الاذعان في مسرحية (دكة غسل  الموتى)

16 أبريل، 2023

بغداد/المسلة الحدث:   اسمهان حطاب العبادي

الاذعان في مسرحية (دكة غسل  الموتى) تأليف علي العبادي

حول دكة المغتسل ينشغل عاملان في التنظيف ،يسال كل منهما الاخر هل انهيت عملك وانجزت ماعليك،ليتذمر الاخر منشغلا،باتمام عمله،ينتظر كل منهما احضار  جثه ولده ،يوبخهم مسؤول عملهم ويذكرهم ان اولادهم دفنوا من فترة طويلة وبليت عظامهم وانهم واقعين في دائرة اوهامهم.

لطالما كانت الدكة محط اهتمام طيور وصقور الادب شعراء وادباء ومسرحيين،،فهي اخر مكان ينام فيه الجسد قبل دفنه في حفرته المظلمة ويتلاشى وينمحي فيها ايام المنام الناعم والمريح على الارائك المريحه،دلالات النهايات النقطة التي يتساوى فيها السلطان والمتسول والغني والفقير،مكان يتحدى ويضحك على غرور الانسان وجبروته وظلمه وطغيانه،هنا ان صح التعبير نقطة نهاية السطر.

قد توحي المسرحية من خلال احداثها البسيطة الى الموت ،لكنها تتعدى ذلك بل تقحم نفسها في قضايا اعمق واكبر الخلود البقاء الخيال الوهم،اضطرابات الانسان النفسيةالجنون العدم.

استعان الكاتب بعدد بسيط من الشخوص،واختصر الزمن قد تكون نصف نهار،مزج بين الحياة ( الموسيقى)، والموت ( عملهم)،خلط بين تناقضات الوهم والحقيقة والفرح والحزن قلق الانتظار ثم الاذعان لوقائع الحقيقة،احد الشخوص كان يعمل عازفا لكنه اذعن للحاجة واصبح منظفا في مغتسل بدلا من مهنة احبها،في ذلك اشارة الى رضوخ الانسان واستسلامه لضغوط الحياة  مجبرا  معايشا الواقع وتحديات الحياة،فلسفة الانتظار التي نحياها متأملين التغيير والتجديد،فلسفة في وجود وبقاء الانسان.

تمكن علي العبادي من خلال تلك المسرحية ان يعرض معاناة الانسان لاشك ان الفن التمثيلي المسرحي طريقة ممتعة للاحتكاك بالواقع والتعبير  عن الانسان وتطلعاته،العرض الفني يضفي الواقعية ويشعل مشاعر الاندفاع والحزن والفرح يثير الحماس.من خلال اللغة البسيطة الموجزة ،ممايثير الانتباه انه استغنى عن تسمية الشخصيات فاسماها الشخص الاول والثاني في ذلك اشارة الى عدم اهمية الاسم حيث في تلك المحطة يتجرد الانسان من الهوية ويصبح اسمه ميت فقط!

تعد تلك المسرحية فائزة في المركز الاول بجائزة علاء الجابر للابداع المسرح والتاليف المسرحي الموجه للكبار دورة الفنان الكويتي ( صقر الرشود) . التي نظمها ملتقى القاهرة الدولي للمسرح الجامعي الدورة السادسة ( دورة الفنان محمود ياسين ٢٠٢٢

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.