المسلة

المسلة الحدث كما حدث

خارطة جديدة في الشرق الأوسط: بن سلمان قرر التحالف مع الدول المجاورة بدل امريكا

خارطة جديدة في الشرق الأوسط: بن سلمان قرر التحالف مع الدول المجاورة بدل امريكا

4 أبريل، 2023

بغداد/المسلة الحدث: ترى تحليلات ان ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان يعمل لإعادة تنظيم العلاقات في منطقة الشرق الأوسط من خلال التعاون مع الخصوم القدامى وترتيب خفض إنتاج منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) من النفط على غرار ما حدث الأحد وباغت الأسواق العالمية.

وأشار ولي عهد السعودية إلى أنه مستعد للاعتماد على نفسه دون مساعدة الولايات المتحدة لتحقيق المصالح السعودية، سواء كان ذلك يعني إعادة تأسيس العلاقات مع خصوم الولايات المتحدة مثل إيران، أو تقليص إمدادات النفط إلى السوق وإثارة غضب المستهلكين.

وتهدف الاستراتيجية إلى تهيئة الظروف التي تمكن المملكة العربية السعودية من التركيز على خطة التحول الاقتصادي الواسعة لمحمد بن سلمان، المعروفة باسم رؤية 2030 التي يضخ فيها مئات المليارات من الدولارات، أملا في أن تفتح أبواب المملكة المحافظة أمام الأنشطة التجارية والسياحة وسط منافسة إقليمية متزايدة.

وقال محللون إن التحول الاستراتيجي بدأ عام 2019 بعد الهجمات المدمرة على منشآت نفط تابعة لشركة أرامكو السعودية، والتي شككت بعدها الرياض في التزامات أمريكا الأمنية تجاه المنطقة، ثم اكتسب هذا التحول زخما بعد الهجمات الإسرائيلية على أهداف إيرانية.

ويقولون إن المملكة تأمل في تجنب الوقوع في مرمى النيران المتبادلة بين الجانبين.

وقال المحلل السعودي عبد العزيز صقر: تنتقل المملكة العربية السعودية من فك الارتباط إلى المشاركة للسماح لها بالتركيز على المضي قدما في رؤية 2030.

وبذلت المملكة جهودا دبلوماسية مكثفة حيث أعادت العلاقات مع إيران ووافقت على التقارب مع سوريا في سعيها لإعادة بناء تحالفات إقليمية بدلا من الاعتماد كليا على الولايات المتحدة، حليفها الكبير منذ فترة طويلة.

وقالت ثلاثة مصادر مطلعة إن السعودية تعتزم دعوة الرئيس السوري بشار الأسد لحضور قمة جامعة الدول العربية التي تستضيفها الرياض في مايو أيار، في خطوة قد تنهي عزلة سوريا الإقليمية رسميا.

وأعلنت المملكة عن قرارها الانضمام إلى منظمة شنغهاي للتعاون التي تقودها الصين في بادرة على إقامة علاقة طويلة الأمد مع بكين على حساب الولايات المتحدة.

وقال مسؤول سعودي إن الولايات المتحدة والصين شريكان مهمان للغاية للرياض.

وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه: نأمل بالتأكيد ألا نشارك في أي منافسة أو نزاع بين القوتين العظميين.. لسنا قوة عظمى لكننا لاعب مهم في المنطقة والاقتصاد العالمي.

* إصلاح العلاقات مع إيران

أبرمت السعودية اتفاقا مهما مع إيران بوساطة الصين ينص على إعادة العلاقات الدبلوماسية بعد سنوات من الخصومة المريرة التي غذت الصراع في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

وقالت إليزابيث كيندال الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط بكلية جيرتون في جامعة كامبريدج إن التحول المفاجئ ربما كان مدفوعا بالمواجهة المتصاعدة بين إسرائيل وإيران.

وأضافت: تأمل السعودية على الأرجح في أن تتجنب الوقوع في صراع إقليمي آخر من خلال تحسين العلاقات مع إيران، وبالتالي إزالة خطر هجوم إيراني مباشر آخر على بنيتها التحتية مثل هجمات 2019 التي عطلت عمل أرامكو.. ونفت إيران مسؤوليتها عن هذه الهجمات.

وذكرت وزارة الدفاع السورية أن القوات الإسرائيلية شنت ضربات جوية على مواقع إيرانية في سوريا.

وقال بلال صعب مدير برنامج الدفاع والأمن في معهد الشرق الأوسط بواشنطن إنه لم يكن هناك أي حوار جاد سواء داخل الحكومة الأمريكية أو مع السعوديين بشأن الشروط التي ستهب بموجبها واشنطن للدفاع عن السعودية في حال تعرضها للهجوم.

وأضاف صعب السعوديون لا يريدون أن يكونوا وسط حرب ضارية بين إيران والولايات المتحدة.. هم لا يثقون في أن واشنطن ستحميهم.

وأثارت العلاقات المتنامية بين الرياض وبكين قلقا أمنيا في واشنطن التي تقول إن محاولات الصين لفرض نفوذها في أنحاء العالم لن تغير سياسة الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط.

وقال شادي حميد من معهد بروكينجز في واشنطن إن وجهة نظر السعودية بأن انفصال الولايات المتحدة عن المنطقة يتزايد ليست خاطئة تماما.

وقال الباحث العراقي المقيم في لندن عدنان ابوزيد ان العراق يستفيد من احلال السلام بين إيران والسعودية بشكل كبير سيما وانه يقع بين البلدين ويشكل ممراً هاماً للتجارة والنقل في المنطقة، ويعاني من تداعيات الصراع الإقليمي والتوترات السياسية المستمرة في المنطقة.

وقال ان الاتفاق بين إيران والسعودية، سيؤدي ذلك إلى  تقليل الاحتمالات العسكرية والإرهابية في المنطقة، مما سيساهم في استقرار العراق وتحسين الأوضاع الأمنية والاقتصادية فيه  وزيادة الاستثمارات وفرص العمل في البلد، وهذا سيكون بمثابة دفعة قوية للاقتصاد العراقي المتعثر.


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.