المسلة

المسلة الحدث كما حدث

‏لغز الانسحاب من مجلس النواب والحكومة

‏لغز الانسحاب من مجلس النواب والحكومة

13 يونيو، 2023

بغداد/المسلة الحدث:

علي التميمي

“مع كل تطور وأنعطاف ، وتقدم وتراجع وظهور وضمور جرى تدقيق وتحقيق الفكرة والموقف مما في ” الحركة الصدرية أو التيار الصدري ” من نيات وغايات وآمال وأعمال ‎#يصعب تحديدها أحياناً بمعايير المنطق ، بحيث جعل منها ‎#لغزاً!

بهذه الكلمات بدأ المفكر والفيلسوف العراقي الراحل ميثم الجنابي كتابه ( الحركة الصدرية ولغز المستقبل ) فقد شخص صعوبة معرفة لغز بعض مواقف وقرارات التيار الصدري متمثلة بقرارات زعيمه العراقي ” أعزه الله” بمعايير المنطق المتسالم عليه وفق الاعراف السياسية.
فلا زالت قضية أنسحاب التيار من مجلس النواب الشغل الشاغل للكثير وقد ذكرت في أحدى كروبات الواتس آب لأحدهم بعض التحليلات بخصوص قضية الأنسحاب حسب فهمي المتواضع للأمور.

فهذا الشخص ينظر ويناقش وينتقد موضوعة أنسحاب التيار الصدري، ويقول قرار غير محسوب النتائج ، فقلت له واذا اثبت لك-حسب فهمي القاصر- بأنه”اعزه الله”يعلم أن الامور ستتجه الى هذه الواقع المعاش حالياً وله هدف مستقبلي لا أحد يعرفهُ سواه؟ ، قال لي:كيف؟
قلت له سأذكر لك بعض الشواهد:

1- ان سماحته كان يذكر دائماً بأنها الفرصة الاخيرة، وكان يعني ما يقول، وما يحدث الان من مشاكل اقتصادية،ستظهر اثارها مستقبلاً،بالاضافة الى المشاكل السياسية الحالية وانعدام التوازن داخل العملية السياسية بعد الانسحاب خير دليل على ان مشروعه كان يعتبر الفرصة الاخيرة.

2- ان خطاب الشيخ حسن العذاري”اعزه الله” قبل الانتخابات عام ٢٠٢١ في ندوة تثقيفية في النجف الاشرف ناقلاً كلام عن سماحته ،وقال ما مضمونه: اما ان نشكل الحكومة او نتركها لهم ولن نشترك بخلطة العطار اطلاقاً، وهذا ما حصل فعلاً.

4- ان خطاب الانتصار -ما بعد الانتخابات- لم يترك مجال ولو ١٪ للتفاوض مع الخصوم بشأن المحاصصة والتوافق وتقاسم الكعكة، فهو كان يعلم بنتائج هذا الخطاب .

5- ان التفاوض العلني كان مختوم بختم ( لاشرقية ولا غربية ) بمعنى لا مجال لتشكيل حكومة بنكهة خارجية، وبهذا الاصرار كان يعلم ان الأمور ستتجه الى ماهو عليه الان, فهو لا يراوغ ولا يخدع وسياسته الوضوح والصدق،وقد تم تهيئت كل مقدمات الحكومة اللاشرقية واللاغربية من كتلة نيابية كبيرة” تحالف أنقاذ وطن”ورئيس وزراء غير جدلي” السيد جعفر الصدر ” اعزه الله”وبرنامج حكومي واضح ..الخ.

6- سماحته قد القى الحجة على الجميع: نخب سياسية وأكاديمية وجماهير عراقية، والزم نفسه بعهود وطنية قادر على تطبيقها،فكان التجاوب ليس بالمستوى المطلوب ، فأنسحب ليرسل رسالة سيفهما الكثير مستقبلاً ان لم يكن البعض قد فهمها الان.

7- ان من يخطط لتشريع قانون حظر التـ..طبيع يعلم علم اليقين ان الغرب ومعهم بعض الشرق لن يقفوا مكتوفي الايدي أتجاه حكومته ، بل سيستخدمون سلطتهم الدولية والاقليمة والمحلية لاسقاط الحكومة الوطنية، وهذا ما كان حاضراً في تفكيره ،فالسلطة لاتساوي عنده شيء أمام القضايا العقائدية الاسلامية والوطنية لذلك افتخر ” اعزه الله” بتشريع القانون ، فهو صاحب مقولة : السياسة في خدمة الدين وليس العكس.

8- لم يقتنع بكلام الحلفاء بالبقاء في مجلس النواب،رغم الحاحهم عليه ،ولو كان يريد البقاء في مجلس النواب لبقى،لكنه لديه هدف مُستقبلي,فمن المستحيل ان ينجح شخص أو جهة تتبع نفس الاساليب والاليات التي ثبت فشلها ومن ثم نتوقع النجاح منها.

9- أن أختيار الصدري القح للأنتخابات كان لضمان عدم معارضة الانسحاب من البرلمان في حال الطلب منهم ذلك ، بمعنى ان الاستشراف للمستقبل ينص على انه في حال عدم تشكيل الحكومة فأن الإنسحاب وارد فعلاً، فتم أختيار الصدري القح المعروف بطاعته.
10- (………)
11-(………)
فقال لي: وثورة عاشورا ؟
قلت له حركة جماهيرية عفوية أشترك فيها الصدري وغير الصدري وخصوصاً العشائر والاكاديميين والنقابات والمجتمع المدني ..الخ ، لاعادة الانتخابات بعد ان حدث قضايا ومواقف سياسية وامنية وقضائية كانت سبباً في تذمر الشعب منها: قرار المحكمة الاتحادية وقصف الحلفاء في اربيل والانبار والثلث المعطل وتغيير تفسيرات الدستور والطعن بالانتخابات ومن ثم التسليم بها من قبل الخاسرين المشككين ، فما كان من سماحته الا ان أيد هذه الثورة وطالب بما طالب به الشعب سابقاً من تعديل الدستور وتغيير النظام بثورة ديمقراطية سلمية، ومن باب القاء الحجة على الجميع وبراءة الذمة، لكن مع الأسف تم خذل الثورة من قبل الكثير داخلياً وخارجياً، وتم استباحة دماء الابرياء ظلماً وعدواناً ، فما كان منه ” اعزه الله” الا ان يتدخل لحقن الدماء والحفاظ على السلم الأهلي.

أما ما الغز او الهدف من الأنسحاب فهذا ما لا يعلمهُ الا سماحته ،ومن ثم فإن التيار الصدري كقوة جماهيرية شعبية وجودها في الشارع والمجتمع لم تخلقهُ السياسة ولا مناصبها،ولن تؤثر فيه الأنسحابات من العملية السياسية.


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.