المسلة

المسلة الحدث كما حدث

ما هي قنابل الفوسفور الأبيض التي استخدمتها اسرائيل على سكان غزة وجنوب لبنان؟

ما هي قنابل الفوسفور الأبيض التي استخدمتها اسرائيل على سكان غزة وجنوب لبنان؟

13 أكتوبر، 2023

بغداد/المسلة الحدث: أكدت منظمة “هيومان رايتس ووتش” الحقوقية أن الجيش الإسرائيلي استخدم قنابل فوسفورية في هجماته على غزة وحدود لبنان يومي 10 و11 أكتوبر الجاري، فما هذه القنابل؟

الفوسفور الأبيض، الذي يمكن استخدامه كستار دخان أو كسلاح لديه القدرة على التسبب في أضرار للمدنيين بسبب الحروق الشديدة التي يسببها وآثاره طويلة الأمد على الناجين، حيث ينتهك استخدام الفوسفور الأبيض في المناطق المكتظة بالسكان في غزة متطلبات القانون الإنساني الدولي التي تقضي بأن تتخذ أطراف النزاع جميع الاحتياطات الممكنة لتجنب إصابة المدنيين والخسائر في الأرواح

يسلط ذلك الضوء على الحاجة إلى إعادة النظر في حالة وملاءمة البروتوكول الثالث لاتفاقية الأسلحة التقليدية، وهو القانون الدولي الوحيد المخصص حاليا لتنظيم الأسلحة الحارقة.

ما هو الفوسفور الأبيض؟
هو مادة كيميائية منتشرة في قذائف المدفعية والقنابل والصواريخ، تشتعل عند تعرضها للأكسجين. وينتج عن هذا التفاعل الكيميائي حرارة شديدة تصل إلى 815 درجة مئوية، وضوء ودخان كثيف يستخدم في الأغراض العسكرية، إلا أنه يسبب أيضا إصابات مروعة عندما يتلامس مع جسم الإنسان. ولا يعتبر الفوسفور سلاحا كيميائيا لأنه يعمل بشكل أساسي بالحرارة واللهب وليس بخصائصه السمّية. ويمكن توصيل الفوسفور الأبيض عبر قطع من اللباد المنقوعة بالفوسفور، تنبعث منها رائحة “الثوم” المميزة.

كيف يتم استخدام الفوسفور الأبيض؟
يستخدم الفوسفور الأبيض في المقام الأول للتعتيم على العمليات العسكرية على الأرض، حيث يصدر عنه ستارة من الدخان ليلا أو نهارا لإخفاء الحركة البصرية للقوات. كما أنه يتداخل مع بصريات الاشعة تحت الحمراء، وأنظمة تتبع الأسلحة، وبالتالي يحمي القوات العسكرية من الأسلحة الموجهة مثل الصواريخ المضادة للدبابات.

وعند الانفجار الجوي، يغطي الفوسفور الأبيض مساحة أكبر من التي يغطيها عند الانفجار الأرضي، ويكون مفيدا لإخفاء تحركات القوات الكبيرة. ومع ذلك، فإن ذلك يؤدي في الوقت نفسه إلى نشر التأثيرات الحارقة على مساحات أوسع، وفي المناطق ذات الكثافة السكانية العالية مثل قطاع غزة، فإن ذلك يزيد من المخاطر التي يتعرض لها المدنيون.

عندما ينفجر السلاح أرضا، تكون منطقة الخطر أكثر تركيزا، ويظل ستار الدخان لفترة أطول، فيما تعتمد سحابة الفوسفور الأبيض، عند الانفجار الجوي، على الظروف الجوية، لهذا لا يمكن تعميم المدة التي يبقى فيها ستار سحابة الفوسفور الأبيض في الهواء.

كما يمكن كذلك استخدام الفوسفور الأبيض كسلاح حارق، حيث استخدمته القوات الأمريكية أثناء معركة الفالوجا الثانية في العراق عام 2004، “لإخراج” المقاتلين المختبئين، الذين تعرضوا بعد ذلك للهجوم.

