المسلة

المسلة الحدث كما حدث

صفقة جولف تكشف تعامل بايدن مع حقوق الإنسان بالسعودية.. هل سيطلق سراح رجال الدين من السجن

صفقة جولف تكشف تعامل بايدن مع  حقوق الإنسان بالسعودية.. هل سيطلق سراح رجال الدين من السجن

9 يونيو، 2023

بغداد/المسلة الحدث: عندما وقع صندوق الاستثمارات العامة السعودي اتفاقا هذا الأسبوع يتضمن دمجا مع أعلى هيئة في أمريكا الشمالية مسؤولة عن لاعبي الجولف المحترفين، كان ذلك مؤشرا بالنسبة للبعض على الانتهاء من تأهيل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بمساعدة الولايات المتحدة، بعد خمس سنوات من قتل الصحفي جمال خاشقجي الذي تعتقد أجهزة المخابرات الأمريكية أن الأمير أصدر الأمر بتنفيذه.

أُعلن عن الاتفاق، وهو اندماج ثلاثي بين رابطة لاعبي الجولف المحترفين ومقرها الولايات المتحدة وجولة موانئ دبي العالمية (دي بي وورلد تور) وليف جولف المنافسة المدعومة من صندوق الاستثمارات العامة السعودي، في الوقت الذي وصل فيه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى المملكة.

وتعهد الرئيس جو بايدن بجعل محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي والحاكم الفعلي للمملكة، “منبوذا” بعد قتل خاشقجي، الذي نفى الأمير إصدار الأمر بتنفيذه. ولكن قبل عام تقريبا تبادل بايدن تحية بقبضة يده مع الرجل البالغ من العمر 37 عاما خلال زيارة لجدة. والرياض وجهة رئيسية للمبيعات العسكرية الأمريكية.

وامتنع المسؤولون الأمريكيون بشكل كبير عن التعليق على صفقة الجولف، لكنهم يقولون إن واشنطن والرياض تربطهما علاقة معقدة تمس قضايا متنوعة تشمل الأمن الإقليمي والطاقة وحقوق الإنسان.

وفي ختام زيارته يوم الخميس، ذكر بلينكن للصحفيين أنه تطرق إلى قضايا حقوق الإنسان مع المسؤولين السعوديين و”أوضح أن التقدم في مجال حقوق الإنسان يعزز علاقتنا”.

وقال خلال مؤتمر صحفي “حقوق الإنسان دائما على جدول أعمال الولايات المتحدة”.

لكن بعض المدافعين عن الحقوق يقولون إن صفقة الجولف تظهر أن الإدارة اختارت السياسة على حقوق الإنسان.

وقال سيث بيندر المدير في (مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط) “بالنسبة لي، فإن أهم استنتاج هو أن بي.جي.إيه (رابطة لاعبي الجولف المحترفين) لم تكن لتفعل هذا أبدا لو لم يكن بايدن قد ذهب إلى جدة وأعاد الاعتبار لمحمد بن سلمان”.

وأضاف “جعل بايدن الأمر عاديا للعالم بأسره، وخاصة مجتمع الأعمال، ألا يقلق بشأن إعادة التواصل مع محمد بن سلمان”.

وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن، تحدث مشترطا عدم نشر هويته، إن من الأفضل تناول الجهود الأمريكية المبذولة بشأن قضايا حقوق الإنسان المحلية السعودية خلال محادثات خاصة مع المسؤولين السعوديين، وأحجم عن ذكر قضايا بعينها.

دولة مستقرة، وعملة قوية، ومشروعات قابلة للتحقق في المستقبل: فبالمقارنة عالمياً، تسير كثير من الأمور في سويسرا على ما يرام.

وأضاف المسؤول أن الولايات المتحدة أحرزت تقدما كبيرا مع السعودية في مجموعة من القضايا منذ زيارة بايدن، مثل الهدنة في حرب اليمن. وقال المسؤول إن فوائد تلك الهدنة، التي انتهت في أكتوبر تشرين الأول، ما زالت سارية “بفضل الدبلوماسية الهادئة والمستمرة والناجعة جدا، وليس بفضل الصخب وقرع الطبول”.

وتابع المسؤول “هناك مكان للدبلوماسية العلنية وهناك مكان للدبلوماسية الفاعلة وراء الكواليس، ونحن نثق بشدة بالدبلوماسية وراء الكواليس”.

