بغداد/المسلة: أعلنت وزارة الموارد المائية العراقية عن إيعاز رئيس الحكومة محمد شياع السوداني بالتحرك لتفعيل ملف التفاوض مع تركيا وإيران وسوريا حيال حصص العراق المائية من نهري دجلة والفرات، بعد تراجع غير مسبوق في مستوى مناسيب نهري دجلة والفرات، وبدت المحافظات الجنوبية الأكثر تضرراً منها.
ولليوم الثالث على التوالي، تتواصل أزمة انحسار المياه في نهري دجلة والفرات في العراق، رغم لجوء بغداد إلى خزين المياه الاستراتيجي وفتح مياه البحيرات لمد الأنهر، لكن ذلك لم يؤد إلى تحسن واضح، وتوقف عدد من محطات ضخ مياه الشرب جنوبي العراق منذ أمس الإثنين.
المتحدث باسم وزارة الموارد المائية، خالد شمال، قال إن “موضوع أزمة المياه متشابك، والجزء الأكبر ضمن المباحثات الخارجية”، مبيناً أن “وزير الموارد المالية عون ذياب أوصل هذه الصورة لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني والذي أوعز باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتفعيل ملفات التفاوض مع تركيا وإيران وسورية”، في إشارة إلى النظام السوري الذي يسيطر على سدين من سدود الفرات الرئيسة داخل سورية هما الطبقة وتشرين، قبل توجه نهر الفرات إلى داخل الأراضي العراقية من جهة الانبار غربي البلاد.
وأضاف المتحدث العراقي أن “الوزارة بدأت أمس بدفع إطلاقات مائية من سدود دوكان ودربندخان والموصل باتجاه نهر دجلة لرفع منسوب النهر”.
وأكد أن “ملف التفاوض على المياه سيادي ومرتبط بالسلطة العليا للدولة”، لافتاً إلى أنه “من الخطأ التصور أن وزارة الموارد المائية هي الجهة الأساسية المعنية بإدارة هذا الملف، إلا أن وزارة المالية تدير الجانب الفني من هذا الملف”.
وتداول ناشطون ووسائل إعلام عراقية صوراً اعتبرت بأنها غير مسبوقة تظهر مستوى نهري دجلة والفرات في الجنوب العراقي، وإمكانية السير من قبل المواطنين وسط مجرى النهر.
وسط تضاعف القلق من الأوضاع في البصرة، التي قد يتسبب فيها الجفاف بعودة اللسان الملحي إلى شط العرب قادماً من مياه الخليج العربي، وهي ظاهرة تتكرر كلما تراجعت مستويات المياه في شط العرب نتيجة تراجع إمداداته من نهري دجلة والفرات.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أكدت وزارة الموارد المائية العراقية أن العراق لديه فراغ خزني من المياه يقدر بنحو 80 مليار متر مكعب.
وقالت في إيجاز صحافي أن مشكلة العراق في الإيرادات وهي مرتبطة بسياسات الدول ومعدلات التساقط المطري والاحتباس الحراري ومدى قدرتنا على التعامل مع المياه في الجانب الزراعي، أما السدود فلسنا بحاجة إلى بنائها”.
وأضافت أن “الخزين المائي بات على المحك، لذا قمنا بدفع مياه لغرض الري، والكميات الموجودة كافية لتأمين مياه الشرب، وفي حال عدم الحاجة إلى الري نوقف الإطلاقات المائية”، مضيفة أن “خزين العراق المائي كان يبلغ 50 مليار متر مكعب، والآن وصل إلى 8 مليارات متر مكعب فقط”، موضحة أن “ما يردنا من تركيا وسورية وإيران أقل من 70% مما كان العراق يتلقاه سابقاً”.
وتابعت الوزارة في إيجاز قدمه المتحدث باسمها للصحافيين ببغداد أن “البلد يعتمد على الإيرادات التي تأتي من دول الجوار، فالعراق دولة مصب وإيراداته يعتمد فيها بنسبة 70% مما يأتي من خارج العراق”، مشيراً إلى أن “الخزين في عام 2019 وصل إلى 59 مليار متر مكعب وهو رقم عالٍ، لكن لم يتم الحفاظ عليه واستغلاله بالشكل الأمثل”.
ويملك العراق 19 سداً، معظمها مشيّد على نهري دجلة والفرات وروافدهما في عموم أنحاء البلاد، ويعتمد في المياه بشكل رئيسي على نهري دجلة والفرات وروافدهما والتي تنبع جميعها من تركيا وإيران، ويلتقي النهران قرب مدينة البصرة (جنوبي العراق) ليشكلا شط العرب.
وكان العراق قد قلّص مساحة الأراضي المشمولة بالخطة الزراعية الموسمية إلى النصف، خلال العام الماضي، فيما استُبعدت محافظات معينة من الخطة بشكل كامل، بسبب موجة شح في المياه غير مسبوقة تعانيها البلاد، منذ عدة سنوات، نتيجة قطع إيران روافد نهر دجلة، وتقليل تركيا لحصة المياه المتجه إلى العراق، فيما لوحت الحكومات العراقية السابقة لمرات عدّة باللجوء إلى المؤسسات الدولية للحصول على المياه من إيران، وفقاً لاتفاقيات تقاسم المياه، إلا أنها “الحكومة” لم تخط أي خطوة نحو تدويل الملف على الرغم من رفض إيران أي حلول يطرحها العراق.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
كيهان تكشف عن التحالف الذي أسقط الأسد: تكفيريون من تركيا بدعم أمريكي
واشنطن والدوحة تتواصلان مع هيئة تحرير الشام والجماعات المسلحة في سوريا
سقوط الأسد كشف عن أطماع إسرائيل ونتنياهو: الجولان لنا إلى الأبد