بغداد/المسلة:
خالد الدبوني
رغم كل مصائب الحكومات المتعاقبة ومنظومة سلطة الفساد و الفشل المتتالية الا ان الحملة الاخيرة ضد (شلة) التواصل الاجتماعي ذات المحتوى السيء يجب ان يشار لها بالايجاب والتشجيع.
هؤلاء الشباب المنفلتين وبنات الليل الممارسات لاقدم مهنة عرفتها المرأة ينفذون مشروع اخطر من مشروع السلطة الفاشلة الفاسدة بكثير..
فالمال المهدور ممكن تعويضه واسترداد المسروق منه بواسطة الحكم الرشيد والفشل الاداري ممكن تقويمه الا ان اإفساد اجيال المراهقين وتكريس مفاهيم غريبة و دخيلة على مجتمعنا هو الذي لا يمكن تغييره او ابعاده عن المجتمع العراقي اذا ما استشرى لا سامح الله واصبح من الامور الطبيعية في ثقافة الشعب.
تشويه العلاقات الاسرية ،الاستهزاء بالوالدين ،تدمير النسيج الاجتماعي ،الترويج للمّثلية واخيرا وايس آخرا التباهي المستفز لبنات الليل بعلاقتهّن المشبوهه مع المسؤليين والمتنفذين في الدولة وميليشيات ال لا دولة هو مشروع خطر الغاية منه غسل دماغ الجيل الجديد من الشابات والشباب وزرع الشعور السلبي و التفاهة و الدونية امام الاخرين.
غاية المشروع هو تشتيت فكر وثقافة الجيل الحالي والأجيال القادمة و ازالة المتبقي من مكارم الاخلاق التي تربى عليها مجتمعنا منذ القدم.
ولان المثل يقول من أمن العقاب اساء الادب فهؤلاء (الساقطين) أوغلوا في سلوكهم العاهر بصلافة و منحوا انفسهم مسميات وعناوين لا ينتمون لها مثل (اعلامية ، او عارضة ازياء ) وهي بعيدة عن مهنتهم تماما دون ان تمنعهم اي جهة رقابية او أمنية طيلة الحقبة الماضية حتى وصل الامر الى تباهي احداهّن بشراء الرجل بعدة آللاف من الدنانير ! وتفاخر الاخ بجسد اخته وحلاوة رقصها !
والاخريات يرتدين ملابس الجيش العراقي ويستهزئون بالقوات المسلحة و برتب ضباط الجيش ! بل وفي بطولة الخليج العربي وفي ازمة دخول المشجعين نشرت تلك الفتيات صور دخولهم للملعب متباهين ( بواسطاتهم ) بطريقة مستفزة للآلاف المؤلفة الذين طردوا من الملعب رغم امتلاكهم لتذاكر المباراة ولذلك كان لا بد ان تضع الدولة حدا لهذه الظاهرة المعيبة والغريبة عن مجتمعنا العراقي والتي اعطت انطباع سيء امام الضيوف.
هنا يجب ان نفصل بين هذه المحتويات البذيئة والمنافية للاخلاق الاجتماعية والتقاليد الدينية وبين المحتويات التي تنشر الضحك البريء الغير موجه لاغراض اخرى او النقد السياسي الهادف والمصحوب بالأدب الملائم للذوق العام . وعلى احزاب السلطة ان لا تستغل هذه الحملة لتقييد حريات المنتقدين لها ولا تستخدم الحملة لتصفية المعارضين ولا لاسقاط السياسيين المنافسين لهم لاسيما ونحن مقبلون على موسم انتخابي قريب وبالتالي على الحكومة ان تراعي في هذا الجانب الفرق بين اصحاب المحتوى السيء المغرض وبين المحتوى الناقد الهادف للاصلاح باسلوب حضاري راقي.
ان تأتي متأخر ا افضل من ان لا تاتي وبالتالي الحملة الوطنية الحالية يجب ان يدعمها ويشد عليها المجتمع وخصوصا النخب بشكل مباشر و واضح بعيدا عن المزايدات السياسية والحزبية.
ولا مبرر لمن يربط بين الفساد والفشل السياسي المهيمن على البلد وبين ظاهرة محتوى الدعارة والمجون.
ردع هذه الشلة وفق القوانين السارية هي خطوة ايجابية في الطريق الصحيح وربما نستطيع من خلالها تنظيف مجتمع التواصل الاجتماعي من فقاعات التفاهة والعهر الذي اخذ ينتشر كالسرطان في جسد المجتمع العراقي.
تحية للقضاء و لوزارة الداخلية ونتمنى ان تثبت على موقفها ولا ترضخ للمتنفذين المتضرّرين من هذه الحملة الشريفة من اجل الوطن والقيم الاصيلة للشعب العراقي.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
فراغ استراتيجي في قلب الشرق الأوسط يؤثر على العراق
أنبوب الغاز التغير السياسي في سوريا
مستقبل الاقتصاد السوري