المسلة

المسلة الحدث كما حدث

آخر حماة بابل

آخر حماة بابل

29 أغسطس، 2023

بغداد/المسلة الحدث:

المحسن الحمداني

ابو محمد تسرح من الخدمة العسكرية بعد سنوات من فتح النظام وابرك وأنهض وقشمر وعاد لأسرته المحدودة الموارد فبحث عن عمل ولو مؤقت فعرض عليه عمران جاره ان يكون حارسا في بابل وكان حينها التعيين ميسر وسهل جدا واجراءاته كذلك لا تتطلب واسطات ودفع رِشَىٰ فتسلم مهمته بحراسة احد التلال القصية فَتَسلحَ بعصا من التوث (التوت)ويذهب المغرب ويعود صباحا وخلال الليل الطويل يسمع صيحات غريبة من التلال وبعض الاحيان اصوات غناء شجي وطبول فيحاول البحث عن المصدر بلاجدوى فيتعوذ من الشيطان ويرجع لبطانيته العسكرية رفيقة ايامة وليالية منذ سنوات وفي احد الصباحات ابلغه السيد رئيس الحراس المحترم ان يتوجة الى الاستعلامات الرئيسية لوجود انذار واقتراب الغزو الامريكي عام 2003 فوجد النقطة التي واجبه فيها جمهرة من الحرس الجمهوري الخاص حماية القصر والحزبيين وجيش القدس واعداد غفيرة تحمل مختلف الاسلحة ومختلف الرتب العسكرية والحزبية ومدراء الدوائر فما كان من صاحبنه ابو محمد ان وضع توثيته الى جنب بين الاشجار واستهان بها بعد ان شاهد الكل مسلحة والخطب الرنانة من امر الموقع الرئاسي يحمل رتبة مقدم تلهب حماسة الحضور وذهب ابو محمد يعمل شاي بين الشجيرات متخليا عن الجمهرة وما ان حل المساء تسرب نصف العدد ومع بزوغ الفجر تسرب الجميع وكان يوما بارداً غائماً عبوساً وبحدود الساعة التاسعة صباحا جاء السيد المقدم بزي مدني مخاطبا صاحبنه اخوية اني ذاهب للمحافظه وراجع فد ساعة وركب سيارته الاولدز موبيل وغاب مسرعا وساد الهدوء وصاحبنا ينتظر ان تاتي الوجبة الصباحية لاستلام الواجب ولكن تاخر الجميع وبحلول الساعة العاشرة شاهد رتلا من الدروع متوجة اليه فأعتقد ان السيد المقدم استقبل تعزيزات عسكرية فالذهب حماس ابو محمد حاملاً توثيته وفخورا بالمدد وما ان اقتربت الدروع حتى قفز منها اعداد من الجنود الغرباء وطوقوا صاحبنه واذا بصوت شامي اللهجة يقول له ارمي عصاك بأمر قوات التحالف واستسلم فصدم ابو محمد كيف تصل هذه القوات بدون سماع ازيز الرصاص واين الحزبيين والحرس الخاص وهو في هذة الصدمة واذا بالعسكر يفتشون جيوبه و المترجم يسألهُ ماذا تعمل هنا قال انا حامي بابل الاخير، فأمروه برمي عصاه والذهاب لمنزلهِ وعدم الخروج والى يومنا هذا ابو محمد حذف اسمه من الوظيفة لفشله بحماية بابل من الغزو وتم توظيف ابن احد الرفاق بدلا عنه هذة قصة اخر حماة بابل .

ان ماحدث تلك الايام درس يجب ان لا ننساه حين تبخر المترفون والنفعيون المتسلطون على شعبهم، وكانوا يتفاخرون على العباد انهم اسياد البلاد وحماتها وعندما حَلَت المحنه على الوطن هربوا كالثعالب محافظين على جلودهم ليسلموا الوطن بابخس الاثمان وكم من متنعم بالجاه السلطوي وارتال الحمايات والمخصصات يهربون كما فعل بعض الساسة سنه 2014 عندما خلعوا غطاء الرأس وطارو لدولهم المجنسين لديها محملين بما خف وغلا وازاء هذه التجارب المريرة على الشعب ان يعي انه لا يستقيم استقلال البلاد والمجتمع إلا بتوزيع الناتج القومي العادل وبحماية مؤسسات الدولة من المتسلطين والفاسدين السفلة والذين ابعد مغازيهم هجومهم الشرس على صحون القوازي بعد ان يترنحوا خيلاء وفخرا انهم بنوا للوطن مالم يبنه هامان لفرعون وفي الحقيقة انهم شيدوا لأنفسهم كانتونات تحميهم من الشعب ويتخادمون مع اعداء الوطن ويتناسون ان العراقي مفتح باللبن وكشف عورتهم وخيانتهم.

الا لعنة الله على الخائنين…..

 


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.