المسلة

المسلة الحدث كما حدث

ايران والتصعيد في غزة.. حروب صغيرة لا مواجهة مباشرة

ايران والتصعيد في غزة.. حروب صغيرة لا مواجهة مباشرة

22 أكتوبر، 2023

بغداد/المسلة الحدث: أصدرت إيران في 15 أكتوبر تشرين الأول تحذيرا علنيا وحادا لعدوها اللدود إسرائيل عندما قال وزير خارجيتها: أوقفوا هجومكم على غزة وإلا سنضطر إلى اتخاذ إجراء.

وبعد ساعات فقط، خففت بعثة الجمهورية الإسلامية لدى الأمم المتحدة لهجتها المتشددة، وطمأنت العالم بأن قواتها المسلحة لن تتدخل في الصراع ما لم تهاجم إسرائيل مصالح إيران أو مواطنيها.

ووفقا لمسؤولين إيرانيين على اطلاع مباشر على طريقة التفكير داخل المؤسسة  الحاكمة فإن إيران، الداعمة منذ فترة طويلة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تدير قطاع غزة، تجد نفسها أمام  إدارة الأزمة المتفاقمة، وفق رويترز.

لكن أيضا من الممكن أن يكبد أي هجوم كبير ضد إسرائيل المدعومة من الولايات المتحدة إيران خسائر فادحة  في دولة تعاني بالفعل من أزمة اقتصادية.

وقال ثلاثة مسؤولين أمنيين إنه تم التوصل إلى توافق في الآراء بين كبار صناع القرار في إيران في الوقت الحالي على إعطاء مباركتهم للضربات المحدودة التي يشنها حزب الله اللبناني عبر الحدود ضد أهداف عسكرية إسرائيلية، على بعد أكثر من 200 كيلومتر من غزة، فضلا عن هجمات ضيقة النطاق تشنها جماعات أخرى حليفة في المنطقة على أهداف أمريكية، مع تفادي أي تصعيد كبير من شأنه أن يجر إيران نفسها إلى الصراع.

ونقلت وسائل إعلام رسمية إيرانية عن وحيد جلال زاده رئيس لجنة الأمن القومي بالبرلمان قوله يوم الأربعاء “إننا على اتصال مع أصدقائنا حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله… وموقفهم هو أنهم لا يتوقعون منا تنفيذ عمليات عسكرية”.

ولم ترد وزارة الخارجية الإيرانية على طلب للتعليق على طريقة تعامل البلاد مع الأزمة، كما رفضت السلطات العسكرية الإسرائيلية التعليق.

ويبدو الأمر لإيران أشبه بالسير على خيط رفيع.

فقد أوضحت المصادر أن خسارة قاعدة قوة أسستها إيران في القطاع الفلسطيني عبر حماس وجماعة الجهاد الإسلامي على مدى ثلاثة عقود من شأنها أن تحدث صدعا في خطط إيران التي قامت ببناء شبكة جماعات مسلحة  في أنحاء الشرق الأوسط، من حزب الله في لبنان إلى الحوثيين في اليمن.

وتواجه الأهداف الاستراتيجية الإيرانية اعتبارات عسكرية آنية، إذ تقوم إسرائيل منذ الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول وأسفر عن مقتل 1400 في إسرائيل بشن ضربات جوية غير مسبوقة على قطاع غزة أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 4300 حتى الآن.

ويعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل صاحبة القوة العسكرية الكبرى لديها ترسانة نووية، رغم أنها لا تؤكد هذا أو تنفيه، كما أنها تتمتع بدعم من الولايات المتحدة التي نشرت حاملتي طائرات وطائرات مقاتلة في شرق البحر المتوسط لأسباب من بينها توجيه تحذير لإيران.

ومنذ السابع من أكتوبر تشرين الأول تبادل حزب الله إطلاق النار مع القوات الإسرائيلية على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية في اشتباكات أسفرت عن مقتل 14 من مقاتلي الحزب.

وقال مصدران مطلعان على تفكير حزب الله إن هذه الدرجة المنخفضة من العنف تهدف إلى إبقاء القوات الإسرائيلية منشغلة دون فتح جبهة جديدة كبيرة، ووصف أحدهما هذا التكتيك بأنه كشنّ “حروب صغيرة”.

 


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.