تداعيات غزو العراق.. الامريكيون يثقون بجيشهم اكثر من سياسييهم

19 مارس، 2023

بغداد/المسلة: متلازمة حرب العراق  أثرت على السياسة العسكرية الأميركية طيلة السنوات الماضية، وفق مجلة فورين أفيرز (Foreign Affairs) الأميركية.

وقالت المجلة إن صناع السياسة الأميركية استجابوا “للإحباطات” التي نتجت عن حرب العراق مثلما استجابوا لـ”إحباطات حرب فيتنام”، واستمروا في التدخلات العسكرية لكن مع تجنب الانتشار البري على نطاق واسع.

وأكد المقال أن “متلازمة حرب العراق” هي متلازمة حقيقية، غير أنها أكثر حدة لدى النخبة منها لدى الجمهور الذي ما يزال واثقا بالمؤسسات العسكرية الأميركية، وقادرا على فهم التوازن بين التكاليف المحتملة لأي حرب -وخاصة ما تعلق منها بالتكاليف البشرية- وبين المصالح الأمنية للبلاد وأرجحية كفة تحقيق الانتصار.

وكشف أن استطلاعات الرأي التي أجريت قبل حرب العراق وبعدها أبرزت أن استعداد الجمهور لتقبل التكلفة البشرية للحرب يعتمد بدرجة أولى على أهمية الحرب نفسها لأمن الولايات المتحدة، وارتفاع نسبة الفوز فيها.

وأوضح مقال فورين أفيرز أنه على الرغم من تراجع شعبية كل المؤسسات العامة -تقريبا- داخل الولايات المتحدة، فإن نسبة الثقة في الجيش الأميركي ما تزال مرتفعة، وقد أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة غالوب في عام 2022 أن 64% من الأميركيين لديهم “قدر كبير” من الثقة في جيش بلادهم.

وأشار مقال فورين أفيرز إلى أنه بالمقارنة مع توقعات دعاة حرب العراق، فإن النتائج التي تحققت كانت هزيلة لدرجة أن التدخل العسكري اعتبر فشلا ذريعا أعاد للأذهان ما وقع في فيتنام، خاصة مع الهزيمة الكاملة في أفغانستان.

كل ذلك جعل صناع السياسة يعتقدون منذئذ أن الجمهور الأميركي ليس لديه أي استعداد لتقبل عمليات عسكرية تجري على أراض أجنبية، إلا إذا ظهرت أهميتها للأمن الأميركي، ورجحت نتيجة الفوز.

ومتلازمة حرب العراق هي وصف أيضا للآثار الطويلة الأجل للحرب الأمريكية على العراق  وتشمل هذه الآثار النفسية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي أثرت على الشعب العراقي أيضا بشكل كبير.

ومن بين الآثار النفسية لحرب العراق هي الاكتئاب والقلق والتوتر النفسي، والتي يعاني منها العديد من الأشخاص الذين شاركوا في الحرب والذين عاشوا تحت ظروف قاسية خلال فترة الحرب وما بعدها. كما أن هذه الحرب تسببت في زيادة معدلات الانتحار والتدمير النفسي.

ومن بين الآثار الاجتماعية والاقتصادية لحرب العراق هي تدمير البنية التحتية للعراق وتدهور الأوضاع الاقتصادية والتجارية والصحية والتعليمية. وأدى ذلك إلى تفاقم البطالة والفقر والجوع وتدهور مستوى المعيشة بشكل عام. كما أن الحرب أدت إلى تفاقم الانقسامات الاجتماعية والدينية والقبلية وتصاعد الصراعات بين المجموعات المختلفة.

ومن بين الآثار السياسية لحرب العراق هي تفاقم التوتر بين العراق والدول المجاورة، وتغيير المشهد السياسي في المنطقة بشكل عام. كما أن الحرب أدت إلى تفاقم الصراعات الدينية والاجتماعية في العراق وزيادة الانتماء القبلي والعرقي على حساب الوحدة الوطنية.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.