يسبب الفوسفور الأبيض حروقا شديدة، غالبا ما تصل إلى العظام، وتكون بطيئة في الشفاء، ومن المحتمل أن تتطور إلى التهابات، وإذا لم تتم إزالة جميع شظايا الفوسفور الأبيض، فإنها من الممكن أن تؤدي إلى تفاقم الجروح بعد العلاج، وتشتعل مجددا عند تعرضها للأكسجين. وحروق الفوسفور الأبيض التي لا تتجاوز 10% من جسم الإنسان غالبا ما تكون قاتلة، ويمكن أن تسبب كذلك تلفا في الجهاز التنفسي، وفشلا في الأعضاء.

غالبا ما يعاني أولئك الذين ينجون من إصاباتهم الأولية من معاناة مدى الحياة، حيث يواجهون أعراضا مثل التقلصات والشد الدائم للعضلات والأنسجة الأخرى وإعاقة الحركة، في حين أن صدمة الهجوم الأولى والعلاجات المؤلمة والندوب متغيرة المظهر تؤدي إلى ضرر نفسي واستبعاد اجتماعي.

كذلك يمكن للحرائق الناجمة عن الفوسفور الأبيض أن تدمر المنشآت والممتلكات المدنية، وتلحق الضرر بالمحاصيل، وتقتل الماشية. علاوة على ذلك، فإن عدم كفاية الموارد المتاحة لمقدمي الخدمات الطبية في مناطق النزاع المسلح يؤدي إلى تفاقم العملية الصعبة بالفعل المتمثلة في علاج الحروق الخطيرة.

ما هو وضع الفوسفور الأبيض بموجب القانون الدولي؟
عند استخدام الفوسفور الأبيض كسلاح، فإن الذخائر التي تحتوي على الفوسفور الأبيض هي أسلحة حارقة. وبرغم أن الأسلحة الحارقة ليست محظورة صراحة بموجب القانون الإنساني الدولي، إلا أن القانون الإنساني الدولي العرفي يتطلب من الدول اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتجنب إلحاق الأذى بالمدنيين بسبب تلك الأسلحة.

إضافة إلى ذلك، تخضع الأسلحة الحارقة للبروتوكول الثالث لاتفاقية الأسلحة التقليدية. وقد انضمت فلسطين ولبنان إلى البروتوكول الثالث، في حين لم تصدق إسرائيل على هذا البروتوكول الذي يحظر استخدام الأسلحة الحارقة الملقاة جوا على “تجمعات المدنيين”، إلا أن هذا القانون يتضمن ثغرتين كبيرتين.

أولا: هو يقيد بعض وليس كل الأسلحة الحارقة التي يتم إطلاقها من الأرض حيث توجد تجمعات المدنيين، وهو ما قد يشمل الضربات المدفعية بالفوسفور الأبيض في غزة.

ثانيا: يغطي تعريف البروتوكول للأسلحة الحارقة “المصممة أساسا” لإشعال النيران وحرق الأشخاص، وبالتالي يمكن القول إنه يستبعد الذخائر متعددة الأغراض، مثل تلك التي تحتوي على الفوسفور الأبيض، إذا تم استخدامها كستار من الدخان، حتى لو تسببت نفس المواد الحارقة في تأثيرات على البشر

وقد أوصت “هيومان رايتس ووتش” وعدد من الدول الأطراف في اتفاقية الأسلحة التقليدية بسد هذه الثغرة وتعزيز القيود المفروضة على استخدام الأسلحة الحارقة المطلقة من الأرض.

وتؤيد “هيومان رايتس ووتش” الدعوة المدعومة على نطاق واسع للدول الأطراف في اتفاقية الأسلحة التقليدية للاتفاق في اجتماعها، نوفمبر 2023، على تخصيص وقت لإجراء مناقشات مخصصة حول حالة وملاءمة البروتوكول الثالث.


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author