بغداد/المسلة الحدث: تتصاعد الخلافات السياسية بين الأحزاب الكردية بالتزامن مع اقتراب الانتخابات التشريعية، وسط مخاوف من تقسيم الإقليم إلى إدارتين مستقلتين.
وتركز الخلافات التي نشأت بين الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني حول السيطرة على الحكم والثروة في الإقليم، كما يعد ملف إدارة النفط من اهم الخلافات بالإضافة الى اتهامات لكلا الحزبين بالتفرد بالسلطة والتحكم في إيرادات الإقليم من النفط والمنافذ الحدودية.
وتتجلى الخلافات في الصراعات الدائرة حول السيطرة على الموارد والثروات الطبيعية، حيث يتنافس الحزبان على موارد النفط والغاز والمواد الأولية الأخرى في المنطقة، ويتهم كل منهما الآخر بالتلاعب بالموارد والثروات الطبيعية لصالحه.
وواحدة من الخلافات تلك المتعلقة بالرؤية السياسية والاستراتيجية والأولويات السياسية للأحزاب الكردية في العراق، فبعض الأحزاب تسع للعمل على إقامة دولة كردية مستقلة فيما تعتبره بعض الأحزاب هذه الرؤية غير واقعية وتركز على العمل ضمن إطار الدولة العراقية.
و الخلاف الآخر، يتعلق بالموارد الطبيعية فالأحزاب تتنافس من اجل الحصول على حصة أكبر من الموارد النفطية والغازية في إقليم كردستان العراق.
والخلافات الأمنية، كانت بارزة حول مناطق النفوذ الجغرافي بين السليمانية وأربيل، كما اختلفت الاحزاب حول الاستراتيجية العسكرية لمحاربة تنظيم داعش، فبعض الأحزاب ترى أن العمل ضمن التحالف الدولي ضروري لهزيمة داعش، فيما تعتبر بعض الأحزاب أن الحل الأمثل هو العمل الكردي الموحد ضد داعش بدون تدخل خارجي.
كما تبرز الخلافات حول الإدارة المحلية، فبعض الأحزاب ترى أن الحكومة الإقليمية يجب أن تتولى إدارة جميع المناطق الكردية، فيما تعارض بعض الأحزاب هذا المطلب.
وصرح نائب رئيس إقليم كردستان جعفر شيخ مصطفى، أن العلاقة بين الحزبين سيئة جدا ولم يسبق لها مثيل، مضيفا أن عهد التوافق والتحالف بين الحزبين قد انتهى.
ويقول معهد واشنطن، ان سعي حكومة الإقليم من أجل الاستقلال الاقتصادي لم يؤدي سوى إلى ترسيخ انقساماتها الداخلية ونظام حكمها المستفحل بالفساد.
ووصف المحلل السياسي جمال بيره، الأزمة بين الحزبين بأنها حرب باردة فهما لا يتفقان، وفي الوقت نفسه لا يمكن لأحدهما الاستمرار من دون الآخر.
ويعود الصراع الكردي لتاريخ طويل يمتد للتسعينات، عندما وصل الخلاف بين الحزبين لحد الاقتتال الدموي بين الاتحاد الوطني برئاسة جلال طالباني، والحزب الديمقراطي بزعامة مسعود بارزاني.
وفي حين لا تستبعد آراء ان الحرب الباردة بين الأحزاب الكردية، قد تستفحل الى مستوى تقسيم الاقليم ، فان المتابع للشأن السياسي، حيدر عبدالصاحب يرى ان دول المنطقة كافة لن تقبل استقلال إقليم كردستان العراق لعدة اسباب لان تقسيم العراق يعني تقسيم ايران تركيا سوريا بل حتى السعودية، كما سيؤدي ذلك الى دخول إيران وتركيا وسوريا في حرب ضد الكرد.
الديمقراطي الكردستاني هو أكبر حزب كردي، ويمتلك مناصب رئاسة إقليم كردستان، ورئاسة الحكومة في الإقليم وأغلب الوزارات في كردستان، بعد أن حصل على 55 مقعدا في انتخابات برلمان كردستان الدورة الماضية.
اما الاتحاد الوطني هو ثاني أكبر الأحزاب الكردية، وحصل مؤخرا على منصب رئاسة الجمهورية في العراق، والذي يشغله حاليا عبد اللطيف رشيد، وهو قيادي في الحزب، وعديل الأمين العام السابق للاتحاد الوطني جلال طالباني.
اعداد محمد الخفاجي
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
العراق على خط النار بين التوترات الأمريكية الإيرانية
اتفاق بين لبنان وسوريا على وقف إطلاق النار
الخارجية العراقية: وصلتنا رسائل بنية الكيان الصهيوني شن سلسلة ضربات على بلدنا