بغداد/المسلة الحدث: تتكرر ظاهرة انتحال الصفة أو التزوير في العراق، التي يلجأ إليها بعض الأشخاص لكسب المال بصورة غير مشروعة. يشمل ذلك تزوير هويات أو وثائق أو شهادات أخرى بهدف التمويه والتظاهر بأنهم شخصيات مهمة أو محترفين في مجال معين.
وعلى نحو متكرر، تعلن السلطات الأمنية العراقية عن عمليات اعتقال أشخاص يقدمون على انتحال صفات، أبرزها صفات لضباط جيش أو عناصر شرطة أو مستشارين حكوميين أو أطباء أو محامين، وأحياناً موظفين لدى مكاتب مسؤولين حكوميين.
ويقدم هؤلاء على استغلال المواطنين بأشكال مختلفة بهدف الحصول على المال، منها وعود بالتوظيف أو تسهيل إتمام معاملات رسمية أو إجراءات حكومية، وقد تكون دوافع النصب والاحتيال تحقيق غايات شخصية واجتماعية.
وأعلن جهاز الأمن الوطني إلقاء القبض على ثلاثة متهمين ينتحلون صفات شخصيات حكومية ويتولون تنفيذ عمليات احتيال بحق مواطنين في العاصمة بغداد. وبحسب بيان رسمي للجهاز، فقد “ضُبط بحوزة المتهمين عدد كبير من المعاملات والأوراق الرسمية المزيفة وجوازات سفر وبطاقات مصرفية، فضلاً عن مبالغ مالية وهويات تعود لوزارات وهيئات حكومية ومكاتب لأعضاء في مجلس النواب”، مضيفاً أن “المتهمين يوهمون المواطنين بإرسالهم لتأدية مناسك الحج في مقابل الحصول على مبالغ مالية تقدر بـ 6 ملايين دينار (حوالي 4600 دولار) للشخص الواحد”.
وجاء البيان بعد أقل من أسبوع على حادث اعتقال رجل في العقد الرابع من العمر في بابل، ينتحل صفة ضابط في هيئة النزاهة ويبتز من خلالها شخصيات عدة بينهم تجار.
وأثار رجل عراقي الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي بعدما انتحل صفة طبيب، على الرغم من أن مهنته الأساسية هي ميكانيكي سيارات. ونشرت منصات عراقية ووسائل إعلام محلية مشاهد وثقتها كاميرات المراقبة في مستشفى بغداد التعليمي أظهرت حديثاً جانبياً بين مدير المستشفى والشخص المقصود، وطالب الأول منتحل صفة الطبيب بإبراز هوية نقابة أطباء العراق الخاصة بالموافقة على مزاولة المهنة، لكنه لم يُظهرها، ثم ألقي القبض عليه.
واعتقلت الشرطة في بغداد شخصاً انتحل صفة ضابط رفيع المستوى في الجيش العراقي، أثناء تجواله في العاصمة بغداد. ويرى عراقيون أن هذه الظاهرة تعد مؤشراً إلى حجم الفوضى في بعض القطاعات الأمنية، ناهيك عن تهاون الأجهزة الأمنية في ملاحقة هؤلاء، وتحديداً المسؤولين عن إصدار الهويات.
ويقول الناشط السياسي العراقي أيوب سامان، إن “جريمة انتحال الشخصية أو الصفة تعد إحدى أخطر الجرائم التي تؤثر على الثقة بين الناس”، لافتاً إلى أنها تزداد على الرغم من إعلان السلطات الأمنية مراراً عن اعتقال هؤلاء.
ويبين المحامي علي التميمي أن “القانون العراقي يتعامل مع انتحال الصفة على أنها جريمة مركبة، كونها تشمل الاحتيال والانتحال. بالتالي فإن العقوبة مشددة، وتزداد شدة في حالة انتحال الصفات الأمنية”.
واكد أن “القانون عاقب بالسجن 10 سنوات على جريمة انتحال الصفات، فيما اعتبر الانتفاع المادي من جراء ذلك ظرفاً مشدداً يجيز لمحكمة الجنايات تشديد العقوبة بالسجن والغرامة”.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
من نظام الأسد إلى علم الاستقلال.. الإعلام السوري يغيّر جلده في ليلة وضحاها
العرب بين حداثة الزيف وأزمة الوعي
الازدواجية بين الأسد وصدام