبا او يكون بريئا، مضيفا: يفترض بالهيئة ان تعطي أسماء من تم الحكم عليهم فقط.
وتساءل الناشط سيفان برواري عبر تويتر: لماذا لا تقوم هيئة النزاهة باستكمال الإجراءات القانونية بحق الفاسدين او من تسجل عليه علامات فساد، لماذا لا تذكر الأسماء.
ويرى الإعلامي عمر الجنابي، ، ان هيئة النزاهة بحاجة إلى نزاهة تذكر أسماء الفاسدين الذين تصدر مذكرات قبض، مشيرا الى انه من غير المعقول تضليل الرأي العام وعدم ذكر أسم مجرم متورط بسرقة المال العام.
وعلق الصحفي جراح عبر تويتر بالقول، اين النزاهة والشفافية في الكشف عن ملف فساد دون بدون ذكر أسماء المتورطين، هذا يعتبر فساد ايضا.
وحسب مؤشر مُدرَكات الفساد (CPI) لعام 2022، فان العراق احتل المرتبة السابعة ضمن قائمة دول العربية الأكثر فسادا، وبالمرتبة 157 من أصل 180 دولة.
ولم تصدر إحصائية رسمية لعدد المتهمين بالفساد خلال سنة 2022، الا ان تقرير هيئة النزاهة لسنة 2021، افاد بتورط 11 ألفاً و605 مسؤول بينهم 54 وزيرا بالفساد.
ونشْر اسماء الفاسدين يحقق ثقة المواطن باجهزة مكافحة الفساد، اما عدم الجرأة في ذلك بسبب سياقات قانونية معينة فانه يشجع الفاسدين على الاستمرار في نهب المال العام.
اعداد محمد الخفاجي
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author
لانهم جميعا من اتباع النظام القائم على الرشوه والفساد
منهم وبيهم ….فكيف يشهر بالاتباع والمربدين