المسلة

المسلة الحدث كما حدث

دول هزمت الحروب والكوارث وأعادت بناء بنيتها التحتية بلا فساد ومشاريع وهمية

دول هزمت الحروب والكوارث وأعادت بناء بنيتها التحتية بلا فساد ومشاريع وهمية

19 أبريل، 2023

بغداد/المسلة الحدث: يعاني العراق من تدهور البنى التحتية بسبب إنخفاض التخصيصات المالية السنوية المخصصة ضمن الموازنات العامة الاتحادية.

وتعريف البنية التحتية بأنها المكونات المادية للأنظمة المترابطة التي توفر السلع والخدمات الضرورية اللازمة لتمكين او استدامة او تحسين ظروف الحياة المجتمعية، كما تسهل إنتاج البضائع والخدمات بالإضافة الى توزيع المنتجات في الاسواق اضافة الى الخدمات الاجتماعية الأساسية كالمدارس والمستشفيات.

وادت حروب النظام السابق إلى تدمير البنى التحتية في العراق، وكذلك الغزو الأمريكي في 2003 وما اعقبه من انفلات أمني وصراعات طائفية والحرب ضد داعش.

لكن إعادة الإعمار وتصليح البنية التحتية هما تدخلات مهمة لإعادة ترميم أي دولة تدمرت بناه التحتية بسبب الحروب أو الكوارث الطبيعية، وترقية تكنولوجيا لتلبية الاحتياجات المتغيرة للمجتمع والاقتصاد.

ومشاريع البنى التحتية اتسمت في العراق بانها رديئة وليس بالمستوى المطلوب كما يشوب تنفيذها الفساد الى جانب بيع مناقصات المشاريع من مقاول إلى أخر، وهذا الامر ادى الى تلكؤ اغلب المشاريع  وجعل اغلب المحافظات تفتقر الى البنى التحتية الضرورية.

ونشر مستشار الصحافة البيئية في شبكة إنترنيوز خالد سليمان، صورة لمحافظة بابل بعد الامطار الاخيرة وكتب: الصورة تشير الى تقاعس لمواجهة آثار أزمة المناخ وزيف كل شعاراتها المتعلقة بالاستدامة، مضيفا، ان ترميم وتحسين البنى التحتية للمدن يعد إحدى الطرق المهمة والمستدامة لمواجهة آثار تغير المناخ.

ويقول مركز دراسات البحوث الاقتصادية الأميركي، أن العراق فشل بتوظيف الثروة النفطية الهائلة في استثمارات لتطوير البنى التحتية وقطاع التربية والرعاية الصحية وتوفير فرص عمل خارج نطاق القطاع العام.
ويرى المهتم بالشأن العراقي، علي الربيعي  ان الحكومة التي لا تملك خطة خمسية لاعادة اعمار البنى التحتية والكهرباء والصناعة والزراعة والموانئ ومكافحة البطالة لن تختلف عن سابقاتها.

واعتبر المهندس سحبان محجوب  ان الدول التي تعاني الضعف في متانة البنى التحتية تختلف مقاييس تقييم الخدمات فيها عن الدول الاخرى، ففي العراق وعند حدوث الأمطار تتهاوى خطوط الكهرباء وتهرع دوائر الكهرباء بمعالجات آنية عاجلة وتتغاضى عن الاسباب التي ادت اليها.

واليوم على العراق أن يقتدي بالدول التي تمكنت من إعادة الإعمار وتصليح البنية التحتية التي دمرتها الحروب ومثال ذلك  في المانيا حين تضررت البنى التحتية بشدة بسبب الحرب العالمية الثانية، وتم تدمير العديد من المدن والبنية التحتية الحيوية، مثل الطرق والجسور والمصانع والمدارس، لكن الحكومة الألمانية قدمت بمشاريع إعادة الإعمار الضخمة لإعادة بناء البنية التحتية المدمرة وتعزيز الاقتصاد.

وفي اليابان تدمرت العديد من البنية التحتية الحيوية بما في ذلك الطرق والجسور والمباني بسبب الزلزال والتسونامي عام 2011، لكن الحكومة اليابانية بدأت في تنفيذ مشاريع لترميم البنية التحتية وتحديث التقنيات لتعزيز الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.

كما تواجه الولايات المتحدة تحديات عديدة فيما يتعلق بالبنية التحتية القديمة والمتهالكة، بما في ذلك الجسور والطرق والمباني وأنظمة الطاقة والمياه.

ويعد تشييد البنى التحتية ضرورة لا غنى عنها لعملية النمو والتنمية الاقتصادية لاسيما في البلدان النامية، إذ وجودها يعد من أهم عناصر جذب الإستثمار وتنمية الاقتصاد الوطني وتطوره.

اعداد محمد الخفاجي


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.