ولم يرد متحدث باسم رابطة لاعبي الجولف المحترفين على طلب للتعليق.

أطلق ولي العهد برنامجا طموحا لتحديث المملكة وتقليل اعتمادها على عائدات النفط، لكن الحكومة قمعت في الوقت نفسه منتقديها، بمن فيهم بعض المواطنين الأمريكيين.

وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش، التي تتخذ من نيويورك مقرا، إن العشرات من نشطاء حقوق الإنسان والمعارضين يقبعون في السجون أو يحاكمون في المملكة وإن القمع “تصاعد” بعد زيارة بايدن العام الماضي.

وردا على سؤال عن سجل حقوق الإنسان في السعودية، قال وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان للصحفيين “نحن منفتحون دائما على إجراء حوار مع أصدقائنا، لكننا لا نستجيب للضغط. عندما نفعل أي شيء،‭‭ ‬‬نفعله من أجل مصلحتنا الخاصة”.

وحتى قبل إعلان اتفاق الجولف، كانت المخاوف المتعلقة بحقوق الإنسان تنافس مخاوف الأمن القومي الأمريكية الملحة.

وحمل بلينكن معه قائمة بالمسائل العاجلة لطرحها خلال لقائه بالسعوديين، بما في ذلك مقاومة مبادرات الصين التي تحاول إحراز تقدم دبلوماسي في الشرق الأوسط، ومواجهة البرنامج النووي الإيراني، وإقناع الرياض بإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.

كما كان الحصول على مساعدة السعوديين لتجنب ارتفاع أسعار النفط مجددا على جدول الأعمال.

وكانت صادرات النفط من أسباب لقاء بايدن بمحمد بن سلمان العام الماضي، والذي جاء في وقت كانت الإدارة الأمريكية تخشى فيه من أن يضعف التضخم فرص الحزب الديمقراطي في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس. وأثارت الرياض غضب واشنطن بعد ثلاثة أشهر فقط عندما خفضت مجموعة أوبك+، التي تضم روسيا، إنتاج النفط قبل الانتخابات.

وقالت سارة ياجر مديرة هيومن رايتس ووتش في واشنطن إنه مع “تودد” الولايات المتحدة القوي للسعودية، تحصل الرياض على التعاون الذي تريده مع واشنطن دون أن تضطر لإجراء إصلاحات في مجال حقوق الإنسان.

هذا المحتوى تم نشره يوم 22 مايو 2023 يوليو,22 مايو 2023 يقول دانيال فارنر، المحلل السياسي المقيم في جنيف، إن التعاون الدولي في الأمم المتحدة ما يزال يحافظ على تماسك هذه المؤسسة الدولية.

دعا المواطنون الأمريكيون والمقيمون الذين تحتجز السعودية أفرادا من عائلاتهم بلينكن في رسالة يوم الثلاثاء للضغط من أجل الإفراج الفوري عنهم. وشملت القائمة رجل الدين البارز سلمان العودة واثنين من أبناء المسؤول الكبير السابق بالمخابرات سعد الجبري والمدافع عن حقوق الإنسان محمد القحطاني وموظف الإغاثة عبد الرحمن السدحان.

وقال بلينكن إنه أثار قضايا محددة خلال زيارته، لكنه أحجم عن الخوض في تفاصيل.

وفي مارس آذار، أفرجت السلطات السعودية عن مواطن أمريكي حُكم عليه بالسجن 19 عاما لنشره انتقادات للحكومة على تويتر، لكنها منعته من السفر إلى خارج البلاد. ونشر سعد إبراهيم الماضي (72 عاما) تلك التغريدات بينما كان في فلوريدا.

وذكر مصدر مطلع أن الإدارة الأمريكية تضغط على الرياض لإلغاء منعه من السفر.

وقالت تيس ماكينيري، وهي مسؤولة سابقة في مجلس الأمن القومي بإدارة بايدن، إن التهوين من اعتبارات حقوق الإنسان من أجل منافع قصيرة الأجل على صعيد الأمن أو الطاقة أو الاقتصاد سيلحق الضرر بأمن الولايات المتحدة وكذلك بحقوق السعوديين على المدى الطويل.

وأضافت “في نهاية المطاف… بعد 5 أو 10 أو 15 عاما من الآن، سنرى التداعيات الأمنية الوطنية والدولية السلبية لاسترضاء الحلفاء المستبدين مثل السعودية”.


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author