المسلة

المسلة الحدث كما حدث

العلاقات السورية العربية تؤسس لمسارات ايجابية نحو الاستقرار في العراق

العلاقات السورية العربية تؤسس لمسارات ايجابية نحو الاستقرار في العراق

15 أبريل، 2023

بغداد/المسلة الحدث: بعد 12 عاماً من عزلة دبلوماسية فرضتها على دمشق، تفتح دول عربية عدة على رأسها السعودية ذراعيها مجدداً للرئيس بشار الأسد، ما يمهد لعودة سوريا إلى الحضن العربي.

واستقبلت السعودية وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في أول زيارة رسمية إلى المملكة منذ بدء النزاع. وتأتي الزيارة قبل اجتماع يعقد في السعودية الجمعة ويجمع دول مجلس التعاون الخليجي والأردن ومصر والعراق على جدول أعماله عودة سوريا الى الجامعة العربية بعدما علقت عضويتها فيها منذ 2011، وقبل شهر تقريباً من انعقاد قمة عربية في السعودية.

ويتزامن هذا مع تغيّر الخارطة السياسية في المنطقة بعد الاتفاق السعودي-الإيراني الذي أعلن عنه الشهر الماضي.

ويقول الباحث في الشأن السوري في مركز “سنتشوري انترناشونال” آرون لوند ان “الأسد ببساطة رفض التسوية وانتظر أن يستسلم أعداؤه، وقد نجح في ذلك”، مضيفاً “يعودون اليوم الواحد تلو الآخر لمصافحته والتظاهر بأن العقد الماضي لم يحصل”.

واعتبر أن ذلك “يبعث إلى المعارضة رسالة مفادها أن الأسد سينتصر في النهاية وأن حلفاءها خانوها”.

ويرى الباحث العراقي المقيم في لندن عدنان أبوزيد، ان  استقرار سوريا له اهمية استثنائية بالنسبة للعراق حيث يتشارك البلدين حدوداً طويلة وتاريخاً مشتركاً،مشيرا الى ان الجماعات المسلحة والإرهابيين عبروا من سوريا إلى العراق في سنوات فقدان الامن.

وأدت الحرب الأهلية السورية  إلى تدفق كبير من اللاجئين السوريين إلى العراق، مما أدى إلى زيادة الضغط على موارد العراق واستقراره الاقتصادي والاجتماعي .

ومنذ بداية النزاع في سوريا، قطعت دول عربية على رأسها السعودية علاقتها مع دمشق وسحبت سفراءها منها، وقدم عدد منها دعماً للمعارضة المسلحة والسياسية.

وترك كل ذلك أثره على الاقتصاد المتعب. لكن الأسد الذي يتطلع اليوم إلى أموال إعادة الإعمار، بقي في قصره الرئاسي. وقد استعادت قواته غالبية المناطق التي كانت خسرتها في بداية النزاع بدعم من حليفيه الأساسيين: روسيا وإيران.

وبرزت أولى مؤشرات الانفتاح العربي على دمشق، في 2018 مع استئناف العلاقات بين سوريا والإمارات العربية المتحدة، وشكّل الزلزال المدمّر الذي ضرب سوريا وتركيا في شباط/فبراير نقطة تحوّل لافتة.

فقد تلقى الأسد سيل اتصالات من قادة دول عربيّة، حتى إن السعودية أرسلت طائرات مساعدات كانت الأولى من نوعها منذ قطع علاقاتها مع دمشق.

ويعد استقطاب أموال مرحلة إعادة الإعمار أولوية للاسد اليوم بعدما أتت الحرب على البنى التحتية والمصانع والإنتاج.

وفيما يدرك الأسد أن الحصول على أموال المجتمع الدولي صعب خارج تسوية سياسية، يعلّق آمالا ربما على دول الخليج.

وعراقيا،  اكد رئيس الوزراء العراقي محمد السوداني في لقاء متلفز أهمية عودة سوريا الى الحضن العربي اذ لا يمكن ان يبقى الوضع على ما هو عليه فهي تتعرض الى مشاكل حقيقية على المستوى الاقتصادي وخصوصا بعد الزلزال المدمر وعلينا استخدام لغة الحوار والابتعاد عن لغة القطيعة والحصار، ومضيفاً، ان العراق يدعم الحكومة السورية كون بديل نظام الأسد هي عصابات داعش الإرهابية.

وقال الصحفي محمد العبيدي، ان استقرار الوضع في سوريا سينعكس على الوضع الأمني في العراق وخصوصا في المناطق الحدودية والمفتوحة بين البلدين.

واكد  الناشط السياسي،محمود سرحان على ان عودة العلاقات العربية مع سوريا سينعش الاقتصاد وبالتالي عودة اغلب السوريين النازحين في العراق الى بلدهم.

وقال المهندس سعدون الخفاجي، ان عودة العلاقات العربية السورية  ينهي يحد من خطورة مخيم الهول وتسلل الارهابيين الى داخل العراق.


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.