المسلة

المسلة الحدث كما حدث

هل يشجع القانون العراقي على الانتحار؟

هل يشجع القانون العراقي على الانتحار؟

30 أبريل، 2023

بغداد/المسلة الحدث: ترتفع معدل حالات الانتحار في العراق،  وسط عجز الجهات المعنية عن معالجة تفشي الظاهرة، فيما ترجع دراسات اجتماعية ذلك، الى تفشي المخدرات والعنف الأسري إضافة الى البطالة و ضعف الدخل.

ويرى الخبير القانوني علي التميمي، أن أسبابا نفسية واجتماعية واقتصادية وأمنية وراء الانتحار، مشيرا الى تأثر فئات في المجتمع بالمسلسلات المدبلجة وثقافات تشجع على ذلك.

واضاف: يحتاج الأمر إلى حملة إعلامية وعلى نطاق المدارس.. والا ستخرج الحالة عن السيطرة.

وشهد العراق صراعات داخلية وحروبًا مستمرة، مما يزيد من معدلات الإجهاد النفسي لدى الأفراد ويجعلهم يفكرون في الانتحار.

ويعرف الانتحار بأنه قتل الإنسان لنفسه كما تعرفه المادة 408 من قانون العقوبات العراقي والتي نصت على انه لا عقاب لمن شرع في الانتحار واخفق، وهذا يعني ان القانون لم يعاقب من لم يمت في الانتحار.

واستطرد التميمي ان المشرع غفل عن وضع المنتحر المخفق في المصح للعلاج وأن ينص على ذلك وهو إجراء مهم.. لان ذلك سيدفع الآخرين للانتحار مع عدم وجود أي إجراء، أما من يساعد المنتحر أو يحرضه على الانتحار فيعاقب مدة تصل إلى الحبس 7 سنوات اذا مات المنتحر، اما اذا لم يمت المنتحر فتصل العقوبة الى الحبس 5 سنوات لمن ساعده.

والأمراض النفسية مثل الاكتئاب والقلق والصرع، تدفع البعض إلى الانتحار. و القيود الاجتماعية والثقافية قد تؤثر على حرية الأفراد وتجعلهم يشعرون بالعجز والضعف، مما يجعلهم يفكرون في الانتحار.

واما من يقتل الذي يريد الانتحار فهي عقوبة القتل العمد 406 من قانون العقوبات حتى وآن كان المنتحر وافق له على ذلك.. أما إذا كان المنتحر حدثا فتشدد العقوبة.

ويقول المدير الاقليمي مركز الرافدين الدولي للعدالة وحقوق الانسان حنان عبد اللطيف، ان انعكاسات الفساد المالي وافقار وتجهيل العراقيين ساهم في تزايد حالات الانتحار في العراق.

واعتبر المهتم بالشأن العراقي مصطفى باسم،، ان ارتفاع حالات الانتحار في العراق أصبحت مقلقة، ويجب الوقوف على أسبابها، متسائلا: ما هي الأسباب التي تدفع الشخص للانتحار؟!

فيما وصف الباحث البيضاني كاظم، ارتفاع معدلات الانتحار في العراق بـ الشكل المخيف.

وتشير إحصائيات وزارة الداخلية خلال السنوات السابقة الى ان المعدل بدأ بالارتفاع في كل سنة، ففي 2016 بلغت 343 حالة انتحار، وفي 2017 بلغت 449 حالة، وفي 2018 بلغت 519 حالة، وفي 2019 بلغت 588 حالة، وفي 2020 بلغت 644 حالة، وفي 2021 بلغت 863 حالة، وفي 2022 بلغت 1073 حالة انتحار.

ونقص الموارد الصحية والنفسية، يزيد من صعوبة الوصول إلى الرعاية المناسبة، ويجعل الأفراد يفكرون في الانتحار كحل لمشاكلهم.

اعداد محمد الخفاجي


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.