مفترق طرق

20 يوليو، 2022

بغداد/المسلة: كتب النائب باسم خشان..

بعد مذابح سنة 1994، كانت رواندا على متفرق طريقين، طريق يحقق العدالة لأبناء قبيلة التوتسي الذين قتل الهوتو منهم أكثر من 800.000 إنسان ذبحا بالمناجل والسكاكين خلال مئة يوم فقط، وهذا استحقاق قانوني وإنساني مشروع، وطريق السعي الى مصالحة شاملة تضع نقطة كبيرة بعد كل سطور المذبحة البشعة لتبدأ البلاد مسيرة اصلاح اجتماعي واقتصادي وسياسي، فاختار شعب رواندا الطريق الثاني، فأصبحت من أكثر دول افريقيا استقرارا ونموا واكثرها تطورا خلال فترة قياسية.

في سنة 1995، وبعد عقود من الفصل العنصري والتعذيب والمذابح، شرعت جنوب افريقيا قانون تعزيز الوحدة الوطنية والمصالحة لسنة 1995، وأنشأت لجنة الحقيقة والمصالحة، وكان الهدف من هذه اللجنة هي الوصول الى المصالحة الحقيقية بين الضحايا والجناة، وكان ذلك من أهم اسباب استمرار ازدهار جنوب أفريقيا، وعدم انهيارها بعد تغيير نظامها السياسي.

في العراق، سنبقى نراوح في دائرة المساءلة والعدالة والرغبة في الانتقام، وسيبقى الاصلاح الاقتصادي وتحقيق مصالح الشعب في آخر أولويات الاحزاب بل حتى في آخر أولويات الشعب الذي لم يعد الإصلاح مقدما لديه على رغبته في الانتقام وتحقيق العدالة التي ربما يكون السعي الى تحقيقها مشروعا، لكنه يؤجل مصالح أكثر أهمية منه.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.