المسلة

المسلة الحدث كما حدث

التسريبات لشخصنة الصراع بين الصدر والمالكي.. تؤشر لصراع على شكل النظام بالمستقبل     

التسريبات لشخصنة الصراع بين الصدر والمالكي.. تؤشر لصراع على شكل النظام بالمستقبل     

19 يوليو، 2022

بغداد/المسلة: تسعى اجندة داخلية وخطابات موجهة إلى الداخل العراقي عبر المئات من نوافذ التواصل والاعلام، إلى رفع
منسوب التوتر في العراق بين الطرفين الشيعيين البارزين، زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ورئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي على خلفية تسجيلات صوتية مسربة منسوبة للأخير.

وبدى المشهد السياسي يتأزم على اقصى حالاته منذ الانتخابات التشريعية المبكرة، بعد خطاب حاد للصدر ضد التسجيلات، لكن ملامح هدوء خيمت على المشهد بعد ذلك.

ونفى المالكي الذي يعدّ من أبرز السياسيين في العراق، أن تكون تلك التسجيلات تعود إليه، وقال أنها “مفبركة”. وقال حزب المالكي في بيان الاثنين “إننا لن ننجر إلى فتنة عمياء بين أبناء الوطن الواحد”.

ونشر مغرد عراقي على حسابه في تويتر خمسة تسجيلات مسرّبة منسوبة للمالكي يهاجم فيها المتحدّث الذي قُدِّم على أنه المالكي قوى شيعية لا سيما التيار الصدري وزعيمه مقتدى الصدر، الذي تجمعه معه علاقات متوترة منذ سنوات.

وردّ زعيم التيار الصدري على تلك التسريبات مطالباً المالكي “بإعلان الاعتكاف واعتزال العمل السياسي”. ودعا إلى “إطفاء الفتنة من خلال استنكار مشترك من قبل قيادات الكتل المتحالفة معه من جهة ومن قبل كبار عشيرته من جهة أخرى”.

يأتي هذا التوتر في سياق خلاف متواصل بين التيار الصدري والإطار التنسيقي الذي يعدّ المالكي أبرز المنضوين فيه، منذ إعلان نتائج الانتخابات النيابية المبكرة قبل تسعة أشهر. ولم يتمكّن الطرفان من الاتفاق على صيغة تخرج البلاد من المأزق السياسي، وتشكيل حكومة.

بعد نيل كتلته 73 مقعدًا نيابيًا، كان الصدر يريد تشكيل حكومة أغلبية بالتحالف مع كتل سنية وكردية، فيما أراد خصومه في الإطار التنسيقي تشكيل حكومة توافقية. لكن الصدر قرر سحب نوابه من البرلمان في حزيران/يونيو الماضي، في خطوة اعتبرت أنها تهدف إلى زيادة الضغط على خصومه السياسيين.

وبانسحاب نواب الكتلة الصدرية، بات للإطار التنسيقي العدد الأكبر من المقاعد في البرلمان العراقي، لكن حتى الآن لم يتمكّن الإطار أيضاً من الاتفاق على اسم مرشحه لرئاسة الحكومة.

ورُصدت تجمعات لانصار التيار الصدري، في مدن في جنوب البلاد للاحتجاج على التسجيلات، خصوصاً في الناصرية والعمارة والكوت لكن وزير الصدر صالح العراقي قال إن لا حاجة لذلك.

وفي مقال له قال الكاتب والباحث عدنان ابوزيد ان التسجيلات اكتسبت بصوت نوري المالكي، شأنا، بعدما تناظم عليها رد فعل من قبل اغلب القوى السياسية، ولم أكن أتوقع ذلك، فمهما بلغت مصداقيتها فإنها تبقى موضع شك حتى تُستنفر الجهات الفنية لتفكيكها بأمر قضائي، ليتم تناولها قانونيا وسياسيا.
وقال ان التسريبات هي محاولة لتعميق شخصنة الصراع بين الصدر والمالكي.. لكنها تؤشر لصراع على شكل النظام بالمستقبل.

وانتقد عدنان ابوزيد ردود الأفعال، قائلا: ما حدث هو النقيض تماما، فلم تتصدّ جهة حكومية رسمية للملف، ما يدل على فلتان في سياقات الدولة تجاه الملفات الخطرة.

واستطرد: الذي يقول بصحة التسجيلات يجب أن يقدّم العلامة، والبرهان، وعلى الضحية، التماس تحقيق فني وقضائي.

واستطرد: كنت آمل في تحرك مؤسسات الدولة الأمنية والفنية لاسيما جهاز المخابرات لإدارة الأزمة، حتى إذا اطل السيد مقتدى الصدر في معالجته للتسجيلات، أدركت أن الدولة، مكسالة، هائمة.

وأفاد القضاء العراقي، الثلاثاء بانه سيحقق في التسريبات، فيما قال الشيخ العشائري مزاحم الحويت إن إدخال وزج العشائر وشيوخها في الصراعات السياسية  هدفها تدمير البلد وتشويه صورة العشائر.

وقال السياسي العراقي اثيل النجيفي إن الصراع بين التيار والاطار ليس شخصيا وانما هو على شكل الدولة.. فشكل الدولة الذي سعت اطراف الاطار لفرضه بعد خروج الامريكان عام ٢٠١٢ ونجحت في ترسيخ اركانه بعد انتخابات ٢٠١٨ يصطدم الان بعقبتين كبيرتين : اولهما الفشل الداخلي وثانيهما عدم قناعة ابناء المذهب بهذا النمط من السلطة.


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.