المسلة

المسلة الحدث كما حدث

الانشغال والاتكال

الانشغال والاتكال

11 أكتوبر، 2023

بغداد/المسلة الحدث:

 رياض الفرطوسي

منذ ان بدأت امتلك الوعي والمعرفة ‘ كان يدور في ذهني سؤال ‘ لماذا دائما لا نكمل ما بدأنا به من بناء ؟ الا يفترض ان تتوج طاقاتنا في البناء والتعمير ؟ لقد كتبنا كثيرا عن الروتين والتعقيدات البيروقراطية الادارية فزادت ترهلا . تحدثنا عن اهمية الزراعة واصلاح الارض ( لان الارض تمدنا بالنبات والغذاء ) ‘ فتم الاستيلاء على الاراضي الزراعية وتحويلها الى مجمعات سكنية كونكريتية . كثيرة هي الشعارات التي ترفع ‘ لكن لا يتم تحقيقها بسهولة . كنا ولازلنا نسخر من الهندي والانكليزي والاسترالي فلماذا هم تقدموا ونحن تخلفنا ؟ اعتقد ان الامر مرتبط بمجموعة عوامل مهمة منها الجدية والرصانة والوعي والتجربة والخبرة والرغبة الحقيقية في بناء المؤسسات ‘ والاستمرارية . نحن في العراق نفتقد لبعض هذه العناصر لذلك تراجعت اوضاعنا وتقهقرت قدراتنا من دون ان تكون هناك اسباب ظاهرة . لقد نخر الفساد في جسد المجتمع فكانت النتيجة اختلال وظيفي وثقافي وسياسي واخلاقي ‘ حتى ضاعت الكثير من الفرص واهدرت بسبب الاوضاع السياسية التي مرت بالبلاد في الفترات السابقة . ثمة سؤال اخر يعن في رأسي متى نستطيع ان نستفيد من الزمن ومن الفرص الضائعة والمهدورة ولا نستثمر الكفاءات الواعية ‘ بل ربما نقوم بأزاحتها واستبعادها . حيث الاستغراق بكل ما هو شخصي مع غياب واضح في الموضوعية او القدرة على استشراف المستقبل . بل ان هناك استغراق واضح في الماضي دون ان نفسر احداث الحاضر . نردد الاقوال والشعارات ‘ في حين ان كل شي يتغير حولنا والزمن يمضي ونحن لا نشعر بما يحصل في العالم من تحولات حيث نبتعد عن روح العصر. شأني شأن الكثير من العراقيين اشعر بالارتياح النسبي ‘ لان هناك من يعمل من اجل هذا الوطن حيث ملفات الخدمات والصحة والتعليم مفتوحة ‘ اضافة الى مشروع التنمية والاصلاح الاقتصادي ومساندة القوات الامنية ودعمها في مواجهة الارهاب في محاور مختلفة . اضافة الى احتواء بعض الطاقات الشبابية في الكثير من مرافق الدولة . هذه الحركة الدؤوبة والشاملة هي من اجل صياغة مرحلة جديدة في اطار تعبوي لا يعرف الملل ولا اهدار الطاقات والكفاءات الحقيقية . كل يوم نرى شيئا جديدا ونشكر الله تعالى على ان هناك شخصيات تعمل من اجل هذا الوطن بإرادة واعية وشاملة حيث الاهتمام بالقضايا الكبرى وعدم اغفال التفاصيل الجانبية . وهنا لابد ان نسجل بعض النقاط المهمة والضرورية:

اولا: العراق بلد ( محسود ) اذا صح التعبير ‘ من بلدان كثيرة في العالم . وربما هناك غيرّة ايضا من هذا البلد الذي يتمتع بأمكانيات وطاقات وخيرات هائلة . مع ذلك الامل في ان يطل العراق على العالم من جديد وهو اكثر تقدما وقوة.

ثانيا: لازال الكثير من العراقيين يؤمنون ان التجربة العراقية لا يمكن ان تنكسر لان التنوع العراقي ( القومي والاثني والديني ) هو مصدر من مصادر قوته ‘ وهذه الامور مدعاة ان يعاود بلدنا ان يظهر بدوره الحقيقي بتطلع وشموخ.

ثالثا: ان اهم عنصر من عناصر البناء هو وجود ارادة حقيقية مشتركة بين المؤسسات والمجتمع صحيح انه لا يوجد فضاء وردي ولكن ابن الشارع يعرف ان المعاناة التي يشعر بها هي ثمن طبيعي لمرحلة البناء والتنمية . هناك مشكلات متراكمة وقديمة ‘ لكن هذه الامور تحتاج الى سياسة واعية ورشيدة.


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.