بغداد/المسلة: تفيد تحليلات بان هناك فرصة هائلة لعكس اتجاه الاستراتيجية المتبعة ضد ايران وهي العزل بعدما اثبتت فشلها. ومن الواضح أن العديد من الدول الإقليمية بدأت السير في اتجاه مختلف، كما يتضح من جهودهم لإشراك إيران دبلوماسياً في أعقاب الفترة المضطربة التي مرت بها المنطقة في عامي 2019 و2020 بالرغم من حملة الضغط الأمريكية على طهران.
وتوضح التطورات الجيوسياسية الأخيرة في الشرق الأوسط أن السبب الرئيسي للتوترات والذي كان يعطل الدبلوماسية الإقليمية هو الإقصاء. ومن الواضح أن دول المنطقة بدأت تدرك هذا وأن المسار الحالي للتوترات المتقلبة والمتكررة لا يمكن أن يستمر.
على سبيل المثال، يشير تسارع وتيرة الزيارات المتبادلة بين الإمارات وإيران والعودة المحتملة لسفيريهما إلى اعتراف أبوظبي بضرورة التواصل الدبلوماسي مع طهران. وفي حين أن هناك دافعًا لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، فإن الرياض نفسها تتواصل دبلوماسيًا مع طهران أيضًا.
ويجب أن تخلق هذه التغييرات في نظرة شركاء الولايات المتحدة مساحة كافية لصانعي السياسة في واشنطن لإعادة النظر في آرائهم أيضًا، وتحديداً افتراضاتهم حول حتمية النزاعات والأزمات في المنطقة.
ويظل الاتفاق النووي نقطة البداية الأكثر منطقية لفك تشابك العلاقات الدولية والإقليمية المثيرة للجدل بالنسبة لإيران وبناء إطار عمل يستهدف خفض التصعيد في المجالات الإقليمية الأخرى. وقد أصبح الاتفاق حالة اختبار لأي تقارب محتمل بين الولايات المتحدة وإيران، لكن الديناميكيات المتطورة في المفاوضات تشير أيضًا إلى ملاحظات أخرى.
فبالرغم من الموقف السلبي من الاتفاق في البداية، أبدت جميع دول مجلس التعاون الخليجي، بما في ذلك السعودية والإمارات، اهتمامًا الآن بإحياء الاتفاق للحد من البرنامج النووي الإيراني وزيادة مشاركتها الاقتصادية مع طهران.
وأدركت دول مجلس التعاون الخليجي أهمية تهدئة التوترات بين الولايات المتحدة وإيران في المنطقة، والمكاسب السياسية والعسكرية والاقتصادية التي يمكن تحقيقها مع تخفيف العقوبات الأمريكية ضد إيران.
وقد أظهرت هذه الدول رغبة في تعزيز العلاقات الاقتصادية مع إيران بمجرد رفع العقوبات. وفي أحد الاجتماعات، أعلنت دول مجلس التعاون الخليجي أن “تعزيز الحوار الإقليمي والعودة إلى الاتفاق من شأنه السماح بمزيد من الشراكات الإقليمية والتبادل الاقتصادي”. وتعد هذه النبرة الجديدة مهمة ويجب أخذها في الاعتبار في سياسة الولايات المتحدة تجاه المنطقة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
علي مضض