المسلة

المسلة الحدث كما حدث

‏السقوط الأخير للحلبوسي

‏السقوط الأخير للحلبوسي

18 نوفمبر، 2023

بغداد/المسلة الحدث:

قاسم الغراوي

كثيرة هي الدروس المستخلصة في حياة الناس على مختلف مشاربهم وتوجهاتهم ومناصبهم وثقافاتهم نفعتهم سابقا او تضرروا منها لاحقا .

ومن المؤكد ان بعض تجارب الآخرين التي يقرأ عنها الإنسان او يعرفها عن قرب مفترض ان تمنحه التامل والحذر وان تضفي على سلوكه الاتزان حتى لايقع في مطبات او مواقف هو في غنى عنها وحتى يكون في السليم بعيدا عن كل ما يجعله في دائرة الشبهات ويسقط في الضربة القاضية .

إن المال الفاسد مهما تضخم لا يوفر الحماية دائماً للسياسي مهما على شأنه وموقعه وتقلد المناصب ومهما بالغ في إسكات الأصوات واشترى الذمم لاستمرار سلطته فالقانون فوق الجميع وهو الفيصل في الإدانة الجرمية بتوفر الدليل وإصدار الحكم لتنهار بعدها كل أحلام هذا السياسي.

ان الغرور وحده ليس كافياً لإنتاج زعامة سياسية ولا الانتساب العشائري ولا الإرث الأبوي إنما الأخلاق والقيم والمبادىء والإنسانية هي من تفرض ذات السياسي بين اقرانه في المجتمع ونجاحه في اجواء السياسة.

إن السياسة الحقيقية المطلوبة اليوم لاتعني مهنة السرقة والتزوير والاستهتار وفرض الأمر الواقع على من هم دون منك ولا هي تغيير في القيم الأخلاقية بل هي مهنة الالتزام بالدستور وتوفير الخدمة للناس لأنهم وحدهم من يتحكم بمصيرك من خلال منحك الثقة من عدمها أثناء الانتخابات.

اما الرهان على اللوبيات الخارجية فهي خسارة مؤكدة لاتقبل القسمة على اثنين ، وإن العمالة لأنظمة معادية للعراق ومحور الم.قا.ومة وداعمة للإرهاب لا تجدي نفعاً، لأن هذه الأنظمة لا تتعامل مع العملاء كحلفاء بل كمرتزقة يتم التخلي عنهم حين يسقطون كما فعلت مع الحلبوسي.

الحلبوسي تعامل بفوقية مع أبناء جلدته وعقيدته حتى صار يهدد على الملا بكلمات تذكرنا بحكم البعث وصار يرى حجمه اكبر مما كان يتصور حيث اقصى قيادات سنية مهمة وزملاء له من خلال الايحاء الوهمي ان لديه نفوذا في كل مكان وبالقضاء وإذ به بشرب من ذات الكاس وادين بقرار قضائي!

الحلبوسي رمى بثقله الى العامل الخارجي واستمد منه القوة بدلا من استمدادها من مجتمعه وها هو اليوم يعاتب وربما يتهم العامل الخارجي وراء انهاء عضويته في البرلمان.

والحلبوسي استغل السلطة لضرب منافسيه من ابناء جلدته ، دون ان يكترث لاحد او يسمع من احد حتى كثر اعداءه واليوم بات وحيدا بلا ناصرا!

ومحمد الحلبوسي تضخمت ثروته بطريقة سريعة ونعتقد ان القضاء معني بفتح ملفات هذه الثروة وتوهم الحلبوسي ان المال يوفر الحماية، وبعد سقوطه المدوي تحولت ثروته الى عبئ تحتاج الى اثبات مصادره!

المبالغة ببناء القصور لنفسه وتقديم التسهيلات لحاشيته بدلا من مأوى لاهله النازحين، اليوم الحلبوسي اصبح نازحا سياسيا! يبحث عن ماوى هنا وهناك ويتصل هنا وهناك لمحاولة ايجاد حل لقضيته التي حسمتها المحكمة والى الأبد.

ان استعراضه القوة بحماياته ومواكبه، ورتل سياراته أنسته قيمته الحقيقية وجعلته لاينظر إلا لما يعجبه وتناسى ان القوة الحقيقية تاتي من محبة الناس له ومن الايمان بالله..

نصيحة :

العمل لخدمة بلدك وشعبك ومحافظتك ومن اي موقع، دليل وعيك ومحبتك وإخلاصك ولتكن تجربتك غنية بالدروس الموضوعية والإيجابية يستفيد منها الاخرون ويستذكرون فيك التضحية والقيم الإنسانية النبيلة.

كلمة اخيرة :
تعلم من اخطائك ولابد ان تؤمن بأن الحياة سلف ودين وكل إنسان يحصد مازرعت يداه
خير بخير وشر بشر وعسى ان تكون تجربتك وسقوطك الأخير درسا لمن بعدك.


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author