المسلة

المسلة الحدث كما حدث

بلاسخارت: لا يمكننا الدفاع عن نظام ما بعد 2003 إذا ترك كما هو.. وحكومة السوداني تحتاج الوقت للاصلاح

بلاسخارت: لا يمكننا الدفاع عن نظام ما بعد 2003 إذا ترك كما هو.. وحكومة السوداني تحتاج الوقت للاصلاح

15 مارس، 2023

بغداد/المسلة: حذّرت الأمم المتحدة من المشاكل السياسية في العراق متوقعة أن الوضع سيقود لتفجر احتجاجات جديدة، فيما رفض السوداني جرّ بلاده الى صراعات بين دول الجوار ومعارضيها.

وقالت بلاسخارت في كلمة انها كانت قد حذرت عام 2019 من أن الغضب الشديد يغلي بسهولة، وأن الفشل في التصرف سيؤدي حتما إلى حلقة جديدة من العنف وهو امر ادى فعلا الى المظاهرات الجماهيرية في أكتوبر من ذلك العام حين نزل الكثير من العراقيين – من جميع مناحي الحياة – إلى الشوارع ، احتجاجًا على الافتقار إلى الآفاق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ومن عبث الفساد والمصالح الحزبية.

واشارت بلاسخارت في كلمة الى ان الخسائر الفادحة في الأرواح فضلاً عن الإصابات العديدة إلى جانب الافتقار إلى المساءلة واختطاف الاحتجاجات السلمية بكل أنواع ديناميكيات القوة ادت إلى التوسع السريع في أزمة ثقة ضخمة بالفعل.

واشارت الى انه بينما تم الاعتراف على نطاق واسع بأن الانتخابات المبكرة عام 2021 كانت شفافة وذات مصداقية – وهو ليس بالأمر الهين لديمقراطية فتية – لكن بعد فترة وجيزة وجد العراق نفسه في بيئة متقلبة للغاية ومشحونة سياسياً بعد الانتخابات اذ ذهبت الدعوات إلى الأحزاب لتجاوز خلافاتهم أدراج الرياح وهو وضع أدى إلى اشتباكات مسلحة في قلب العاصمة وأماكن اخرى وصولا الى انبثاق حكومة محمد شياع السوداني الجديدة.

وشددت بلاسخارت على أن التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية والبيئية والمؤسسية – إلى حد كبير – ظلت ثابتة وهو ما يعني أن العديد من التطلعات والمطالب – التي برزت في أكتوبر 2019 – لا تزال حية وهذا يعني أن حلول الإسعافات الأولية لا تعمل كما يعني أنه يجب التخلي عن التقاعس السياسي كما يعني ذلك استمرار اختبار صبر وصمود العراقيين.

وقالت “الآن فإن هذه الأحداث التي وقعت على مدار العشرين عامًا الماضية لم تؤدي فقط إلى مضاعفة نقاط الضعف الموجودة الموروثة من العقود السابقة ، ولكنها كشفت أيضًا عن نقاط ضعف جديدة. بعبارة أخرى: بينما اجتاز العراق عبر تاريخه ، بعض الأوقات المظلمة والصعبة للغاية ، فإن دوافع عدم الاستقرار في الماضي القريب للبلاد تظل إلى حد كبير على حالها – مما أدى إلى نمط من الأزمات المتكررة وتشمل هذه ، من بين أمور أخرى ، الفساد النظامي ، والحوكمة الضعيفة وسوء تقديم الخدمات ، والبطالة ، والاعتماد المفرط على النفط وكل ذلك يؤثر بدوره على المواطن العراقي العادي ، ويغذي المظالم العامة ، ويؤدي إلى تفاقم التوترات داخل المجتمعات وفيما بينها.

وبينت ان الحكومة العراقية الحالية أبدت عزمها على معالجة عدد من القضايا الملحة لذلك فأن أي حكومة تحتاج إلى وقت لإنجاز الأمور ووضع المصلحة الوطنية فوق كل شئ.

وشددت بلاسخارت على الحاجة الى ضمان العدالة والمساءلة للجميع – بغض النظر عن الانتماء أو الخلفية وعليهم أن يروا أن إنشاء بيئة مواتية و “شاملة” هو جوهر أي سياسة أو تشريع.

وحذرت من أن أسعار النفط المرتفعة لا يمكنها أن تبقي البلاد واقفة على قدميها كما ان خلق الوظائف بشكل مستدام لا يمكن تحقيقه من خلال زيادة تضخم القطاع العام .. مشددة على الحاجة الماسة الى إصلاحات اقتصادية ومالية يجب أن تتجاوز جهود مكافحة الفساد المنهجي في العراق الأفراد أو الأحداث.

وشددت المبعوثة الاممية على ان النظام الذي تم إنشاؤه بعد عام 2003 لا يمكن الدفاع عنه وإذا ترك كما هو فسوف يأتي بنتائج عكسية مرة أخرى وبالإضافة إلى ذلك ، فإن العديد من القضايا العالقة بين بغداد وأربيل تتطلب علاقات مؤسسية.

وحذرت بلاسخارت من انه اذا لم تتخذ اجراءات لمعالجة ذلك فإن العراق سوف يفشل في هذا الاختبار وبالتالي من المهم تثبيت البلد في الاستقرار الذي يحتاجه لتحمل الصدمات المستقبلية ولكي يحدث ذلك يجب أن نتعلم بشكل جماعي من التاريخ الحديث.

وختمت المبعوثة الاممية كلمتها بالتأكيد على “إننا نأمل مخلصين بالاعتماد على ثروات العراق الهائلة وتنوعه وفرصه وإمكانياته أن يتمكن الآن وبالتالي يتم تمكينه من المضي قدمًا بنجاح فبعد 20 عامًا تستحق البلاد أن ترتفع فوق دورات لا نهاية لها من عدم الاستقرار والهشاشة فالعراقيون على دراية تامة بالحياة التي وعدوا بها بعد صدام وبعد عقدين من الزمن ، فإنهم يستحقون ما هو أفضل.


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.