بغداد/المسلة:
سامي التميمي
العلاقات بين أمريكا وأيران يسودها الكثير من التوتر والغموض والعداء المعلن . بينما يراها بعض المحللون والباحثون في مجالات عديدة بأنها مثيرة للجدل والتساؤلات.
عدائية في الأعلام وسلمية ومرنة تحت الطاولة.
ففي عام 1944 بدأت العلاقات الرسمية والدبلوماسية وأتسمت بكثير من الود والتعاون في مجالات عدة . فمنذ عام 1941 ساعدت شاه أيران ودعمته وثبتته وجعلته بمايوصف شرطي الخليج، ورجل أمريكا القوي والمحافظ على مصالحها في المنطقة.
في عام 1979 وعند قيام ثورة الأمام الخميني قدس . وأستلام السلطة ، تغيرت وأنقلبت كل الموازين أذا أعتبر الأمام الخميني قدس، بأن أمريكا هي الشيطان الأكبر ، ورفع شعار الموت لأمريكا، وأن أسرائيل هي العدو الحقيقي للمسلمين والعرب ودعمه لكل الحركات التحررية في العالم والمناهضة للأستعمار والأمبريالية والصهيونية، ومنها الفصائل الفلسطينية وحزب الله في لبنان وسوريا ، وفي نوفمبر من العام نفسه أحتجزت أيران 52 من موظفي السفارة الأميركية وأعتبرتهم رهائن لوجود الكثير من الشبهات والمسائل القانونية والأمنية عليهم.
وكانت مطالب أيران بأعادة الشاه لمحاكمته .
فرض الرئيس الأمريكي ( جمي كارتر ) وتم قطع العلاقات عام 1980، وضلت العلاقات متوترة ، حتى أنكشاف صفقة السلاح (أيران كيت) عام 1985 . والتي لعبت أمريكا وأسرائيل دوراً مشبوهاً لأستمرار الحرب بين العراق وأيران.
في عام 2001 ساد الهدوء العلاقات وذلك لأنشغال أمريكا في حرب افغانستان، رغم أن أمريكا حاولت جاهده لأيجاد ثغرات في حدود أفغانستان وأيران ولكن يبدو الأمر صعب للغاية، وبالمقابل أيران عززت من قدرتها القتالية والأستخبارية في تلك المناطق.
في عام 2002 أدرج جورج بوش أيران والعراق وكوريا الشمالية بمحور الشر وحرض كل الدول للمحاصرة والمتابعة الأمنية والأستخبارية والأقتصادية.
في عام 2006 ظهر بما يسمى البرنامج النووي ويجب على أمريكا والعالم بنزع ذلك السلاح وحتى تم التوصل الى أتفاق في العام 2016 في فيينا يضمن لأيران الدعم وفتح الحصار مقابل تخليها عن أنتاج الأسلحة النووية .
في عام 2018 تم ألغاء الأتفاقية من قبل أمريكا. وبذلك قدتحررت أيران من تلك البنود وأعتبرتها نصراً في التوقيع والألغاء . وعاودت لمزاولة نشاطها وبوتيرة متصاعدة حتى أقلق أمريكا وأسرائيل ودول الغرب.
وعاود جون بايدن مرة يهدد ومرة يدعو لأحياء الأتفاقية.
يبدو مماذكرناه أعلاه بأن أمريكا وأسرائيل والغرب عموماً ، وقلقين جداً من أمتلاك العرب والمسلمين وبعض الدول التي وضعوها في حساباتهم ، من ذلك الامر ويعدوه حكراً لهم.
هناك محاولات كثيرة ومسعى محموم للوصول الى ثغرات يمكن زعزعة الوضع في أيران ، ومن جميع الأتجاهات ، ولكن يبدو الوضع صعباً للغاية ، فقرروا المناورة واللعب في مجال آخر ، وكان أخرها هو توقيع أتفاقيات الربط الكهربائي بين مجلس التعاون الخليجي والعراق ، والتعاون بين مصر والأردن والعراق . لمحاولة سحب العراق تدريجيا ً الى مايسمى ( بالحضن العربي ) وأبعاد سطوة أيران في العراق . في محاولة ظاهرها جميل وباطنها لايبشر بخير ، وهو عزل أيران وأضعافها وتشويه سمعتها في العراق وسوريا ولبنان وفلسطين ، مع المحاولة في اللعب من داخل أيران أيضاً عن طريق المؤامرات والثورات وماشابة ذلك.
والتعويل على الحدود العراقية الأيرانية التي تبدو سهلة وممكن أيجاد ثغرات كبيرة فيها . للأنقضاض في أي فرصة سانحة.
وهذا الأمر خطير وعلينا تفهمه وتحصين مواقعنا السياسية والأستخبارية والأقتصادية ورص الصفوف لأن هشاشة الوضع السياسي في العراق قد تلعب دوراً في تخريب المنطقة برمتها، وسقوط آخر القلاع الحصينة وهي أيران ، وهذا ماتلعب عليه أمريكا وأسرائيل وبعض الدوائر الإستخباراتية الغربية . وقديعينهم في هذا بعض الحكام العرب من حيث يعلم أو لايعلم ، ولكن لايعرفون بأن النار ستحرق الجميع وتطيح بكل الأنظمة العربية والإسلامية.
علينا عدم الوثوق بالأجنبي مهما كان والأعتماد على قدرات شعبنا ، بعد أن نوفر له الخدمات والأمن والأمان والرفاهية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
الصحة: لا وجود لمتحور جديد لفايروس كورونا في العراق
ريال مدريد يتخطى إشبيلية ويقفز لوصافة الليجا
العراق وهولندا يؤكدان عدم إفساح المجال للإرهاب لاستغلال الأحداث بسوريا